منوعات

أمل منصور.. رحيل مؤلم لكاتبة الأطفال

رحلت المترجمة وكاتبة أدب الطفل الفلسطينية أمل منصور (1950-2018)، أرملة الكاتب الراحل خيري منصور الذي رحل مؤخراً، بعد أن أُعلن عن العثور عليها وقد تلقّت عدّة طعنات في شقتها الكائنة في ضاحية الرشيد أمس في عمّان.
تناقلت الأنباء الرسمية أن التحقيق يشير إلى مسؤولية خادمتها الأوغندية التي عاشت معها ثلاث عشرة سنة. وفي التفاصيل، أن الجريمة اكتشفت أثناء محاولة الخادمة مغادرة البلاد.

وعملاً بالإجراءات المتبعة طلب أمن المطار من الخادمة ورقة موافقة مشغّلها على سفرها، قامت بإعطائهم هاتف المنزل الذي ظل يرنّ بلا رد. ولدى اتصال أمن المطار بابن الكاتبة توجّه على الفور إلى منزلها، ليجد أنها فارقت الحياة، وقد سُرق من البيت أموال ومصوغات.

عُرفت ابنة قرية شويكة في قضاء طولكرم في فلسطين، كمترجمة للأدب الإنكليزي، لكن الشريحة الأكبر من قرائها هم الأطفال، إذ أصدرت منصور أكثر من عشرين عملاً، بين تأليف وترجمة وإعداد لأدب الأطفال وكتبهم في مجالات مختلفة.الراحلة أمل منصور

بدأ تعلّق منصور بأدب الطفل في مرحلة مبكرة من حياتها، فقد اهتم والدها مرشد أبو صلاح، بتوفير القصص والروايات العالمية ومجلات الأطفال، وكان لقاؤها الأول بالمكتبة حدثاً أساسياً في تكوين طفولتها.

تصف الراحلة في شهادة لها زيارتها وهي في التاسعة من العمر لمكتبة البلدية “دخلت المكتبة وكأنني أدخل عالماً سحرياً.. وبدأت أعرف مجلة “سمير”، وسلسلة كتب الأطفال، وكنت أطير فرحاً عندما تأخذنا مدرّسة العربي إلى المكتبة، ولعلّ ذلك كان سبباً لتأخري في دراستي لأنني حسب ما تقول أمي ما كنتُ أترك ورقةً إلا وأقرأها حتى “ورقة اللحمة” تعني ورقة الجريدة التي كانت تُلفّ فيها اللحمة عند شرائها”.

ومثل أبناء وبنات جيلها، كانت روايات المراهقة تتلخّص في أعمال نجيب محفوظ وغسان كنفاني، وخالد محمد خالد، وإحسان عبد القدوس، ومحمد عبد الحليم عبد الله، وترجمات مصطفى لطفي المنفلوطي، وظلّت كذلك إلى أن انتقلت العائلة إلى العيش في الكويت.

عن فترة العبور من المراهقة إلى النضج كتبت الراحلة “سنوات كثيرة واجهت فيها تحديات، انتصارات وهزائم. لم تكن شخصيتي عادية. ولـم أكن أقبل بالعادي. لهذا كنت مرفوضة من بعض أقاربي الذين يريدون من الفتاة أن تكون فقط تابعاً، وكان أكثر من يفهمني والدي، رغم أننا بدأنا بعد ذلك نختلف عندما تبلورت شخصيتي”.

في الكويت التقت بالراحل خيري منصور، وانتقل الاثنان إلى عمّان حيث تزوجا وعاشا فترة قبل الانتقال إلى العراق، حيث عملت أمل في “دار ثقافة الأطفال” في بغداد لمدة عشرة أعوام.

كتبت أمل للطفل في الخيال العلمي والعلوم والقصص الخرافية والتعليمية، وترجمت روايات عالمية وأعدتها لليافعين منها “أحدب نوتردام”، و”الجريمة والعقاب”، و”الأوديسة”.

من إصداراتها “مغامرة قفص”، و”الخياطة الصغيرة”، و”كتابي الأول عن الكون”، و”أنا وابنتي”، والمارد الأناني”، و”حكايات شعبية أفرو أسيوية”.

كما أعدّت سيناريوهات لبرامج الأطفال التي قدّمت من خلالها شخصيات تاريخية وقصص خيال علمي، مثل “طارق بن زياد”، و”خالد بن الوليد”، و”أشعة الشموس الثلاث”، و”المادة المجهولة”.

المصدر
العربي الجديد
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى