جمال خاشقجي صحافي سعودي مثير للجدل
الصحافي السعودي جمال خاشقجي الذي يكتب مقالات رأي لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، اختفى منذ الثلاثاء بعد دخوله قنصلية بلاده في تركيا، ويقيم في الولايات المتحدة منذ عام 2017.
لم يشاهد منذ دخوله القنصلية بعد ظهر الثلاثاء، كما ذكرت خطيبته التي رافقته إلى المكان لكنها بقيت تنتظره في الخارج حتى إغلاق القنصلية.
وخاشقجي (59 عاما) مثقف وكاتب معروف، انتقل إلى الولايات المتحدة العام الماضي لتجنب اعتقاله بعد توجيهه انتقادات لبعض سياسات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ولتدخل الرياض في الحرب في اليمن.
وكتب خاشقجي في مقال مع روبرت لايسي في صحيفة “ذي غارديان” البريطانية في آذار/مارس الماضي “بالنسبة لبرنامج الإصلاح الداخلي فإن ولي العهد يستحق الثناء” لكنهما أشارا الى أنه “لم يشجع ولم يسمح بأي نقاش في السعودية حول طبيعة تغييراته”.
واورد المقال ايضا أن ولي العهد السعودي “ينقل البلاد من التطرف الديني إلى نسخته الخاصة من التطرف المبنية على وجوب قبولكم إصلاحي بدون أي تشاور-مصحوبا باعتقالات واختفاء منتقديه”.
وتساءل الكاتبان ما إذا كان “برنامجه يفتقد لأهم إصلاح وهو الديموقراطية”.
وترك خاشقجي السعودية في أيلول/سبتمبر 2017 في خضم موجة اعتقالات طاولت مثقفين ودعاة اسلاميين.
وفي حينه، منعت جريدة الحياة العربية اليومية المملوكة من قبل الأمير السعودي خالد بن سلطان آل سعود خاشقجي من الكتابة فيها، بعد أن دافع في مقال له عن جماعة الأخوان المسلمين، التي تعتبرها الرياض حركة “إرهابية”.
وكان خاشقجي كتب مقالات انتقد فيها بعض سياسات ولي العهد السعودي، وقال إن المملكة منعته قبل أن يغادرها، من استخدام موقع “تويتر” للرسائل القصيرة “عندما حذرت من المبالغة في الحماسة للرئيس (الأمريكي) دونالد ترامب عند انتخابه”.
– مسيرة مهنية حافلة-
انتقد خاشقجي أيضا سياسة السعودية تجاه اليمن وقطر. ومنذ 2014، يشهد اليمن حربا بين المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة، تصاعدت مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 دعما للحكومة المعترف بها دوليا بعدما تمكن المتمردون من السيطرة على مناطق واسعة من البلاد بينها العاصمة صنعاء.
والعلاقات بين قطر من جهة، والسعودية والامارات والبحرين ومصر من جهة ثانية، مقطوعة منذ الخامس من حزيران/يونيو 2017.
ولد خاشقجي في المدينة المنورة في السعودية، وتربطه علاقات عمل بالأمير الملياردير الوليد بن طلال.
بدأ مهنته كصحافي في الثمانينات وكتب لصحف سعودية مثل عكاظ والشرق الأوسط وسعودي غازيت وغطى النزاع في أفغانستان.
وأجرى خاشقجي مقابلات مع زعيم القاعدة اسامة بن لادن مرات عدة.
وأجبر بسبب مواقفه التي اعتبرتها السلطات السعودية تقدمية للغاية، في عام 2003 على الاستقالة من منصبه كرئيس تحرير لصحيفة الوطن. وعاد مرة أخرى في 2007 ثم غادرها في 2010.
وارتبط خاشقجي بعلاقات غامضة مع السلطات السعودية وعمل مستشارا في الرياض وواشنطن كما عمل مستشارا للأمير تركي الفيصل الذي كان مسؤولا عن المخابرات السعودية.
وفي مقال كتبه في واشنطن بوست في أيلول/سبتمبر من العام الماضي، قال خاشقجي “عندما أتحدث عن الخوف والترهيب والاعتقالات وتشويه صورة المثقفين ورجال الدين الذين يتجرأون على قول ما يفكرون فيه، ثم أقول لكم انني من السعودية، فهل تُفاجأون؟”.
وتحتل السعودية المرتبة 169 على لائحة من 180 بلدا وضعتها منظمة “مراسلون بلا حدود”، للتصنيف العالمي لحرية الصحافة.