لماذا أجّل لوفر أبوظبي عرض أغلى لوحة في العالم؟
أثار متحف اللوفر أبو ظبي جدلًا كبيرًا الشهر الماضي، بعد تأجيل عرض لوحة “Salvator Mundi مخلص العالم” التي تصور السيد المسيح، والتي رسمها الفنان ليوناردو دافنشي، إلى أجل غير مسمى، من دون ذكر أسباب واضحة.
وكان مصير اللوحة مجهولًا لأكثر من نصف قرن، قبل أن تظهر من جديد في المتحف الوطني في لندن عام 2011، وتباع لولي العهد السعودي محمد بن سلمان عام 2017، مقابل مبلغ 450.3 مليون دولار، لتصبح أغلى لوحة في العالم. وكان من المفترض أن تعرض في متحف اللوفر أبو ظبي في 18 سبتمبر/ أيلول الفائت، إلا أن وزارة الثقافة والسياحة الإماراتية أجلت العرض إلى أجل غير مسمى، وفقًا لموقع “ذا غارديان”.
وأثار الخبر تساؤلات كبيرة حول دوافع متحف اللوفر لتأجيل العرض، إذ شكك كثيرون في مصدر اللوحة وتاريخها، حتى أن البعض زعموا أنها رسمت من قبل أحد تلامذة دافنشي، في حين سلط آخرون الضوء على تغريدة نشرها توماس كامبل، المدير السابق لمتحف متروبوليتان في نيويورك، على “إنستغرام” بعد بيع اللوحة مباشرة العام الماضي، وكتب فيها: “450 مليون دولار؟ آمل أن المشتري يدرك عمليات إعادة الترميم التي خضعت لها اللوحة”.
وكانت الصورة التي أرفقها كامبل للوحة قبل إعادة ترميمها بمثابة قنبلة، إذ ظهرت بشكل مختلف تمامًا عن النسخة المرممة التي باعها دار كريستيز بنيويورك عام 2017، وبدا فيها شعر المسيح قد تلاشى جزئيًا وبهتت عيناه، كما يمكن بسهولة ملاحظة الثغرات الطولية المعقدة في الألوان، ويقول مؤرخ الفن البارز مارتن كيمب، والذي كان حاضرًا أثناء عرض اللوحة للمرة الأولى بعد العثور عليها عام 2011: “حجب الترميم جودة الوجه في اللوحة الأصلية، ونحن لا نشكك هنا بأصالة اللوحة، وإنما نشير إلى إخفاء لمسة دافنشي النقية بشكل جزئي”.
وقال التاجر روبرت سيمون، الذي عثر على اللوحة واشتراها مع شريكين آخرين، عام 2005 من مزاد في لويزيانا: “كانت اللوحة رائعة بشكلها الخام، وفكرنا في الحقيقة بعدم ترميمها، إلا أننا تراجعنا لاحقًا، لاقتناعنا بأن ذلك سيؤدي إلى تركيز الجمهور على الجزء المتضرر، وليس على التفاصيل الجميلة التي نجت” وأضاف: “قررنا في النهاية أن نفعل الأنسب للوحة، قد يرى البعض أن إعادة الترميم مبتذلة، إلا أنها كانت نابعة من الاحترام العميق للرسم، ورغبتنا الشديدة بإعادته للحياة قدر المستطاع”.
ونفى سيمون إمكانية حدوث أي خطأ، وأكد أن تلميحات كامبل هجومية وغير حقيقية، مشيرًا إلى أن عملية إعادة الترميم شملت الجزء المتضرر فقط، وأن الطلاء الأصلي لم يلمس نهائيًا ولم يغط بطلاء جديد، في حين أوضح كيمب أن هذه الادعاءات ليست صحيحة، لأن تعديلًا جوهريًا أجري على أصابع يد المسيح اليمنى في النسخة المرممة بشكل مبالغ به.