فنون

“أيام قرطاج المسرحية” تتبرأ من الممثل السوري العاري…

تتواصل ردود الفعل إزاء ظهور الفنان السوري الألماني حسين مرعي، عارياً في أحد مشاهد مسرحية “يا كبير” التي عرضت على مسرح خشبة المسرح البلدي في تونس العاصمة، خلال “مهرجان أيام قرطاج المسرحية”، يوم الإثنين.

الممثل حسين مرعي ردّ على منتقديه، أمس الثلاثاء، في العاصمة التونسية، بالقول إنه أراد بظهوره “تعرية النظام السوري الذي يمارس القمع على شعبه أمام صمت العالم ولامبالاته”.

في المقابل، أصدرت الهيئة المديرة للمهرجان، مساء أمس الثلاثاء، بيانا نددت فيه بما حصل في المسرح البلدي، ودانت ما فعله الممثل السوري. وجاء في البيان “تعبّر الهيئة المديرة لمهرجان أيام قرطاج المسرحية في دورتها العشرين عن إدانتها ورفضها للممارسة الفردية التي قام بها الممثل المسرحي في العرض السوري الألماني (يا كبير) في فضاء المسرح البلدي مساء يوم الإثنين”.

وأشارت إلى أن “ما قام به الممثل المذكور لا يتضمّنه شريط الفيديو الذي اعتمدته لجنة اختيار العروض لبرمجته في إطار برنامج عروض المهرجان، وهو ما يعدّ ممارسة فردية معزولة لا مسؤولة قام بها الممثل مخلّا بالعقد الأخلاقي الاحترافي المهني الذي يستوجب الالتزام الحرفي بتفاصيل العرض المقدّم كما وصل إلى إدارة المهرجان”.

هذه الإدانة من قبل إدارة “أيام قرطاج المسرحية” في دورتها العشرين لاقت رفضاً من الكثير من المثقفين والفنانين التونسيين الذين اعتبروا ذلك اعتداء على حرية الرأي والتعبير. فكتب الإعلامي الفاهم بوكدوس “من سنوات قليلة تعرضت عديد الأعمال الفنية المتحررة شكلا ومحتوى وجسدا إلى شيطنة وتكفير من مجموعات راديكالية ومليشيات، واليوم يتعرض العرض المسرحي (يا كبير) لشيطنة نخبة كهنوتية منافقة ومخاتلة فقط لأنه عرى عورة منظومة التعذيب في الزنازين السورية… ضياع الفطنة حول فلسفة الخشبة”.

وعبر الروائي شكري المبخوت عن إدانته للبيان بالقول “مع احترامي للصديق مدير المهرجان، فإنّ هذا البيان مؤسف حقّا ومهين، إذ علينا ألّا نرضخ للذوق العامّ وما يريده الجمهور وما يرفضه، فجسد مؤدّي الدور في المسرح ليس هو جسد الشخص الذي يمثّل، إنّه جزء من جماليّة تتجاوزه وعلامة في سيميائيّة النصّ. أرفض هذه الشعبويّة وأدينها بدوري، خصوصا لدى جمهور لا يذهب إلى المسرح ولا يدرك قوانينه الجماليّة وقواعد إنتاج الدلالة فيه. انظروا إلى البذاءات التي يستهلكها الناس في التلفزيون والفحش الذي يشاهدونه سرّا في بيوتهم ثمّ تنزل عليهم بغتة الأخلاق الفاضلة والحميدة”.

وأضاف المبخوت “ليس لحرّيّة الإبداع حدود إلّا حدود العمل الفنّي ذاته، ومن يخشى على أخلاقه الرفيعة من الخدوش فلا يدخل المسرح (البذيء)، كفانا مجاملة لمن لا يملكون ثقافة فنّيّة”.

المصدر
العربي الجديد
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى