عودة القمر السيئ.. ما العلاقة بين البدر والجريمة؟
يصادف اليوم الثلاثاء الخامس والعشرين من سبتمبر مرحلة القمر المكتمل، الأمر الذي أثار جدلا بين كثيرين بأن قمر الليلة سيرافقه ارتفاع في معدلات الجريمة وحالات إدخال المرضى أو المصابين إلى المستشفيات والاعتقالات والتصرفات الصبيانية الجنونية والحمقاء.
هذا الجدل يحوم في العادة مع القمر المكتمل (البدر) ومدى تأثيره على السلوك البشري، وهو جدل له جذور قديمة مرتبطة بأساطير وخرافات.
لكن ما هو الدليل على وجود تأثير للقمر على السلوك البشري؟
يعتقد الخبراء في مجال الجريمة وعلم النفس أن هذا الأمر حقيقي فيما يخص عدد حالات الاعتقال المترافقة مع هذه الحالة، أي اكتمال القمر، وكذلك السلوك المرتبط بأنشطة الجريمة.
لكن خبراء الجريمة يعزون هذا الأمر إلى أن القمر المكتمل يوفر مزيدا من الضوء الأمر الذي يزيد من نسبة الجرائم، بحسب ما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية.
غير أن هناك دراسة مثيرة اهتمام متعلقة بارتباط اكتمال القمر بالسلوك البشري أجريت في العام 1985، اعتمدت على خلاصات 37 في المئة من الدراسات السابقة المنشورة وغير المنشورة.
وخلصت هذه الدراسة إلى أن “العلاقة المزعومة بين أوجه القمر والسلوك البشري يكمن إرجاعها إلى تحليلات سابقة غير صحيحة.. وعدم الاستعداد لتقبل أي رأي مغاير حول تأثير القمر”.
وفي دراستين حديثتين حول المسألة ذاتها، واحدة أجريت في العام 2009 وشملت أكثر من 23 ألف حالة اعتداء في ألمانيا بين عامي 1999 و2005.
في هذه الدراسة لم يعثر على أي رابط من أي نوع بين الجريمة والقمر المكتمل، لكنها وجدت أن مقدار ضوء القمر له دور معزز على أنشطة الجريمة في المناطق المفتوحة.
ومن بين التفسيرات لهذا الأمر أن الجريمة ترتبط مع نسبة الضوء، ولكن ليس بالقدر الذي يزيد من فرص الجريمة ومعدلاتها.
ويمكن القول إن هناك ارتباطا بين حركة الناس في الليل عندما يكون ضوء القمر أكثر سطوعا منه عندما يختفي هذا الضوء، الأمر الذي يزيد من نسبة الضحايا.
أما سبب ارتباط اكتمال القمر بسلوك الجريمة فيعود إلى الإدراك البشري وميل الإنسان عموما إلى التركيز على أمور نتوقع صحتها أو نعتقد بصحتها ليس أكثر.
فعندما يكتمل القمر أو يصبح قمرا كبيرا فإن الإنسان عموما يتوقع تغيرا في السلوك البشري، ولذلك فإنه يزيد من اهتمامه بهذا الأمر دون غيره أو يركز عليه متجاهلا باقي الأحداث، وهو الأمر الذي يسمى في علم نفس الإدراك “تأكيد التحيز”.