أكبر جيش في العالم يغيّر عقيدته.. ويتجه للهجوم
أعرب الجيش الصيني عن رغبته في تحديث تكتيكاته القتالية لتشمل مناورات هجومية، وليس فقط تلك المتعلقة بالدفاع عن النفس، وذلك في أول تصريح من نوعه بشأن خطة التحديث الشامل للقوات المسلحة.
وشدد جيش التحرير الشعبي الصيني في تعليق رسمي على منصات التواصل الاجتماعي على الحاجة إلى “دمج التحركات البرية ذات القدرات الجوية، مع استباق تحركات العدو بهجمات خاصة”.
وجاء التعليق في الوقت الذي أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ عن عملية إعادة هيكلة استراتيجية لأكبر جيش من حيث عدد الأفراد في العالم.
التخطيط الاستباقي
وجاء في التعليق الذي نقلته صحيفة “ساوث تشاينا مورننغ بوست” أن “التخطيط الاستباقي يمكن أن يكسر الموقف السلبي ويسيطر تماما على الكيفية التي يجب أن تخرج بها الحرب.”
وأضاف: “إذا كانت حرب برية جديرة بالاعتماد على خطط سابقة التصميم، فإن القوات يمكن أن تضرب الأعداء بشكل مباغت وتستفيد من الأسلحة إلى حد بعيد، مما يجعل احتمال الانتصار أقرب إلى أيدينا”.
وأكد الجيش على الحاجة إلى دمج تكنولوجيا الطائرات بدون طيار في الاستراتيجية العسكرية، مشيرا إلى أن مصالح الصين المتزايدة تعني أنها ستكون بحاجة ملحة إلى التعامل مع القوات الأميركية التي تحافظ على حوالي 279 قاعدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وقدمت واشنطن دعما عسكريًا ودبلوماسيًا ضمنيًا إلى تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي، متحدية بذلك مطالب الصين بالسيادة على الجزيرة الواقعة في بحر الصين الجنوبي.
ومن أجل تهيئة البلاد للتعامل مع أي نزاع عسكري محتمل، طلب الرئيس الصيني بسرعة تنفيذ خطة إعادة هيكلة القوات المسلحة.
وقال شي خلال اجتماع اللجنة العسكرية المركزية إن تنفيذ هذه التغييرات “مسؤولية سياسية كبيرة”، حسبما ذكرت وكالة أنباء شينخوا الرسمية.
جيش عالمي
وخلال مؤتمر الحزب الشيوعي التاسع عشر في العام الماضي، تعهد شي بتحويل جيش التحرير الشعبي ـ الذي كان في يوم من الأيام يخوض حرب عصابات شيوعية تحت الأرض ـ إلى جيش عالمي بحلول عام 2050.
ومع تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة بسبب النزاع الإقليمي في بحر الصين الجنوبي والحرب التجارية بين البلدين، صعد الرئيس الصيني من سعيه لإعداد البلاد للقتال.
وفي الشهر الماضي، دعا الزعيم الصيني لقيادة مسرح العمليات الجنوبي، الذي يطل على كل من تايوان وبحر الصين الجنوبي، إلى “التركيز على الاستعداد للحرب”، وفقا للموقع الرسمي للجيش.
وفي الوقت الذي أجرت القوات البحرية في البلاد عرضا للقوة على نطاق واسع في المنطقة في أبريل الماضي، تحدث الرئيس على ضرورة بناء سلاح عسكري بحري أكثر قوة.
وفي الوقت الذي يتمتع فيه الجيش الأميركي بزعامة كبيرة من حيث القوة على الصين وحتى روسيا، أعرب عدد من مسؤولي الدفاع عن قلقهم إزاء ما اعتبروه فجوة في القوة المتناقصة بين البنتاغون ومنافسه الصيني.
وأثار تركيز الصين على القوة البحرية أسئلة حول مستقبل هيمنة الولايات المتحدة العسكرية في هذه المنطقة.
وعززت الصين علاقاتها العسكرية مع روسيا والقوى الإقليمية الأخرى، سعيا منها في تعزيز وجودها العالمي الآخذ في التوسع.