لماذا ظهرت الابنة الوحيدة لأشهر كوميدي بمصر بعد 70 سنة
تفاصيل كثيرة لا يعرفها المصريون عن #الفنانالكوميديالراحلنجيبالريحاني ، مثل زواجه من الراقصة الألمانية التي أدت دورا صغيرا معه في مسرحية “كشكش بيه”، وسر إخفائه هذا الزواج؟ وسبب غياب ابنته الوحيدة طيلة 70 عاما لتظهر بعد ذلك للدفاع عنه وعن وتاريخه وأعماله والسعي لتكريمه وتخليده بالشكل اللائق به باعتباره واحدا من أشهر وأبرز فناني مصر في القرن العشرين.
#جينانجيبالريحاني ابنة الفنان الراحل من زوجته الألمانية لوسي دي برناي تروي لـ”العربية.نت” تفاصيل كثيرة عن والدها وجانبا من تاريخه وحياته، وتقول إن والدتها كانت تقيم في مصر في بدايات القرن العشرين لارتباط جدها بعمله في مصر كمهندس، وعملت في فرقة رقص، وتعرف عليها الريحاني وضمها لفرقته المسرحية وارتبطا بقصة حب كبيرة، مضيفة أن والدتها تركت مصر بسبب الغيرة من بعض الفنانات بفرقة الريحاني، وسافرت لفرنسا واستقرت هناك.
يعلن زواجه بسبب هتلر
وتقول إن والدها ظل يبحث عن والدتها في فرنسا التي كان يزورها سنويا ومنذ العشرينيات للاطلاع على أحدث فنون المسرح، وعثر عليها مرة أخرى بعد 16 عاما، وتزوجا وأنجباها، مشيرة إلى أن الفنان الراحل كان يزورها باستمرار في فرنسا، ولم يعلن زواجه من والدتها بسبب القوانين الألمانية في عهد هتلر التي كانت تمنع زواج الألمانيات من الأجانب.
وتكشف جينا الريحاني أنها لم تستطع استخراج أوراق ثبوتية وشهادة ميلاد باسم والدها بسبب قوانين هتلر، لكن تم تسجيلها عن طريق الكنيسة كابنة الريحاني.
وانفصل الريحاني عن زوجته الألمانية -كما تقول جينا- بسبب زواجه من المطربة بديعة مصابني التي كانت تغار عليه بشدة وترفض تماما أي أحاديث تدور ولو همسا عن زواجه بأخرى، لذلك لم يعلن الريحاني زواجه من الألمانية خشية غضب مصابني، وتقول إن آخر مرة التقت فيها والدها كان عمرها 10 سنوات، وذلك في العام 1947 بباريس، حيث كان يحصل على إجازة لمدة شهر من المسرح، ويقضيها معها.
وعقب وفاة الريحاني بسنوات تزوجت جينا من مواطن مصري من مدينة الغنايم بأسيوط جنوب البلاد، وعاشت معه في الإسكندرية، ولظروف خاصة ابتعدت تماما عن الحياة العامة وتفرغت لتربية ابنها وابنتها.
وبدأت جينا الريحاني التفرغ للحصول على تكريم يليق بوالدها الراحل وتخليد أعماله وإسهاماته الفنية ودوره في المسرح المصري عقب وفاة زوجها، ونجحت في الحصول على تكريم للريحاني بمهرجان القاهرة السينمائي في العام 2008، وتسلمت جائزته بعدما أقنعها رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس بالظهور وتسلم الجائزة نيابة عن والدها الفنان الراحل.
