ما هي أسرار القمر التي يحاول العلماء كشفها؟
نشر موقع “آف بي ري” الروسي تقريرا، تحدث فيه عن كوكب القمر، الذي يعتبر من أقرب الكواكب إلى الأرض، والأسرار المتعلقة به التي يحاول العلماء كشفها.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته “عربي21″، إن “من أبرز هذه الأسرار؛ كيفية نشأة القمر، إذ يعتقد العلماء أنه قبل حوالي 4.5 مليارات سنة، اصطدم جسم غريب بالأرض ما خلق كمية كبيرة من الحطام الذي بقي حائما حول الأرض، ومع مرور الوقت، اندمج هذا الحطام في كوكب واحد مشكلا القمر، رغم أن هذه الفكرة لا تعتبر مؤكدة”.
وتساءل الموقع عن سبب عدم سقوط قطع الحطام هذه على الأرض قبل أن تتوحد في شكل كوكب في حال تشكل القمر على هذا النحو بالفعل؟ ويفند هذا السؤال النظرية الآنف ذكرها، علاوة على ذلك، رفض العلماء النظرية القائلة إن القمر مجرد حطام من الأرض، ذلك أن تكوين هذا الكوكب قوي.
وأضاف الموقع أنه “يعتقد أن القمر كان يتبع النظام الشمسي، قبل أن تسحبه الأرض بجاذبيتها، لكن، يواصل العلماء دراسة نظريات أخرى حول نظرية الاصطدام ونشأة كوكب القمر، دون أن يفلحوا في كشف أسرار هذا الكوكب القريب من الأرض، أو على الأقل إيجاد دلائل تؤكد نظرياتهم”.
وأفاد الموقع أنه “منذ سنوات، يحاول العلماء معرفة ما إذا كان هناك ماء على كوكب القمر من عدمه، وفي سنة 2009، أرسلت ناسا صاروخا إلى فوهة بالقرب من القطب الجنوبي للقمر، وقد تم العثور على جزيئات من الجليد في مناطق مُظللة باستمرار، مما يعني أنه يوجد ماء في المناطق المُظللة بالقرب من قطبي القمر”.
في هذا السياق، لا نتحدث هنا عن بحيرات أو برك على سطح القمر، ولكن عن الماء، وقد تمكن العلماء من تحليل بعض العينات من صخور قمرية، ما جعلهم يجزمون أن هناك مياها في الجزء الداخلي من القمر، تصل إلى السطح أثناء الثورات الزلزالية على هذا الكوكب، مثلما يحدث على الأرض.
ونوه الموقع إلى أنه “من الأمور المثيرة للاهتمام على سطح القمر، التي يحاول العلماء جاهدين كشف أسرارها، هي إمكانية وجود حياة على سطح القمر، ومن هذا المنطلق، يحاول العلماء دراسة عينات الجليد الموجود على الفوهات على سطح القمر وغيرها من العينات الأخرى، لكشف ما إذا كانت قابلة للتطور وبعث الحياة على هذا الكوكب الجاف”.
وأورد الموقع أن “سكان كوكب الأرض لا يرون إلا جانبا واحدا من كوكب القمر، وقد فسر العلماء ذلك بأن الوقت الذي يدور فيه القمر على محوره يتزامن مع الوقت الذي يدور فيه القمر حول الأرض، لذلك لا نرى إلا جانبا واحدا من القمر، مع ذلك، يعتقد العلماء أن لذلك علاقة بتأثير جاذبية الأرض على القمر”.
تجدر الإشارة إلى أن أبعد نقطة من سطح القمر، تعتبر قشرتها أكثر سمكا وصلابة، ويعتقد العلماء أن ذلك يرتبط بكمية الحرارة التي تصل لهذا الجزء من سطح القمر، بالمقارنة مع بقية أجزائه، وعلى الرغم من غياب النشاط البركاني على سطح القمر، إلا أن هناك نشاطا زلزاليا كبيرا، إذ رصدت أجهزة الاستشعار التي وضعها رواد الفضاء منذ سبعينيات القرن الماضي، زلازل كبيرة كافية لتدمير مدن بأكملها على كوكب الأرض.
وأضاف الموقع أنه “على الرغم من عدم تأثر كوكب القمر بانحسار وتضخم محيطات كوكب الأرض، إلا أن الجاذبية القوية لكوكبنا تجاه القمر تؤدي إلى تشوه قشرة القمر، ما يتسبب في حدوث زلازل، كما يعتقد أن أحد جوانب كوكب القمر معرض لأشعة الشمس شديدة الحرارة أكثر من الجانب الآخر شديد البرودة، وهو ما من شأنه أن يسبب حدوث الزلازل”.
وذكر الموقع أنه “من الظواهر الطبيعية المحيرة للعلماء والمرتبطة بالقمر هي عواء الذئاب ليلا عند اكتماله، علما وأن العلماء لم يتمكنوا من تحديد سبب علمي ومنطقي لذلك”، معتبرا أن “الذئب الحيوان الوحيد الذي يتأثر باكتمال القمر، حيث يضطر أصحاب الحيوانات المنزلية (من كلاب وقطط) لأخذهم إلى أقسام الطوارئ البيطرية عند اكتمال القمر، بنسبة أعلى بنحو 28 بالمئة للكلاب و23 بالمئة للقطط مقارنة بالأيام العادية التي لا يكون فيها القمر بدرا”.
وأشار الموقع إلى تساؤلات العلماء حول مدى تأثر البشر باكتمال القمر، علما وأن أرسطو يعتقد أن دماغ الإنسان يتأثر بتطورات القمر، ما يعني أنه قد يقوم بتصرفات مجنونة عند اكتمال هذا الكوكب، لكن العلماء لا زالوا غير مقتنعين بذلك.
وأفاد الموقع أنه “وفقا للعاملين في مجال الصحة، ترتفع نسبة الجريمة خلال اكتمال القمر، على الرغم من أن علماء النفس لم يتمكنوا من العثور على أي علاقة بين هذا الحدث والحالة النفسية للإنسان، لكن، في الوقت ذاته، أكدت دراسات أن أغلب الأشخاص يحصلون على ساعات نوم أقل أثناء اكتمال القمر، مقارنة ببقية الأيام”.