مفاجأة مدوية.. الوجبات الخفيفة تقصر العمر!
ينصح العديد من خبراء التغذية بتناول الوجبات الخفيفة في إطار حمية تخفيف الوزن، حتى إن بعضهم يذهب إلى النصح بتناول ما يصل إلى 5 وجبات خفيفة على مدار النهار من أجل فقدان الوزن أو تحسين عملية الأيض. إلا أن مفاجأة مدوية كشفت عنها دراسة جديدة، قلبت كافة المقاييس.
فقد أظهرت تلك الدراسة التي قام بإجرائها فريق علمي بتكليف من المعهد الوطني للشيخوخة في الولايات المتحدة، أن تناول القليل من الطعام بشكل متكرر يؤدي غالباً إلى الإضرار بالصحة وقصر العمر بشكل عام، وفقا لما نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
صحة أفضل وعمر أطول
وتوصل الباحثون، من خلال تجاربهم على ذكور الفئران، إلى أن الفئران التي لم تتناول وجبات غذائية لفترات أطول من الوقت كانت أطول عمراً وتمتعت بصحة أفضل بشكل عام من أقرانها التي تناولت الوجبات الخفيفة.
وأوضح العلماء أن الفئران التي امتنعت عن تناول أي طعام بين مواعيد الوجبات الرئيسية تأخرت إصابتها بالأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر، وظلت مستويات الجلوكوز لديها في المستويات الجيدة صحيا، بغض النظر عن نوعية الطعام والشراب الذي تم تناوله.
وعلى نحو مثير للجدل، تبين لفريق العلماء أن الفئران التي تناولت وجبة طعام واحدة يوميا كانت الأطول عمرا.
وتثير النتائج، التي نشرت في دورية Cell Metabolism، تساؤلات حول مدى جدوى اتباع بعض النظم الغذائية الشائعة، التي توصي بتناول وجبات خفيفة أو وجبات صغيرة كل ساعتين أو خمس مرات في اليوم.
الصيام عامل محوري
وتضع بعض أنظمة الحمية الغذائية نهجا لتناول كميات قليلة من الطعام على مدار النهار أو وجبات خفيفة بين الوجبات الرئيسية بغرض تحسين عملية الأيض والحفاظ على مستويات عالية من استهلاك السعرات الحرارية بالجسم، ولكن فريق الباحثين، الذي ينتمي أعضاؤه إلى 3 مؤسسات مرموقة، يؤكد أن الصيام هو العامل المحوري الذي يؤثر بفاعلية في تحسين صحة الأيض.
وقال مدير المعهد الوطني للشيخوخة NIA البروفيسور ريتشارد هودز: “أظهرت هذه الدراسة أن الفئران التي تناولت وجبة واحدة في اليوم، وبالتالي كانت صاحبة أطول فترة صيام، كانت أطول عمرا وحققت نتائج أفضل في مجال أمراض الكبد الشائعة المتصلة، وفي مجال الاضطرابات الأيضية”.
وأضاف: “تظهر هذه النتائج المثيرة للاهتمام في النموذج الحيواني أن هناك تفاعلا بين الاستهلاك الكلي للسعرات الحرارية وطول فترة التغذية وفترات الصيام بما يستحق إعادة النظر ويشجع على إجراء مزيد من الدراسات بشأن عدد الوجبات الغذائية في اليوم وفترات الصيام عن تناول الطعام”.
الأولى من نوعها
وتعد هذه الدراسة الأولى من نوعها، التي تعنى بدراسة أوقات الصيام (أو فترات الامتناع عن تناول الطعام بين الوجبات الرئيسية).
وفي هذا السياق، شرح الباحث الرئيسي ورئيس قسم أمراض الشيخوخة في NIA، البروفيسور رافاييل دي كابو، قائلاً: “كان تقييد السعرات الحرارية موضوعًا شائعًا في المختبرات منذ أوائل القرن العشرين، لكن أثبتت التجارب أن زيادة أوقات الصيام اليومية، بدون العمل على خفض السعرات الحرارية التي يتم تناولها، أدت إلى تحسينات شاملة في الصحة وطول العمر لدى الفئران الذكور”.
وأوضح: “من المرجح أن يكون السبب أن فترة الصيام اليومية الموسعة تزيد من الوقت المتاح لعمل آليات الإصلاح والصيانة بالجسم، التي تتعرض للتوقف والعطل بسبب التعرض المستمر للطعام”.