عقب سيجارة واحدة يلوّث 60 ليتراً من المياه
أشارت منظّمة الصحة العالميَّة (WHO)، في تقرير نشر، يوم أمس الثلاثاء، إلى أنَّ زراعة التبغ تستهلك موارد هائلة من الطبيعة. وللمرَّة الأولى، درسَت المنظّمة، العواقب التي تضرُّ بالبيئة نفسها نتيجة زراعة وتجارة التبغ. وتوصّلت المنظّمة إلى نتيجة معروفة تقريبًا، بأنَّ التدخين ليس خطرًا على البشر فحسب، وإنّما يضرُّ بالبيئة أيضاً.
وأشارت الدراسة إلى أنَّ مزراع التبغ والغابات المخصَّصة لزراعة التبغ، تحتوي على كميَّة هائلة من الفحم المترسِّب. إذْ إنَّ ترسب هذه النباتات إلى باطن الأرض يؤدّي إلى انبعاث غازات الدفيئة وبالتالي المساهمة في تفاقم التغيّر المناخي.
ومن أهمَّ نتائج الدراسة:
-
لإنتاج ستة تريليونات سيجارة في عام 2014، تمَّت زراعة 32.4 مليون طن من التبغ الأخضر، على حوالي 4 ملايين هكتار من الأراضي. أطلقَ ذلك حوالي 84 مليون طن من غاز ثنائي أوكسيد الكربون، وبالتالي ساهم بنسبة 0.2% في مجموع الغازات الضارة التي تؤذي المناخ.
-
أدى هذا الإنتاج إلى 25 مليون طنّ من النفايات، وخصوصاً نفايات السجائر المرميَّة التي تلوّث مصادر المياه بمكوناتها السامة. ووفقاً لمنظّمة الصحة العالميَّة، فإنَّ عقب سيجارة واحدا، قادر على تلويث حوالى 60 ليتراً من المياه. بالإضافة إلى النيكوتين، فإنَّ السجائر تطلق مادة الزرنيخ أيضاً إلى البيئة. وقد نشرت منظّمة غير حكومية أميركيَّة مختصة بجمع النفايات تقريرًا بأنَّ أعقاب السجائر، هي أكثر النفايات شيوعاً على الشواطئ.
-
تستهلك زراعة التبغ ومعالجته حوالى 22 مليار طن من الماء سنوياً. وإنَّ المدخن الذي يدخّن حوالى 20 سيجارة يومياً، لمدّة 50 عاما، هو مسؤول عن استهلاك 1.4 مليون لتر من الماء.
-
يشير التقرير إلى نقطة مهمّة جداً، ذات أبعاد سياسيَّة، وهي أنَّ 90% من التبغ في العالم، ينتج ويزرع ويصنع في البلدان الناميَّة الفقيرة، في حين أنَّ الأرباح جميعها تقريباً تذهب إلى البلدان الغنيَّة. وقال أحد المشاركين في التقرير، نيكولاس هوبكنسون: “إنَّ شركات التبغ حرفياً تقوم بحرق موارد الدول الفقيرة، وتهدد مستقبل الناس على هذا الكوكب”.