قصة صورة أوجعت مصر وعلق السيسي على اثنين من أصحابها
أثارت صورة تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي في مصر تجمع ضابطين بالجيش، مواجع المصريين، وعلق على اثنين ممن جمعتهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، يوم الخميس، خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة.
الصورة جمعت العقيد الراحل في الجيش المصري، أحمد صابر منسي، والذي قضى في هجوم إرهابي على كتيبته في يوليو عام 2017، والضابط السابق والإرهابي الخطير حالياً، هشام عشماوي، والذي ألقي القبض عليه مؤخرا وكان المخطِّطَ للهجوم على كتيبة زميله.
الصورة نشرت لأول مرة في 30 سبتمبر الماضي، وقبل أيام من القبض على عشماوي، وكان أول من نشرها صديق للضابط منسي على صفحته الشخصية على مواقع التواصل.
وكتب الصديق معلقاً على الصورة يقول إن الصورة فيها مجموعة من أكفأ ضباط الصاعقة وقت التقاطها، لكن بعد زمن ومع اختلاف العقيدة وانحراف الفكر، منهم من راح أقصى اليمين، ومنهم من انحرف إلى أقصى اليسار، مضيفاً أن الصورة فيها من استبسل وقاتل لآخر قطرة دم وآخر طلقة في سلاحه، وآخر لحظة في عمره، بمنتهى الفدائية والشجاعة والبطولة، ومنهم من حوله فكره المتطرف لإرهابي يقتل زملاءه، الذين اقتسم معهم الماء والطعام مستنداً إلى أحكام متطرفة وجائرة استقاها من عقول وكتب أكثر تطرفا.
وأضاف أن الاثنين كانا من الضباط البارزين، لكن مصيرهما لم يكن واحدا، فالأول وهو منسي الذي خلدت ذكراه وكرمته مصر ودعت له كل أمهات الوطن، والثاني سيجد ما يستحقه من عقاب، ودعت عليه كل أمهات مصر.
أثارت الصورة مواجع المصريين الذين علقوا عليها بكلمات رثاء للأول وإدانة للثاني، مطالبين بضرورة القبض على عشماوي، وموجهين خالص الدعوات بالرحمة للضابط منسي.
الضابط منسي قال عنه زملاؤه إنه كان بطلا مغوارا، محبا ومخلصا لوطنه، ومن أكفأ ضباط الصاعقة في الجيش المصري، وقد تولى قيادة الكتيبة 103 بسيناء، بعد أن قضى قائدها السابق العقيد رامي حسنين في هجوم إرهابي.
ولد الضابط منسي في مدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية عام 1977 والتحق بالكلية الحربية، وتخرج ضمن الدفعة 92 حربية، وخدم في سلاح الصاعقة، وكان مشهوداً له بالكفاءة والانضباط.
وقال عنه زملاؤه إنه كان نابغا منذ طفولته وخلال دراسته بالكلية الحربية، وكان متميزا دراسيا، وهو ما أهله لكي ينضم إلى الوحدة 999 قتال، وهي وحدة في الجيش المصري مختصة بمكافحة الإرهاب الدولي.
وفي أكتوبر من العام الماضي وخلال دورة تثقيفية للجيش المصري بحضور الرئيس السيسي ألقت منار محمد سليم، زوجة الضابط منسي، كلمة كشفت فيها عن خصال زوجها الراحل وكيف كان محبا للخير، وعاشقا لبلده، وروت قصائد شعرية كتبها تغزلا في مصر وجيشها، مؤكدة أنه كان يرفض وبشدة إهانة مصر، ويتألم أشد الألم لو قام مواطن بإلقاء منديل ورق في شوارعها.
وروت الزوجة بعض الأبيات له التي أعجبت الحاضرين، ومنها “شجرة إنتي يا مصر من عمر التاريخ، أعلم أنكِ فانية، فلا شيء باقٍ، ولكنكِ باقية حتى يفنى التاريخ”.
الضابط الثاني في الصورة هو عشماوي الإرهابي الحالي الذي طالب الرئيس السيسي بمحاسبته، وقال تعليقا على خبر القبض عليه في ليبيا قبل أيام، “نحتاجه لنحاسبه”، وهو ضابط سابق في سلاح الصاعقة بالجيش المصري، وكان قائد الخلية الإرهابية التي نفذت هجوم الواحات الذي راح ضحيته ما لا يقل عن 55 قتيلاً من عناصر الشرطة المصرية قبل عام.
تورط عشماوي في أغلب الهجمات الإرهابية التي حدثت في مصر مؤخراً، ومنها تفجيرات الكنائس في الإسكندرية وطنطا والقاهرة، ودير الأنبا صموئيل في المنيا، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم ، وقضية عرب شركس، وكمين الفرافرة، واستهداف الكتيبة 101 التي كان يتولاها زميله السابق منسي، كما اتهم بتأسيس وتدريب خلايا إرهابية في ليبيا ونقل عناصرها لتنفيذ عمليات إرهابية في مصر.
جيران عشماوي في منطقة مدينة نصر شرق القاهرة، كانوا يخشون الحديث عنه، مؤكدين أن أسرته تركت المنطقة منذ سنوات بعد تطرفه وانضمامه للتنظيمات الإرهابية.
وقالوا لـ” العربية.نت” إن عشماوي الذي درس في مدرسة نجيب محفوظ القريبة من منزله، وكان يصلي في مسجد المغفرة المجاور للمنزل، كان شخصاً انطوائيا، ولم تكن أسرته تخالط أحداً من جيرانها، وانتقلوا عقب تطرف ابنهم وفصله من الجيش لمكان غير معلوم.
وذكروا أن عشماوي كان متشدداً في معاملاته مع جيرانه، وكان يفتي كثيراً بتحريم التلفاز والتعامل مع البنوك ورواتب وأجور الحكومة.
الرئيس المصري السيسي علق اليوم الخميس خلال ندوة تثقيفية للجيش على موقف الضابطين، وقال إن هناك فارقاً كبيراً بين الضابط منسي الذي قضى خلال مواجهته مع الإرهاب بسيناء، والإرهابي عشماوي الذي ألقي القبض عليه مؤخرا في ليبيا.
وأضاف أن الضابط البطل منسي، والإرهابي عشماوي كانا في وحدة عسكرية واحدة، لكن الفارق بينهما أن الأول كان بطلا واستمر على العهد ليحافظ على الدولة المصرية، والثاني ارتكب خطأ ونحتاجه لنحاسبه.