استادات مونديال قطر 2022.. إبداعات ومشاريع لإبهار العالم
يترقب الجميع ما آلت إليه مشاريع أول بطولة لـكأس العالم لكرة القدم في العالم العربي، التي ستنطلق بعد أربعة أعوام في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، إذ يتقدم سير العمل في مشاريع البطولة كافة، وفق الجداول المحددة لها، فيما تم تدشين استاد خليفة الدولي – أول استادات البطولة جاهزية – في 2017، بعد إعادة تطوير، ويتواصل تطوير بقية الاستادات التي ستستقبل العرس العالمي الكبير.
بدأت قطر العدّ التنازلي لاستضافة أهم حدث على وجه الأرض، المتمثل بكأس العالم المقرر أن تنطلق صافرته يوم 21 من شهر أكتوبر/ تشرين الثاني من عام 2022، وهي الفرصة التي ستكون سانحة لمدى تطور سير العمل لاستضافة الحدث الكروي الكبير لأول مرة في الشرق الأوسط والوطن العربي.
ووصلت ملاعب مونديال قطر لمراحل مذهلة من التطور، رغم بقاء 4 سنوات تماماً لانطلاقة الحدث. والأمر يتعلق بالملاعب والاستادات التي تم إنشاؤها وتصميمها أو الكشف عن تصميمها، وهذه نبذة عن آخر ما وصلت إليه استادات البطولة الثمانية.
استاد خليفة أول استادات البطولة جاهزية
احتفلت قطر في 19 مايو/ أيار 2017 بإعادة افتتاح استاد خليفة الدولي، وذلك في حفل تدشين مذهل سبق استضافة نهائي كأس سمو الأمير. وبعد إتمام عمليات التجديد، أصبح الاستاد، الذي يقع على بعد 13 كم عن وسط مدينة الدوحة، جاهزاً لاستضافة مباريات بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 حتى الدور ربع النهائي. وقد أشرفت مؤسسة أسباير زون على تنفيذ مشروع هذا الاستاد.
وبالنظر إلى مواقع استادات البطولة، يحتل استاد خليفة الدولي موقعاً مركزياً استثنائياً، سيمكّنه من أداء دور محوري في نجاح البطولة التي ستستفيد من الطبيعة الجغرافية المتميزة، وأنظمة النقل المتطورة، لتكون أفضل بطولة كروية عالمية متقاربة المسافات على الإطلاق.
يظهر الاستاد الآن بحلّة عصرية بعد إنجاز أعمال التجديد والتطوير، إذ يعلو سقفه قوسان يمثلان الاستمرارية ويرمزان إلى احتضان المشجعين من كافة أنحاء العالم، كما أن المدرجات محمية من مختلف العوامل الجوية بمظلة تُحيط بجوانب الاستاد، بالإضافة إلى إتاحة تقنية التبريد المتطورة التي تتحكم بدرجات الحرارة بشكل فعّال. وسيكون استاد خليفة الدولي على موعد من المشجعين لحضور مباريات بطولة قطر 2022 حتى الدور ربع النهائي.
استاد البيت صرح رياضي يجسد التراث
تحتضن مدينة الخور الواقعة على ضفاف الخليج العربي شمال الدوحة استاد البيت، الذي يبعد 43 كم عن وسط مدينة الدوحة. وسيكون 60 ألف مشجع على موعد مع تجربة جديدة تماماً منذ لحظة وصولهم إليه، حيث سيخوض الزوّار والمشجعون على مدرجاته تجربة كروية غير مسبوقة، عند حضورهم مباريات بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 حتى الدور نصف النهائي.
يستوحي الاستاد الذي صممته دار الهندسة اسمه من بيت الشعر العربي، وهو الخيمة التي سكنها أهل البادية في قطر ومنطقة الخليج قديماً.
أما آخر مستجدات الأعمال في استاد البيت في مدينة الخور، فقد تم الانتهاء من بناء الهيكل الفولاذي ومن أعمال تركيب السقف القابل للطيّ، ويصار الآن لمواصلة العمل لإتمام البنية التحتية وأعمال التجميل والتشجير.
