العالم يناهض العنف ضد المرأة “بالبرتقالي”
“العنف ضد المرأة والفتاة آفة عالمية.. إنه إهانة أخلاقية لجميع النساء والفتيات، ووصمة عار في جبين مجتمعاتنا كافة، وعقبة كبرى على طريق تحقيق التنمية الشاملة والمنصفة والمستدامة”.
هذا ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، الذي تحتفي به دول العالم سنويا يوم 25 نوفمبر/تشرين الثاني.
جذور اليوم
قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 17 ديسمبر/كانون الأول 1999 تحديد اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة بيوم 25 نوفمبر/تشرين الثاني (القرار 54/134)، ودعت الحكومات والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية إلى تنظيم أنشطة فيه تهدف إلى زيادة الوعي العام بهذه القضية.
ودرج أنصار المرأة على الاحتفال بهذا اليوم الذي استُمد تاريخه من الاغتيال الوحشي في اليوم نفسه من العام 1960 للأخوات الثلاث ميرابال اللواتي كن من السياسيات النشيطات في جمهورية الدومينيكان، بناء على أوامر حاكمها روفاييل تروخيليو (1936-1961).
تعريف العنف!
اعتمدت الجمعية العامة الأممية عام 1993 القرار 104/48 بشأن القضاء على العنف ضد المرأة. ويعرف القرار العنف بأنه “أي فعل عنيف تدفع إليه عصبية الجنس ويترتب عنه أو يرجح أن يترتب عليه؛ أذى أو معاناة للمرأة، سواء من الناحية الجسمانية أو الجنسية أو النفسية”.
ويشمل ذلك “التهديد بأفعال من هذا القبيل، أو القسر أو الحرمان التعسفي من الحرية، سواء حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة”.
العالم بالبرتقالي
اختيار اللون البرتقالي ليس صدفة، فهو لون الطاقة والحيوية والأمل بمستقبل أفضل خال من العنف. كما يعدّ لون الحركات السياسية والاجتماعية المعاصرة. وهو يوجه رسالة مفادها أنه “يجب إنهاء العنف ضد النساء والفتيات حالا”، حسب ما ورد في إحدى رسائل مديرة اليونسكو السابقة.
وتأتي الحملة الأممية لهذا العام بعنوان “فلنتحد لإنهاء العنف ضد النساء والفتيات”، وشعار “اصبغوا العالم باللون البرتقالي: #اصغوا إليّ أيضا”.
وصبغ الوسم الخاص بهذا اليوم باللون البرتقالي، وشهد إقبالا واسعا على شبكات التواصل #OrangeUrWorld، #OrangeTheWorld، #HearMeToo،#EndVAW.
كما نسقت مجموعة كبيرة من الفعاليات العامة في سائر أنحاء العالم، بعضها أضاف لمسة برتقالية على المباني البارزة والمعالم التذكارية للتذكير بالحاجة الماسة إلى مستقبل خالٍ من العنف.
“معركة كرامتنا”
وفي رسالتها بهذه المناسبة، أوضحت المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي أن “معركة القضاء على العنف ضد المرأة جزء من مشروع أكثر طموحاً يرمي إلى بناء عالم لا ينتقص من حقوق المرأة ولا من الفرص أو الخيارات المتاحة لها لأنها امرأة”.
وأكدت اليونسكو مجدداً “التزامها الراسخ بمؤازرة النساء في جميع أنحاء العالم”، وناشدت “جميع شركائها زيادة جهودهم في هذه المعركة التي هي بلا أدنى شك معركة كرامتنا الجماعية وإنسانيتنا”.
“تسليط الضوء”
ولقيت هذه الرسالة صدى في مبادرة “تسليط الضوء” للاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، التي خُصصت لها مبلغ 500 مليون يورو لتمكين الناجيات والمدافعين والمدافعات عن حقوق المرأة من أن يصبحوا عوامل تغيير في منازلهم ومجتمعاتهم وبلدانهم.
وتهدف المبادرة إلى توفير استثمارات والتزامات متجددة من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة كشرط مسبق وقوة دافعة وراء تحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة.
كما تهدف إلى أن تكون في طليعة نهج جديد ومشترك لصياغة شراكة بين الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، سعياً إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة بصورة متكاملة.
حملة الـ16 يوما
ومثل كل عام، أطلقت الأمم المتحدة حملة الـ16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة في العالم، وهي تبدأ في هذا اليوم، وتستمر حتى يوم 10 ديسمبر/كانون الأول المقبل، الذي يصادف اليوم العالمي لحقوق الإنسان.