طارق رمضان يطلب الإفراج عنه بعد مواجهة جديدة مع إحدى المدّعيتين عليه في فرنسا
بعد مواجهة مباشرة، الثلاثاء، استمرت أكثر من 8 ساعات، بين المفكر الإسلامي السويسري طارق رمضان، والمدعية الثانية ضده، قدم محامي الدفاع عن رمضان طلباً ثالثاً للافراج عن موكلِه، مع بقائه تحت المراقبة القضائية.
فبعد أن تم إرجاء المواجهة، التي كانت مقرر يوم الــ 18 يوليو/ تموز الماضي، بين طارق رمضان (56عاما) و المدعية الثانية عليه في فرنسا “كريستل” (40عاما)، بسبب وضعها الصحي، تواجَه الآخيران، يوم الثلاثاء، أمام قضاة التحقيق الثلاثة المكلفين بالملف، في جلسة استمرت 8 ساعات، والتي أكدت مصادر مطلعة أنها كانت حادة بين الطرفين، اللذين أصرّ كلٌ منهما على موقفه.
وتُعد هذه المواجهة المباشرة الثانية بينهما بعد تلك التي جرت في أوائل فبراير/شباط الماضي، أي قبل 4 أيام من توجيه تهمة اغتصاب امرأتين إلى طارق رمضان وحبسه في باريس على ذمة التحقيق.
ووفق مصادر قريبة من التحقيق فإن جلسة المواجهة الأولى بين رمضان و”كريستل” استمرت 3 ساعات، وتمسك خلالها كل طرف بمواقفه، إذ تتهم المدعية رمضان باغتصابها وضربها وإهانتها خلال لقاء وحيد جمعهما في أحد فنادق مدينة ليون الفرنسية عام 2009. وقد وصَفت المرأة للمحققين ندبة على فخذ المتهم والتي شكلت قرينة رئيسية في قرار توقيفه.
وشدد رمضان على أن علاقته بها اقتصرت على تبادل رسائل إغراء وأن اللقاء بينهما استمر لنحو نصف ساعة في بهو الفندق. فيما أكد دفاعه استناداً إلى صور وشهادات أن “كريستيل” كانت موجودة خلال المحاضرة التي ألقاها رمضان في المساء نفسه الذي حصلت فيه الوقائع المزعومة، معتبراً في الوقت ذاته أن المدعية عَرفت بالندبة في فخذ طارق رمضان بعد “تواطؤ” محتمل بين عشيقات سابقات له.
وقبل المواجهة الثانية مع “كريستل”، كان طارق رمضان قد واجه المدعية الأولى والرئيسية ضده هندة العياري، والتي أكد القضاة أنها كانت “ مترددة ’’ في تصريحاتها، فيما يتعلق بتاريخ ومكان عملية الاغتصاب المزعومة.
وبعد المواجهة مع هندة العياري، تقدم إيمانويل مارسيني، محامي رمضان بطلب ثانٍ في يوليو/ تموز الماضي، من أجل إخلاء سبيل موكله، مقترحاً دفع كفالة مالية قدرها 300 ألف يورو وتسليم جواز سفره مع إبقائه تحت المراقبة في باريس. لكن هذا الطلب تم رفضُه في أوائل آب / أغسطس من قبل محكمة استئناف باريس، مؤكدة بذلك قرار قضاة التحقيق في القضية الرافض لطلب الإفراج عن رمضان لدواعٍ صحية وتناقض رواية المدعيتين عليه.
قضاة التحقيق برّروا وقتها رفضهم إخلاء سبيل رمضان المشروط، بالقول إن التقرير الطبي أكد أن وضعه الصحي لا يتعارض مع بقائه في السجن، وأنّ الأخير سيواجه في 18 سبتمبر/ أيلول القادم المدعية الثانية عليه “كريستيل”، بعد أن تم تأجيل المواجهة بينهما بسبب الحالة الصحية للمدعية.
واليوم وبعد أن تمت هذه المواجهة بين طارق رمضان و”كريستل”، صرح المحامي إيمانويل مارسيني أن “عدم قبول الطلب الذي تقدمه به، الثلاثاء، للإفراج عن موكلِه هذه المرة، لن يكون مفهوماً أبدا”.
وأتت المواجهة بين رمضان و”كريستل” بالتزامن مع فتح تحقيق جنائي جديد في بلده سويسرا، إثر شكوى تقدمت بها إمراه تتهمه باغتصابها في عام 2008 في أحد فنادق جنيف.