باكستان.. مقتل الأب الروحي لطالبان في هجوم بالسكين
أكد مسؤولون مقتل رجل الدين الباكستاني #المولويسميعالحق، المعروف بالأب الروحي لطالبان باكستان، في هجوم بالسكين.
وأعلنت السلطات الباكستانية وفاة سميع الحق زعيم جمعية علماء الإسلام التي يتزعم فصيلا عنها، مستسلما لجراحه إثر تعرضه لهجوم بسكين من قبل مجهول في منزل قرب العاصمة الباكستانية إسلام آباد.
وأكد حميد الحق نجل المولوي سميع الحق لوسائل إعلام محلية وفاة والده الذي يناهز من العمر 81 عاما في أحد مستشفيات مدينة راولبندي المجاورة للعاصمة.
وأضاف حميد الحق أن والده كان يستريح في المنزل عندما غادر سائقه لبرهة من الزمن، ليجد الضحية لدى عودته غارقا في دمائه بعد تعرضه للطعن من قبل مجهول.
وأشار حميد الحق إلى أن والده قدم للعاصمة للمشاركة في تظاهرة منددة بقرار المحكمة الإفراج عن سيدة باكستانية حكم عليها بالإعدام بتهمة التجديف، لكنه لم يتمكن من حضور التظاهرة نظرا لإغلاق الطرق مما اضطره للتوجه للمنزل الذي وقعت فيه الجريمة.
وندد الرئيس الباكستاني عارف علوي ورئيس الوزراء عمران خان وكبار الشخصيات السياسية والحزبية بمقتل المولوي سميع الحق.
و أدان بيان للمتحدث باسم الجيش الباكستاني اللواء آصف غفور مقتل المولوي سميع الحق ووصفه بالعالم المتميز. وفتحت السلطات الباكستانية تحقيقا لمعرفة ملابسات الحادث وهددت بنيل الجناة عقابهم.
ويعد المولوي سميع الحق من الشخصيات الدينية المثيرة للجدل، حيث تصفه تقارير غربية بأنه الأب الروحي لحركة #طالبان، وذلك بالنظر إلى رئاسته لإحدى الجامعات الإسلامية الشهيرة في منطقة “أكورة ختك” قرب مدينة بيشاور وتسمى “جامعة دار العلوم الحقانية” أو كما تشتهر بالجامعة الحقانية، والتي تخرج منها العديد من قادة الجماعات الدينية في باكستان، كما يعتقد أن العديد من قادة وأعضاء حركة طالبان أفغانستان وشبكة حقاني قد درسوا فيها.
وللمولوي سميع الحق نفوذ لدى حركة طالبان على طرفي الحدود الباكستانية الأفغانية، و مؤخرا زاره وفد أفغاني رفيع للعب دور الوساطة ضمن جهود المصالحة الأفغانية.
وسبق أن ترأس المولوي سميع الحق فريق الوسطاء الذي رشحته حركة طالبان باكستان للحوار مع فريق وسطاء عن حكومة حزب الرابطة الإسلامية بزعامة نواز شريف عام 2014، قبل أن تفشل جهود الحوار بين الجانبين ويتهم كل طرف الآخر بالمسؤولية عن الفشل.
واشتغل المولوي سميع الحق بالعمل السياسي عبر حزبه المسمى جمعية علماء باكستان فصيل سميع الحق، وشارك في تأسيس مجلس العمل الموحد الذي ضم عدة جماعات وأحزاب دينية إبان حكم الرئيس السابق الجنرال برويز مشرف، وسبق أن انتخب المولوي سميع الحق عضوا في مجلس الشيوخ الباكستاني لفترتين ما بين عامي 1985 – 1991 و 1991- 1997.
وشاركت جمعيته في العديد من الانتخابات سواء بشكل منفصل أو عبر التحالف مع جماعات دينية كمجلس العمل الموحد، وأحزب أخرى لعل آخرها حركة الإنصاف بزعامة عمران خان التي خاضت جماعته الانتخابات الأخيرة إلى جانبها في 25 أغسطس 2018، وقد فشل المولوي سميع الحق بالترشح لعضوية مجلس الشيوخ في انتخابات عام 2014 بالتحالف مع حركة الإنصاف.
ويعد المولوي سميع الحق من علماء الدين الذين كان لهم دور مهم في دعم برامج تطعيم الأطفال في إقليم خيبر بختون خواه، كما أنه شارك ضمن جهود الحكومة الحالية لإصلاح وتطوير أنظمة التعليم في المدارس الدينية.
وجاء مقتل المولوي سميع الحق في وقت حرج للحكومة الباكستانية، حيث شهدت مختلف المدن حالا من التوتر والشلل على مدار الأيام الماضية بسبب الاحتجاجات التي تنظمها جماعات دينية تنديدا بقرار المحكمة العليا الإفراج عن سيدة مسيحية سبق أن حكم عليها بالإعدام في قضية تجديف قبل أن تتوصل الحكومة وأبرز الجماعات المحتجة لاتفاق لإنهاء التظاهرات.