مسؤول تونسي لضحايا الفيضانات: “هنيئا لكم”

أوقفت السلطات التونسية، الأربعاء، مسؤولا بمعهد الرصد الجوي عن العمل بعد تصريحات صادمة، توجه من خلالها بالتبريكات والتهاني لعائلات ضحايا الفيضانات التي ضربت محافظة نابل شمال شرق تونس نهاية الأسبوع الماضي، معتبرا إياهم “شهداء”.

ويتعلق الأمر بالمهندس الشهير بمعهد الرصد الجوي، وهو مؤسسة حكومية تابعة لوزارة النقل، عبد الرزاق الرحال، الذي استغل وجوده في مداخلة عبر “راديو ماد” للحديث عن آخر توقعات الطقس في البلاد، لتقديم التعازي لعائلات الضحايا الذين ماتوا بعدما جرفتهم السيول نهاية الأسبوع الماضي، ولكنها كانت تعازي غريبة وفريدة من نوعها.

وتوجه الرحال إلى العائلات قائلا: “هنيئا لكم، هنيئا لمن توفي له شخص في هذه الفيضانات، لأن الغريق شهيد، هنيئا لكم من القلب، سنحسبهم من الشهداء، أقول لوالد الفتاتين اللتين جرفتهما السيول هنيئا لك بهما، سيكون لك حوريتان في الجنة، رأيت صورتهما وكانتا وردتين جميلتين مكانهما ليس الأرض، تمنيت لو كنت مكان هذا الأب، هنيئا للشيخ الذي ضربته الصاعقة، لن أقول لعائلات ضحايا نابل البركة فيكم، بل هنيئا لكم”.

وصدم التونسيون وهم يتابعون هذا التصريح “الغريب والمستفزّ”، بحسب ما وصفوه، والذي تم تداوله بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وعبروا عن استيائهم من مستوى الخطاب الذي قدّمه المسؤول عن الرصد الجوي في وسيلة إعلامية، ووصفه البعض بالخطاب “الداعشي”، واستنكارهم لعدم مبالاته بمشاعر عائلات الضحايا، خصوصا أن معهد الرصد الجوي هو من يتحمل مسؤولية وفاتهم.

وقال ناشط يدعى أسامة أحمدي، “إنه بدلا من أن يقدم المسؤول الاعتذار لعائلات الضحايا، وأن يعترف بتقصير مؤسسته في قراءة المعطيات المناخية بشكل صحيح، بعد فشلها في تقديم المعلومات إلى المواطنين من أجل حماية أرواحهم وممتلكاتهم، أصبح يفتي في أمور الدين”.

وبعد هذا الجدل، أعلنت وزارة النقل في بيان، الأربعاء، أنه تم إيقاف المهندس عبد الرزاق الرحال فوريا عن العمل في انتظار اتخاذ الإجراءات التأديبية اللازمة بعد استكمال البحث الجاري، وذلك بسبب “الخطأ الجسيم الذي ارتكبه”.

واستنكرت الوزارة ما ورد على لسان الرحال، معتبرة أن هذه التصريحات “تلزم المعني بالأمر ولا تلزم الوزارة ومؤسسة الرصد الجوي، مؤكدة أنها تصريحات لا علاقة لها بالنشرة الجوية، وتمس مشاعر عائلات ضحايا الفيضانات والتونسيين بصفة عامة في هذا الظرف الحساس”.