ألزهايمر ليس مرضا واحدا بل 6 حالات مختلفة!
طور فريق كبير من الباحثين طريقة جديدة لتصنيف المرضى المصابين بألزهايمر، ما يوحي بأننا يجب أن نفكر في المرض على أنه 6 حالات مختلفة بوضوح، لا حالة واحدة.
ويمكن تصنيف مرض ألزهايمر سابقا إلى نوعين فقط، إما في المرحلة المبكرة من المرض، أو في المرحلة المتقدمة منه، اعتمادا على المرحلة التي يبدأ فيها ظهور الأعراض على المريض. ولكن بعض الباحثين يعتقدون أن مرض ألزهايمر قد يكون أكثر تعقيدا وتحديدا من ذلك.
ولكن، استنادا إلى دراسات طبية حللت أكثر من 4 آلاف مريض يعانون من “اضطراب سرقة الذاكرة”، اكتشف الباحثون أن مرض ألزهايمر يمكن تقسيمه إلى ست مجموعات مختلفة، اعتمادا على مدى تأثر المرضى، حيث كانوا جميعا لديهم اختلافات وراثية.
ويأمل فريق البحث المكون من 18 شخصا، من مجموعة كبيرة من الجامعات المرموقة التي تضم جامعة بوسطن ومركز “Virginia Puget Sound Health Care System” وجامعة إنديانا، أن توصل هذه النتائج إلى خطوات أقرب إلى علاج مرض ألزهايمر.
كما يزعم الفريق أن هذه النتائج قد تفسر عدم نجاح التجارب لمعالجة المرضى، باستخدام الأدوية ذاتها لجميع الحالات.
وترأس المشروع الدكتور شوبهارباتا مخرجي، من قسم الطب الباطني العام في جامعة واشنطن بسياتل.
وقال الدكتور مخرجي: “مرض ألزهايمر، مثل سرطان الثدي، ليس مرضا واحدا. وأعتقد أن الدواء الجيد قد يفشل في التجارب السريرية لأن الجميع لا يمتلكون النوع نفسه من مرض ألزهايمر”.
وكان جميع المشاركين في الدراسة من المصابين بمرض ألزهايمر في مرحلته المتأخرة، وهو الشكل الأكثر شيوعا للمرض، عندما يتم تشخيص شخص ما عند سن 65 عاما أو أكثر.
وقام الفريق بتقييم المرضى استنادا إلى أربعة عوامل رئيسة هي: الذاكرة واللغة والأداء التنفيذي (مجموعة من المهارات التي تمكن الشخص من إنجاز المهام)، والإدراك المعرفي الإبصاري المكاني (الطريقة التي يتصل بها الشخص بالمعلومات المرئية للفضاء المحيط به).
ثم استخدم الباحثون هذه البيانات لربط المرضى بستة أنواع مختلفة من مرض ألزهايمر.
ووجد الدكتور مخرجي وزملاؤه أن 39% من المرضى سجلوا نتائج ضعيفة في جميع العوامل الأربعة. وأظهرت ثاني أكبر مجموعة نتائج متوسطة في جميع العوامل الإدراكية باستثناء الذاكرة، بنسبة 27%، ثم تأتي المجموعة التالية بنسبة 13% والتي سجلت مهارات لغوية أقل بكثير، في حين أن 12% سجلوا نتائج أسوأ في الإدراك المعرفي الإبصاري المكاني.
وسجل 3% فقط من المشاركين نتائج أسوأ بكثير في اختبارات أدائهم التنفيذي مقارنة بالعوامل الثلاثة الأخرى، فيما سجل 6% نتائج أسوأ في عاملين من أصل 4 عوامل.
وعمل الجزء التالي من الدراسة على فحص البيانات الوراثية على مستوى الجينوم، لمعرفة ما إذا كانت هناك اختلافات بيولوجية واضحة بين المجموعات الفرعية. وتم تحديد اختلافات جينية كبيرة بوضوح بين جميع المجموعات الفرعية الستة.
واكتشف الباحثون 33 موقعا مختلفا في جميع أنحاء التركيبة الوراثية للمرضى، يمكن ربطها بشكل واضح بالمجموعات الفرعية للمجال المعرفي الفردي.
ويأمل الفريق أن تساعد دراستهم في التوصل إلى علاج فعال لمرض ألزهايمر، يكون أفضل استهدافا لكل حالة من حالاته الست المختلفة كل على حدة.