استاد الوكرة.. على طريقة الصيادين
وهناك استاد الوكرة، تعتبر مدينة الوكرة الواقعة جنوب الدوحة إحدى أقدم المدن القطرية، واشتهر أهلها قديماً بالتجارة البحرية التي لا تخلو من المغامرة والمخاطر. وقد استوحي تصميم استاد الوكرة الفريد، الذي يبعد 23 كم عن وسط مدينة الدوحة، من مراكب الصيد التقليدية. وسيتسع هذا الاستاد المميز لـ 40 ألف مشجع، وسيستضيف مباريات بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 حتى الدور ربع النهائي. وأما آخر مستجدات الأعمال في استاد الوكرة، فقد تم إكمال بناء هيكل الاستاد، وإحراز تقدم في أعمال التشطيبات الداخلية وبناء السقف والواجهة الخارجية، كما تم الانتهاء من تجهيز مركز الطاقة، وهناك تقدم في البنية التحتية والأعمال التجميلية في الاستاد.
استاد الريان.. نقوش معمارية
وسيتيح استاد الريان بدوره، فرصة ذهبية للجماهير لحضور مباريات بطولة قطر 2022 حتى الدور ربع النهائي، وبني استاد الريان الجديد في موقع استاد أحمد بن علي، وستُزين واجهته الخارجية بنقوش معمارية تجسد التراث والثقافة القطريين. وتم وضع معايير الاستدامة في الاعتبار عند تصميم الأجزاء المكونة للمنطقة المحيطة بالاستاد. وبعد انتهاء كأس العالم، ستنخفض الطاقة الاستيعابية للاستاد المكوّن من 40 ألف مقعد إلى 21 ألف مقعد، إذ سيتم تفكيك النصف الآخر من المقاعد ومنحه لمشاريع تطوير كرة القدم حول العالم.
وحول آخر مستجدات الأعمال في استاد الريان، فقد تم الانتهاء من تركيب هيكل السقف الفولاذي القابل للسحب، ومن تركيب الواجهة الخارجية للاستاد وبدء اختبار مركز الطاقة.
استاد المدينة التعليمية.. تحفة معمارية
بدوره يتسع استاد المدينة التعليمية لـ 40 ألف مشجع، ويقع في المنطقة الغربية من الحرم الجنوبي للمدينة التعليمية، المعروفة في قطر والعالم بأنها مركز حيوي للمعرفة والابتكار، وسيتم خفض سعة الاستاد إلى 25 ألف مقعد، ليتم التبرع بالمقاعد الباقية لدول نامية بغرض الإسهام في نشر الشغف بلعبة كرة القدم في جميع أرجاء العالم.
وفي ما يتعلق بآخر مستجدات الأعمال في استاد المدينة التعليمية، تم الانتهاء من كافة أعمال صب الخرسانة في الاستاد، وكذلك من تصنيع وتركيب الأعمدة الخرسانية المسلحة والعوارض الجاهزة الصنع، ويجري في الوقت الحالي تصنيع عوارض ودعائم السقف في الصين. كما يتم تصنيع 90% من الواجهة الخارجية في ألمانيا، فيما تم شحن 75% إلى تركيا. ويجري العمل حالياً على تصنيع الواجهة الضخمة في تركيا، ومن المتوقع وصول شحنتين إلى الدوحة خلال الأسبوع الثاني من ديسمبر 2018. ويتم حالياً تصنيع كافة المعدات الهندسية والكهربائية الرئيسية، ليتم تسلمها في الموقع خلال نوفمبر 2018.
استاد الثمامة.. بنية تحتية رياضية عالية الجودة
يجسد تصميم استاد الثمامة، الثقافة القطرية والتراث العربي، إذ يستوحي هذا الاستاد الذي صممه المهندس المعماري القطري إبراهيم الجيدة، شكله من غطاء الرأس التقليدي الذي يعتمره الرجال في أنحاء المنطقة العربية المسمى في قطر الـ “القحفية”، وسيتم خفض طاقة الاستاد الاستيعابية بعد البطولة بما يكفي لتلبية متطلبات الرياضة القطرية، وتوفير بنية تحتية رياضية عالية الجودة لدول نامية.
