بسبب التوقيت الجديد.. احتجاجات ومقاطعة للدراسة بالمغرب
تصاعدت احتجاجات التلاميذ في #المغرب ضد التوقيت المدرسي الجديد الذي أقرته وزارة التربية، تماشيا مع قرار الحكومة ترسيم التوقيت الصيفي طوال العام.
وكانت وزارة التربية المغربية قرّرت اعتماد توقيت مدرسي جديد، بحيث تنطلق الحصة الصباحية من الساعة التاسعة إلى الواحدة بعد الزوال، على أن تبدأ الحصة المسائية من الثانية بعد الزوال إلى السادسة مساء، وهو ما لا يتناسب مع توقيت دخول الموظفين إلى الإدارة، الذي يبدأ الساعة الثامنة صباحا حتى الساعة الخامسة مساء.
ورفض التلاميذ الاستجابة لهذا القرار، وقاطعوا الدراسة، منذ الأربعاء، للتعبير عن رفضهم لهذا التوقيت المدرسي الجديد، مطالبين السلطات بضرورة التراجع عن هذا القرار الذي اعتبروه مجحفا بحقهم ولا يحترم إرادتهم ومصلحتهم، أو إجراء تغييرات في مواعيد انطلاق وانتهاء الحصص الدراسية، حتى تستجيب لحاجياتهم وقدراتهم.
وفي مدن طنجة ومكناس والقنيطرة وفاس والدار البيضاء ووجدة وعدة مناطق أخرى، نظم التلاميذ مسيرات احتجاجية مناهضة لتوقيت بلدهم الجديد، رفعوا خلالها شعارات مندّدة بالقرارات الحكومية على غرار “لا دراسة لا دراسة” و”لا للتوقيت المهزلة”، مهددين بالتصعيد في صورة عدم العودة للعمل بالتوقيت القديم.
وساندت عدة جمعيات حقوقية موقف التلاميذ، حيث اعتبرت جمعية الدفاع عن حقوق التلميذ، في بيان، أن “اعتماد التوقيت المقترح من طرف الوزارة بدون تجريبه في عينة من المؤسسات بمختلف صيغ جداول الحصص، ينم عن استمرار القرارات الانفرادية الفوقية في تدبير الشأن التربوي خصوصا في القضايا الحساسة”.
وأكدت الجمعية أن “تدبير التوقيت في المنظومات التربوية التي تهمها مصلحة المتعلمين يتم وفق ما يضمن التحصيل الجيد، وبالتالي فهو يحترم الإيقاعات البيولوجية والعقلية وفترات التركيز لدى التلميذ”، مضيفة أن “تغيير أوقات الدخول والخروج يقتضي تقليص ساعات الدراسة اليومية”.
من جهته، اعتبر التنسيق الثلاثي لجمعيات الإدارة التربوية، في بيانه، أن “التوقيت المدرسي أفضى إلى زيادة منسوب الاحتقان والتوتر داخل الفضاء المدرسي”، موضحا أن “التدابير الفوقية المتواترة والمفتقدة لشروط التنزيل التربوي، لن تساهم سوى في التأثير على استقرار الأسر والتلاميذ والمؤسسات التعليمية”.
وردا على انتفاضة التلاميذ ضد التوقيت المدرسي الجديد، قال مصطفى الخلفي، الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الناطق الرسمي باسم الحكومة، في مؤتمر صحافي مساء الخميس، إن الحكومة من خلال تغيير التوقيت المدرسي، “أخذت بعين الاعتبار وضعية 7 ملايين تلميذ، أي أكثر من ربع الساكنة، خصوصا بالنسبة للأمور المرتبطة بالاستيقاظ المبكر وعدد ساعات النوم”.
وأوضح الخلفي الخميس، في الندوة الصحافية التي تلت المجلس الحكومي أن اعتماد المغرب للتوقيت الجديد (غرينيتش + ساعة) “لن يكون له أي تأثير على قطاع التعليم،” لأن الحكومة راجعت توقيت الدخول المدرسي الذي سيصبح الساعة التاسعة عوض الساعة الثامنة”.
وكانت الحكومة المغربية، أقدمت على تغيير التوقيت بالمغرب، من غرينيتش إلى غرينيتش +1، وهي الخطوة التي لا تزال تثير ردود فعل رافضة لها، في الأوساط الشعبية والسياسية والتربوية، خاصّة التلاميذ وأولياءهم.