أسبوع دموي من القتل والمحن هز لبنان من بلاد الاغتراب
في الأسبوع الماضي تعرض لبنانيون في دول الاغتراب بأفريقيا وأميركا اللاتينية، إلى مصائب متنوعة، بعضها دموي، ولا تزال حديث الناس في القارتين وفي لبنان بشكل خاص، منها ما حدث يوم الجمعة الماضي، ولم تر مثله سلطات مطار Nnamdi Azikiwe الدولي في مدينة “أبوجا” عاصمة نيجيريا منذ زمن بعيد.
ففي ذلك المطار كانوا يقومون بتفتيش روتيني في حقائب لبناني اسمه عباس لقيس، وهالهم ما وجدوه فيها مكتظا قبل دقائق من توجهه إلى طائرة تابعة لشركة “مصر للطيران” كانت ستقلع إلى القاهرة، وبمطارها كان لقيس الثلاثيني العمر سينتظر “ترانزيت” إلى أن تقلع به طائرة تابعة لشركة “ميدل ايست” اللبنانية إلى بيروت، محمّلا بما يسيل اللعاب.
ويتساءلون عن مصدر المال ولمن يكون
كانت الحقائب محشوة بعشرة أنواع من العملات الأجنبية، مجموعها يساوي أكثر من مليونين و500 ألف دولار، وفقا لما راجعته “العربية.نت” من قيمة الرزم التي كانت بحوزته، وقام مفتشو دائرة معروفة في نيجيريا باسم “لجنة الجرائم الاقتصادية والمالية” بتصنيفها في المطار وإعداد جردة بها، نراها مفصلة أدناه وعنها سيخضع لقيس لتحقيق، يتبعه مثوله فيما بعد أمام محكمة تبت بأمره في تهمة من الأخطر.
العملة المبلغ
دولار أميركي 2.104.936
جنيه استرليني 163.740
يورو 144.680
ريال سعودي 391.838
فرنك فرنسي 3.420
ليرة لبنانية 109.000
درهم إماراتي 10.135
يوان صيني 10.000
ليرة تركية 435
ريال قطري 10
والتهمة هي غسيل الأموال وتهريبها، بحسب ما ورد عنه في موقع صحيفة The Punch النيجيرية، وبخبرها ذكرت أن ما كان في حقائبه يساوي 940 مليون “نايرا” نيجيرية، أي مليونين و980 ألفا من الدولارات، لذلك يتساءلون في البلاد المقيم فيها أكثر من 30 ألف لبناني مغترب ومتحدر، عن مصدر تلك الأموال، ولماذا كانت متنوعة، ومن الذي أرسلها مع لقيس، وإلى من كان ينقلها في لبنان.
قتل في جنوب أفريقيا وأنغولا والبرازيل
في اليوم نفسه قضى لبناني مهاجر في أنغولا واسمه محمد محمود خشن، قتيلا برصاصة في رقبته، أطلقها عليه فرد في عصابة تمتهن السطو المسلح، فأرداه بعمر 24 سنة للحال، وسريعا وصل خبره إلى ذويه وأقاربه في لبنان، فمضوا إلى مواقع التواصل ونعوه فيها، وبعضهم ذكر أن خشن المهاجر من بلدة “السماعية” قرب مدينة صور بالجنوب اللبناني، هو وحيد عائلته وله 3 شقيقات، إحداهن متوفية، وتزوج قبل 6 أشهر فقط.
من اليمين، القتيل بأنغولا محمد خشن، والقتيلان توفيق عيدي وابنه راجح في جنوب أفريقيا، ثم القتيلان في سان باولو، ابراهيم حاراتي ونعمان الترك
مقتل محمد خشن، حدث بعد 3 أيام من جريمة مزدوجة ذهب ضحيتها لبنانيان في سان باولو بالبرازيل: ابراهيم فارس حاراتي، وصديقه نعمان عمر الترك، من بلدتي قب الياس ومجدل عنجر في محافظة البقاع بالشرق اللبناني. وكان الترك يقوم بزيارة صديقه المالك لفندق في إحدى ضواحي المدينة، وفوجئ الاثنان باقتحام أفراد مسلحين للمكتب الذي كانا فيه، ولما فشل المقتحمون بالسرقة أطلقوا الرصاص على الصديقين.
وفي مدينة “جوهانسبورغ” بجنوب أفريقيا، حدث الأسبوع الماضي الشيء نفسه تقريبا، ولكن على مرأى هذه المرة من كاميرا مراقبة رصدت كل شيء تقريبا: أفراد عصابة مسلحة اقتحموا محلا لبيع الدهان والخضراوات يملكه اللبناني راجح عيدي في المدينة، مستهدفين سرقته.
كان في المحل والده توفيق وشقيقه سهيل، العاملان معه فيه، فتكاتف الثلاثة معا لمقاومة المقتحمين، بحسب ما نرى في الفيديو الذي تعرضه “العربية.نت” نقلا عن قناة “بوابة صيدا” التي انتشر منها إلى مواقع التواصل، إلا أن المقاومة انتهت بالأسوأ الدموي في أبعد بلاد بالقارة السمراء، فقتل صاحب المحل ووالده، وأصيب شقيقه سهيل، في جريمة لم يعتقلوا مرتكبيها للآن، واتشحت لها مدينة صيدا القريبة من بيروت بالسواد حدادا عليهم.