وسيتم التبرع بـ 20 ألف مقعد لتطوير مشاريع رياضية في أرجاء مختلفة من العالم. وسيستضيف الاستاد بطاقته الاستيعابية الجديدة، مباريات كرة القدم وفعاليات رياضية أخرى. علاوة على ذلك، سيضم الاستاد فرعاً لمستشفى سبيتار المعروف عالمياً، كما سيحل فندق عصري صغير مكان المدرجات العليا.
وحصل استاد الثمامة عام 2018، على جائزة أفضل تصميم استاد عن فئة “المرافق الرياضية والاستادات تحت الإنشاء”، خلال حفل توزيع جوائز النسخة السابعة عشرة من جائزة إم آي بي آي إم لمسابقة مشروعات الهندسة المعمارية المستقبلية. وسيستضيف هذا الاستاد، البالغ سعته 40 ألف مقعد، مباريات كأس العالم من دور المجموعات حتى الدور ربع النهائي.
آخر مستجدات الأعمال في استاد الثمامة كانت إنجاز 84% من الإطار الخرساني للاستاد. واستكمال 35% من الهيكل الفولاذي العلوي، ويجري حالياً تركيب مقاعد المشجعين. كما تطورت أعمال البناء الطوبي في الجزء السفلي من الاستاد (استكمال 16%).
راس أبو عبود.. استاد للتاريخ
يعتبر استاد راس أبو عبود، الذي يقع على بعد 10 كم عن وسط مدينة الدوحة، مشروعاً رائداً في مجال بناء الاستادات ومواقع استضافة الفعاليات الرياضية الكبرى، إذ ستستخدم 998 حاوية شحن بحري، ومقاعد قابلة للتفكيك، ووحدات أخرى لبناء هذا الاستاد الذي يمتاز بتصميم مذهل وبسعة تصل إلى 40 ألف مقعد.
وقد بدأت أعمال البناء في استاد راس أبو عبود نهاية عام 2017، وكشفت اللجنة العليا عام 2017 النقاب عن تصميم هذا الاستاد، الذي سيكون أول استاد قابل للتفكيك في تاريخ بطولات كأس العالم لكرة القدم. وقد تولت شركة إف آي إيه فينويك إيريبارن آركيتكتس مهمة تصميم هذا الاستاد.
آخر مستجدات الأعمال في استاد راس أبو عبود، ومنذ أغسطس/ آب الماضي، تم تصنيع حاويات الشحن التي ستُستخدم في بناء الاستاد، مع توقع استقبال الدفعة الأولى من الحاويات في فبراير/ شباط 2019. وتم الانتهاء من تجهيز مرافق رعاية العمال ومناطق التخزين في الموقع.
استاد لوسيل.. أيقونة رياضية
سيستضيف استاد لوسيل البالغة سعته 80 ألف مقعد، حفلي افتتاح وختام بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022، إلى جانب العديد من مباريات البطولة. وستعانق كأس البطولة سماء مدينة لوسيل، بعد أن يستضيف الاستاد نهائي بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022، وسيُعلن تصميم هذا الاستاد في منتصف ديسمبر/ كانون الأول من العام الحالي.
وأما آخر مستجدات الأعمال في استاد لوسيل، فقد تم صبّ خرسانة العمود الرئيسي والأخير اللازم لدعم واجهة الاستاد.
وتتواصل أعمال البنية الخرسانية في الجوانب العلوية في الاستاد، لتصل إلى الطابقين الخامس والسادس في الجهتين الشرقية والغربية من الاستاد. كما تم اجتياز 50% من أعمال بناء القوالب الخرسانية بكافة أنواعها، وتجميع أجزاء الهيكل الفولاذي مع استكمال الجزء الأول في نوفمبر 2018.