انتهى الوزن الذي نعرفه.. علماء يعيدون تعريف الكيلوغرام
انتهى أخيراً تعريف الكيلوجرام المعروف لدينا بأنه كتلة من المعدن، بعد أن صوت علماء في الفيزياء على تغييره، واستبداله بنظام جديد يعيد تحديد المقياس العالمي للكتلة من خلال ربطه بخاصية أساسية للكون، وهي قيمة صغيرة ودقيقة من الفيزياء الكمية معروفة باسم الثابت الحسابي أو “ثابت بلانك” والتي تصف أصغر وحدة ممكنة من الطاقة.
ونشرت صحيفة الغارديان تقريرا ترجمته”عربي21″، أشارت فيه إلى أن العلماء اتفقوا خلال المؤتمر العام للأوزان والمقاييس، الذي عقد الجمعة في فرساي الفرنسية، على أن الكيلوغرام المعروف لدينا منذ عام 1889 لن يتم بعد الآن تعريفه على أنه الوزن الدولي الأول (IPK) التي تمثل اسطوانة من سبيكة البلاتين، ولكن من خلال ثابت “بلانك”.
وبحسب العلماء، يقوم النظام الجديد باعتزال (IPK) وبدلاً من ذلك يحدد وحدة الكتلة من خلال القوة الكهربائية اللازمة لمواجهة وزن الكيلوغرام على جهاز يسمى توازن (Kibble). وترتبط القوة الكهربائية نفسها بثابت (بلانك) من خلال التأثيرات الكهربائية الكميّة.
ويفيد التقرير أنه إضافة لتغيير الكيلوغرام التقليدي، سيتم إعادة تعريف ثلاث وحدات أساسية أخرى كنتيجة للتصويت الذي جرى في “فرساي”. إن وحدات التيار الكهربائي (الأمبير) ودرجة الحرارة (كلفن) وكمية المادة (المولي) ستصبح جميعها مرتبطة بثوابت الطبيعة على التوالي، الشحنة الكهربائية، وثابت بولتزمان وثابت أفوجادرو. أما تعريفات وحدة الزمن (الثانية)، ووحدة الطول (بالمتر)، ووحدة الإضاءة (candela). سوف تظل كما هي دون تعريفات جديدة.
وقال مدير المكتب الدولي للأوزان والمقاييس مارتن ميلتون، إن إعادة التعريف كانت “لحظة تاريخية في التقدم العلمي”.
وأضاف: “إن استخدام الثوابت الأساسية التي نلاحظها في الطبيعة كأساس لمفاهيم مهمة مثل الكتلة والوقت يعني أن لدينا أساسًا ثابتًا يمكننا من خلاله تعزيز فهمنا العلمي وتطوير تقنيات جديدة والتصدي لأعظم تحديات المجتمع”.
وفي حين أن إعادة التعريف لن يكون لها أي تأثير على طريقة وزن الفواكه والخضروات في السوبرماركت، أكد ميلتون أنها تمثل ذروة عقود من العمل لربط الوحدات الأساسية التي تدعم علم القياس، مشيرا إلى أن التغييرات الجديدة ستدخل حيز التنفيذ في 20 مايو 2019، يوم المقاييس العالمي.
ويعد الكيلوغرام وحدة القياس الدولية المعيارية الوحيدة التي يتم تعريفها بصورة مادية، بخلاف المتر والثانية والأمبير وباقي وحدات القياس التي يتم تحديدها على أساس ثوابت حسابية تشكل حقائق فيزيائية وليس أجسام مادية.