ما لا تعرفه عن الكاتب الأميركي الشهير إرنست همينغوي
يصنف الكاتب الأميركي إرنست همينغوي (Ernest Hemingway) ضمن قائمة أهم الروائيين في تاريخ الولايات المتحدة، حيث لعب دوراً هاماً اعتماداً على أسلوب الجبل الجليدي الكتابي في رسم ملامح الرواية الأميركية، مما جعله رمزاً من رموز الأدب العالمي في القرن العشرين.
وخلال مسيرته الأدبية، نجح همينغوي في تأليف عدد من القصص والروايات الخالدة، ولعل أبرزها “الشيخ والبحر ” و”وداعاً للسلاح” و”لمن تقرع الأجراس” و”الموت بعد الظهر”.
وبفضل هذه الإنجازات، كسب المؤلف الأميركي جوائز عالمية كجائزة بوليتزر للأعمال الخيالية (Pulitzer Prize for Fiction) عام 1953 وجائزة نوبل للآدب عام 1954.
في المقابل، حظي همينغوي بحياة مليئة بالمخاطر، حيث نجا مرات عديدة من الموت. فقد أصيب بالملاريا والزحار وسرطان الجلد وفرط كوليسترول الدم وارتفاع ضغط الدم، فضلاً عن تعرضه خلال مناسبتين لارتجاج في المخ، وهو الأمر الذي أصابه بصداع مستمر وآلام على مستوى الرأس والأذنين.
إضافة لكل هذه الأمراض التي ألمت به، تعرض للعديد من الحوادث الخطيرة، والتي نجا منها بأعجوبة. فأثناء الحرب العالمية الأولى، التحق بمنظمة الصليب الأحمر ليعمل لصالحها كسائق سيارة إسعاف على الجبهة الإيطالية.
وفي حدود الثامن من تموز/يوليو 1918، أصيب إصابة بليغة عقب سقوط قذيفة مدفعية بالقرب منه أثناء قيامه بنقل كمية من السجائر والشكولاتة للجنود الإيطاليين. وبفضل هذه التضحية، حصل الكاتب الأميركي على وسام الشجاعة الفضي الإيطالي.
كذلك نجا همينغوي عام 1952 مرتين متتاليتين من الموت، فأثناء رحلة سياحية نحو القارة الإفريقية، كان ضحية لحادثي طائرة أسفرا عن إصابته ببعض الحروق ومشاكل صحية أخرى رافقته بقية حياته.
كما عانى خلال الأشهر الأخيرة من حياته من أعراض نفسية كالاكتئاب والتوهم وجنون الارتياب. ومكث بالمستشفى لفترة من الزمن، تمت معالجته خلالها بالتخليج الكهربائي. وبحسب عدد من الأطباء، عانى همينغوي من حزن شديد بسبب عدم قدرته على الكتابة وتأليف الروايات.
وعلى ما يبدو، لم تكن الثروة والمؤلفات وجائزتا نوبل للأدب وبوليتزر للأعمال الخيالية كافية لمنع همينغوي من الانتحار. ففي الثاني من تموز/يوليو 1961 وبعد مضي يومين فقط على مغادرته المستشفى، أقدم على وضع حد لحياته بمنزله بمدينة كيتشوم (Ketchum) بولاية أيداهو (Idaho) عن طريق إطلاق النار على نفسه عند مستوى الرأس باستخدام بندقيته المفضلة. وفارق الحياة عن عمر يناهز 61 سنة تاركاً عشرات المؤلفات الشهيرة.
وأثارت حادثة انتحار همينغوي حيرة العديد من الأطباء، حيث شكك الجميع في وجود أمر وراثي مسبب للاكتئاب لدى الكاتب. فبناءً على التقارير الطبية، شهدت عائلة الكاتب الأميركي العديد من حالات الانتحار بداية من والده عام 1928 وعدد من أشقائه.