موت طبيبة شابة صعقاً بمستشفى حكومي
لقيت طبيبة مصرية في قسم الأطفال بمستشفى المطرية التعليمي (حكومي) مصرعها، في ساعة متأخرة من مساء الأحد، داخل حمام سكن الطبيبات المغتربات، إثر تفحمها نتيجة تلامس المياه مع سلك كهربائي عار. وتوفيت الطبيبة على الفور وبقيت 4 ساعات كاملة داخل الحمام، إلى أن شعرت زميلاتها برائحة الاحتراق في المستشفى واكتشفن وفاتها.
وتداول ناشطون عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” صورة الطبيبة سارة أبو بكر مصطفى، التي تبلغ من العمر 36 عاماً، وتعود أصولها إلى مدينة بني مزار في محافظة المنيا، مصحوبة بتعليقات غاضبة عن مدى الإهمال الشديد داخل المستشفيات الحكومية، وعن وفاتها صعقاً من جراء ملامسة سلك كهرباء لمواسير المياه داخل الحمام الخاص بالطبيبات.
ونشرت مواقع محلية صوراً تظهر الأسلاك الكهربائية عارية تماماً داخل حمام المستشفى، ما سهل عملية تلامسها مع المياه على الأرض، وأدى إلى مصرع الطبيبة الشابة، فضلاً عن صور الأسرّة المتهالكة في المستشفى الحكومي، وعدم ملاءمتها للسكن الخاص بالطبيبات المغتربات.
من جهته، نفى مدير مستشفى المطرية التعليمي، الدكتور محمد صفي الدين، في تصريحات صحافية، أن يكون سبب وفاة الطبيبة هو الصعق بالكهرباء، زاعماً أن الوفاة “طبيعية”، وسببها حدوث هبوط مفاجئ في الدورة الدموية أثناء أخذها “شاور” داخل الحمام، وأن آثار الحرق على رجلي الضحية “نتيجة بقاء الضحية في المياه الساخنة فترة طويلة!”.
وقال صفي الدين إن الطبيبة الراحلة انتدبت للعمل في مستشفى الجلاء التعليمي، التابع لهيئة المعاهد التعليمية، وجاءت إلى مستشفى المطرية لتلتقي زملاءها الأطباء للمذاكرة والدراسة، وظلت في المستشفى حتى وقت متأخر، فقررت المبيت والذهاب إلى دورة المياه للاستحمام، حتى لا تخرج بمفردها ليلاً عائدة إلى مستشفى الجلاء.
وحسب رواية شهود عيان، فإن زميلات سارة كسرن باب الحمام بعد انتشار رائحة “الشياط”، ليجدن زميلتهن الشابة مُلقاة على جنبها الأيمن، ويدها على وجهها، واليد الثانية تمسك “الدش”، وبعد المعاينة الأولية تبين وجود “زرقان” في معظم أنحاء جسدها، واحمرار في الفخذ، وهو ما يؤكد تفحمها نتيجة الصعق.
وصرحت نيابة شرق القاهرة الكلية، اليوم الإثنين، بدفن جثة الطبيبة عقب الانتهاء من عملية التشريح، وأمرت بسرعة إجراء التحريات اللازمة حول الواقعة، بعدما استمعت إلى مجموعة من زميلاتها، واللاتي أكدن أنها دخلت الحمام للاستحمام غير أنها تأخرت بضع ساعات.
وأفادت زميلات الضحية، في تحقيقات النيابة، بأن الشك انتابهن بعدما شممن رائحة دخان، ما دفع بعضهن إلى خلع الباب، ليجدوا سارة متفحمة، ودخانا كثيفا ينبعث من السخان، والسبب في ذلك وجود سلك كهربائي عار متصل بالسخان. ولفتن إلى أن المجني عليها مغتربة، وانتقلت للعمل بمستشفى آخر، وكانت في زيارة لزميلاتها اللاتي عرضن عليها المبيت لتأخر الوقت.