السجائر البيوكيميائية …أحدث صيحة لعلاج السمنة
قام فريق دولي من الباحثين بتحقيق سبق علمي في مجال التوصل إلى علاج محتمل للسمنة، من خلال توظيف اثنين من النظم المعروفة ذات التأثير على التحويل الغذائي، وهما تدخين #التبغ والتعرض لدرجات الحرارة الباردة.
وحققت التجارب الأولية على الفئران نجاحا في خفض وزن الجسم، بحسب ما نشره موقع “New Atlas” نقلا عن دورية “Nature Communications”.
وتوصل الباحثون إلى سبل استغلال حقيقية علمية مفادها أن أجسام الكائنات الحية تقوم بالتكيف مع درجات الحرارة الباردة الخارجية عن طريق تفعيل عملية تسمى thermogenesis. وهذه الآلية تؤدي إلى تحفيز رفع الحرارة الداخلية للجسم من أجل الحفاظ على حالة الدفء اللازمة، من خلال إصدار الأوامر لحرق الأنسجة الدهنية البنية.
لذا، سعى الفريق البحثي، الذي يتكون من علماء ينتمون إلى عدة جامعات ومراكز بحثية دولية ومتخصصين في مجال مكافحة السمنة، للتوصل إلى طريقة لحث توليد الحرارة صناعيا كوسيلة لمساعدة من يعانون من السمنة المفرطة على إنقاص الوزن.
كما تمكن الباحثون من الوصول إلى حل لتلافي الآثار الجانبية لهذا الأسلوب، والذي يتمثل في قيام الجسم تلقائيا بمحاولات لتعويض الاستهلاك الزائد للطاقة، مما يترتب عليه تفعيل آليات الشهية.
واستوحى الباحثون المفهوم المعروف عن تأثير تدخين التبغ في فقدان الشهية، كوسيلة للتغلب على سلبيات عملية تحفيز الـ thermogenesis.
واستخدم الباحثون جزيئا صغيرا عالي الفعالية يدعى icilin، الذي أثبتت الأبحاث السابقة أنه يمكن أن ينشط توليد الحرارة فضلا عن قدرته على حماية الفئران من السمنة الناجمة عن النظام الغذائي. وتم تكوين مركب من icilin وعنصر آخر يساعد على فقد الشهية هو DMPP، والذي يؤدي لنتائج مماثلة لآثار النيكوتين في قمع الشعور بالجوع.
وبعد نجاح التجارب الأولية على الفئران، أطلق الباحثون على هذه الاستراتيجية تسمية ” #السيجارة_البيوكيميائية”، التي تقدم بعض الفوائد الأيضية المرغوبة لتدخين التبغ، دون أي آثار سلبية على القلب والأوعية الدموية.
وكما هو الحال مع العديد من الدراسات المشابهة، مازال من الصعب التنبؤ بما إذا كانت التجارب على جسم الإنسان ستحقق نفس النتائج الناجحة.
ومن المتوقع أن تبدأ قريبا المراحل التالية من البحث العلمي للتحقق من سلامة وفعالية هذا النهج من خلال التجارب السريرية على الجسم البشري، في إطار مساعي قوية للانتصار في المعركة ضد وباء #السمنة المفرطة المتفشي حاليا.