لم تشاهد جينا والدها كثيرا، لكنها سمعت عنه من والدتها، وتقول إن شخصيته الحقيقية تشبه كثيرا دوره في فيلم “لعبة الست” ، كان هادئا وحنونا ومحبا لأسرته رغم ابتعاده عنهم لظروف الحرب العالمية الثانية، ولغيرة بديعة مصابني عليه، وواجهت ابنة الفنان الراحل اتهامات كثيرة بأنها ليست ابنته، وأنها تنسب نفسها له دون سند حقيقي، خاصة أن الريحاني كما تردد كان عقيما ولم ينجب، وترد على ذلك بالقول إن الدولة المصرية لا يمكن أن تنطلي عليها أكاذيب من هذا القبيل وإلا لما تم استدعاؤها في مهرجان القاهرة السينمائي للحصول على جائزة تكريم والدها، حيث اطلعت إدارة المهرجان على أوراقها الثبوتية التي تؤكد نسبها لنجيب الريحاني وأنها ابنته.
وتوضح أنها لم تلتفت كثيرا لهذه الاتهامات، لأنها لا تسعى للحصول على ميراث، أو أموال أو هبات وعطايا لكونها ابنة الريحاني، بل إن مشاعرها كابنة يجعلها تبذل الجهد الكثير رغم تقدمها في العمر، وتلتقي بالمسؤولين بوزارة الثقافة المصرية للحصول على موافقتهم بتكريم وتخليد أعمال والدها بشكل يليق به وبدوره مثلما حدث مع كوكب الشرق أم كلثوم وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب.
وتضيف أنها أقامت وعلى نفقتها الخاصة لافتات ضخمة من الحديد وعلقتها في الشارع الذي يحمل اسمه بوسط العاصمة المصرية، كما قامت بالحصول على مقتنياته من المسرح الذي يحمل اسمه، ومنها المقعد الخاص به في غرفته بالمسرح، وقصاصات من ستارة العرض، واحتفظت بها، وتسعى لعمل تمثال له ووضعه في حديقة الأزهر بالدراسة لكي تعرف الأجيال الحالية والقادمة من هو نجيب الريحاني.
تعيش ابنة الريحاني بمفردها حاليا في حي لوران بالإسكندرية، وتسافر للعاصمة القاهرة كل أسبوع لمقابلة المسؤولين والاتفاق معهم على البحث عن أعمال ومسرحيات الريحاني وعرضها، مؤكدة أن والدها قدم 80 مسرحية لا يوجد منها سوى 5 مسرحيات فقط ولا تعلم أين باقي المسرحيات؟
توجهت جينا إلى المدرسة التي درس فيها والدها في منطقة خرنفش وأسست بها مسرحا على نفقتها الخاصة، وبحثت عن فنان مصري يدعى عادل الكيال كان قد رسم حياة نجيب الريحاني في 90 لوحة فنية في العام 1964، ونجحت في العثور عليه قبل سنوات قليلة واتفقت معه على إعادة رسم هذه اللوحات وعرضها في معرض خاص بوالدها.
ماذا ستقدمون لوالدي؟
خلال تواجدها في القاهرة تطرق جينا الريحاني أبواب المسؤولين لتسألهم السؤال التقليدي والذي لا تمل من تكراره، وهو ماذا ستقدمون لوالدي؟ وكيف ستخلدون ذكراه؟ وكيف ستحتفلون العام القادم بذكرى مرور 70 عاما على وفاته؟
وعلمت جينا بوفاة والدها بعدها بأيام، وقتها كانت صغيرة تعيش مع والدتها في ألمانيا بعد انتهاء الحرب العالمية، وتقول إنه كان يوما حزينا عليها كطفلة، وبعد سنوات شعرت بالحنين لمصر مسقط رأس نجيب الريحاني، ولذلك وافقت على الزواج من مصري رغم اعتراض والدتها كي تظل بجوار رفات والدها وموطئ ذكرياته.
وأصبح الشغل الشاغل لابنة الريحاني هو البحث عن تاريخ وأعمال والدها وإعادة إنتاجها وعرضها من جديد، والهدف هو أن يظل اسمه محفورا في وجدان وذاكرة المصريين كواحد من أعظم رواد المسرح والكوميديا في العالم العربي.