قلعة إعلامية تنهار في لبنان ومطبوعاتها تتوقف عن الصدور
بخبر عنوانه “قرار يعلم الجميع أسباب صدوره” ونشرته صحيفة “الأنوار” اللبنانية في الصفحة الأولى وبأقل من 50 كلمة بعدد يوم الجمعة، ورد أنها ستتوقف بدءا من هذا الاثنين عن الصدور الذي استمر متواصلا منذ ظهر عددها الأول في 1959 ببيروت، وكانت ستحتفل العام المقبل بمرور 60 عاما على ولادتها، إلا أن الخسائر اضطرتها للتوقف، كما اضطرت 5 مجلات أخرى تصدر عن “دار الصياد” التي أسسها عميدها الراحل سعيد فريحة إلى التوقف تباعا.
السبب خسائر مادية
إلى جانب “الأنوار” ستتوقف أيضا مجلة “الصياد” التي ظهر عددها الأول في 1943 تزامناً مع استقلال لبنان، كما ستتوقف مجلة “الشبكة” التي بدأ صدورها في 1959 كمطبوعة فنية اشتهرت سريعا، إلى درجة أن مبيعات عدددها الأسبوعي “كانت تزيد عن 60 ألف نسخة بستينات القرن الماضي” وفقا لم قرأت “العربية.نت” في الوارد بسيرتها. كذلك ستتوقف عن الصدور مجلة شهرية أصدرتها الدار باسم “فيروز”متخصصة بدءا من 1980 بشؤون المرأة وقضاياها، وأيضا ستتوقف عن مجلة “الفارس” المتخصصة بالرجل وشؤونه، وأيضا مجلة “الدفاع العربي” الخاصة بالأسلحة والشؤون الدفاعية، وكلها كانت ثمار جهود مشهودة في شجرة طالما وصفوها بأنها إحدى أهم القلاع الإعلامية في لبنان.
مؤسس دار الصياد سعيد فريحة، وأبناؤه الثلاثة من اليمين بسام والهام وعصام، والخبر الصغير بالصفحة الأولى
توقف مطبوعات “دار الصياد” التي عمل بها وتخرج فيها مشاهير بالصحافة والإعلام في لبنان، وعرفها القراء العرب من موريتانيا إلى دول الخليج، حتى وفي بلاد الاغتراب، هو “بسبب الخسائر المادية” وفقا لما ورد بخبر “الأنوار” الصغير، والذي حاولت “العربية.نت” أن تعرف عنه المزيد، ولو عبر الهاتف من بسام فريحة، الرئيس التنفيذي للمؤسسة التي بناها والده بعرق الجبين وسماها “دار الصياد” على اسم أول مجلة قام بإصدارها قبل 75 سنة، إلا أنها لم تعثر عليه، برغم رسالة نصية تركتها له في أرقام هواتفه الثلاثة.
بعد وفاة سعيد فريحة في 1978 بنوبة قلبية وهو بزيارة إلى دمشق، قام بإدارتها أبناؤه الثلاثة، إلهام وعصام وبسام، وقاموا بتطويرها بأسلوبه وعلى نهجه، إلا أن التطورات في عالم الإنترنت أثرت سلبا على “صحافة الورق” فتراجعت واردات ومبيعات مؤسساتها بوضوح، ومنها ما أسسه سعيد فريحة، الموصوف بأنه أحد رواد صحافة الاستقلال وبعده في لبنان.
من صالون حلاقة إلى مؤسسة عملاقة
ويكتبون عن سعيد فريحة أنه بدأ حياته من الصفر تماما، وحين اشتعلت الحرب العالمية الأولى لجأ مع عائلته من لبنان إلى مدينة حلب في الشمال السوري، وفيها بعمر 23 سنة اشتغل في صالون حلاقة للسيدات، وفي الوقت نفسه كان يراسل صحفا ومجلات في دمشق وبيروت، ولما انتهت الحرب وعاد إلى لبنان، اشتغل أيضا بالصحافة، وفي 1943 أسس مجلة “الصياد” وبدأ رحلة مع “مهنة المتاعب” جعله نجاحه فيها يبني في 1954 مؤسسة إعلامية ضخمة، كان لها مبناها الخاص قرب بيروت، ثم غاب عن الدنيا بعمر 73 سنة، تاركا مدرسة إعلامية فريدة من نوعها على كل صعيد، وفي الفيديو المرفق، مزيد عن الدار ومطبوعاتها ومؤسسها.
وقبل “دار الصياد” ومطبوعاتها العامل فيها 80 موظفا في التحرير والادارة، توقفت عن الصدور صحيفة شهيرة في لبنان أيضا، هي “السفير” التي صدر عددها الأول في 26 مارس 1974 والأخير في 31 ديسمبر 2016 بسبب أزمة في التمويل والسيولة وخفض بالواردات لم تقو عليها. كما تسري شائعات عن صحيفة أخرى مهددة بالتوقف والاكتفاء بموقع ألكتروني.