مهرجان كتارا للرواية العربية.. مبادرات جديدة وإقبال متزايد
يواصل مهرجان كتارا للرواية العربية مساره ويضيء هذه الأيام شمعته الرابعة على درب الاحتفاء بالسرد العربي من خلال أنشطة ومبادرات وفعاليات عديدة انطلقت صباح اليوم وتبلغ ذروتها مساء الغد بإعلان أسماء الفائزين بجوائز المهرجان لهذا العام. وتحرص المؤسسة العامة للحي الثقافي-كتارا بالعاصمة القطرية الدوحة على تحقيق التميز والتجدد في كل دورة من خلال سلسلة أنشطة وفعاليات ومبادرات ترمي لتعزيز مكانة الرواية والروائيين والاحتفاء بالآداب والفنون في إطار يتماشى مع إيقاع التطورات التكنولوجية.
وفي افتتاح الدورة الحالية صباح اليوم، قال المدير العام لكتارا خالد السليطي إن جائزة المؤسسة للرواية العربية “وصلت إلى مكانة مرموقة في المشهد الثقافي العربي، وراكمت رصيدا غنيا، مما جعلها ملتقى حقيقيا للمثقفين والمبدعين ومركزا للروائيين العرب”.
وتتميز الدورة الحالية بتزايد عدد الروايات المشاركة التي بلغت 1283، منها 596 مشارَكة في فئة الروايات غير المنشورة، و562 مشارَكة في فئة الروايات المنشورة، و47 مشاركة في فئة الدراسات النقدية غير المنشورة، إضافة إلى 78 مشاركة في فئة روايات الفتيان غير المنشورة.
مكتبة كتارا للرواية العربية ستكون فضاء مفتوحا أمام القراء طيلة العام (الجزيرة)
مكتبة كتارا
وفي أولى فعاليات المهرجان، تم افتتاح مكتبة كتارا للرواية العربية بحضور عدد من الكتاب والنقاد والإعلاميين والمهتمين بالأدب من مختلف أنحاء العالم العربي. وستكون المكتبة فضاء مفتوحا أمام رواد كتارا للاختيار من بين نحو 10 ألف نص روائي من توقيع كتاب عرب من مختلف الأجيال والدول والتيارات الإبداعية.
كما تم افتتاح معرض بعنوان “دقات غسان كنفاني”، وهو فعاليات توثق بالصورة والنص المحطات البارزة في حياة الكاتب الفلسطيني الذي جسد في حياته وإبداعه كافة أوجه المقاومة والصمود في وجه الاحتلال الإسرائيلي.
وقد رأى غسان كنفاني النور في عكا شمالي فلسطين عام 1936، وعاش محنة النكبة حيث نزح مع أهله إلى سوريا وهناك درس وتخرج من الجامعة قبل السفر إلى الكويت حيث عمل مدرسا، وانتهى به المطاف في محراب صاحبة الجلالة في لبنان حيث استشهد على أيدي الاحتلال الإسرائيلي عام 1972.
وتواصلت فعاليات الافتتاح بلقاء مباشر بين الحاضرين وثلة من الكتاب والنقاد الذين توجوا بجوائز المهرجان في دورته الثالثة وشاركوا اليوم في توقيع كتبهم التي صدرت عن مؤسسة كتارا باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية.
صورة من معرض دقات غسان كنفاني بمهرجان كتارا للرواية العربية (الجزيرة)
مبادرات أخرى
ويشهد اليوم الأول من المهرجان إطلاق مبادرة #مشوار_ورواية، وهو تطبيق يتيح إمكانية قراءة روايات كتارا على الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية، ويختتم بندوة بعنوان “غسان كنفاني.. حبر ساخن”، يليها عرض فيلم “عائد إلى حيفا” للمخرج السينمائي قاسم حوّل.
وفي اليوم الثاني تسجل المؤسسة خطوة جديدة في الانفتاح على المؤسسات التعليمية وتقريب الأجيال الصاعدة من الأطفال والفتيان من عالم الرواية والسرد من خلال فعالية “حكاية من رواية”.
وفي اليوم نفسه سيتم تنظيم ندوتين نقديتين، الأولى حول “الرواية العربية النسوية”، والثانية تناقش “الرواية والمسرح”، يشارك فيهما عدد من النقاد والأكاديميين العرب، في حين ستخصص الفترة المسائية للحدث الأبرز وهو حفل توزيع جوائز كتارا للرواية العربية للدورة الرابعة.
وسيسدل الستار على المهرجان بلقاء الكتاب والنقاد الفائزين في الدورة الرابعة مع الصحفيين في مؤتمر صحفي مفتوح ليبدأ العد العكسي للدورة المقبلة من الجائزة التي تسعى إلى أن تكون منصة إبداعية بارزة في تاريخ الرواية العربية تنطلق بها نحو العالمية، وحافزا دائماً لتعزيز الإبداع الروائي العربي، ومساهمة في التواصل الثقافي مع الآخر من خلال الترجمة.