تعرّف إلى 5 أفلام ممنوعة من العرض
شهد تاريخ السينما العالمية أعمالاً درامية ناجحة انتشرت في كل دول العالم وحققت أرقاماً قياسية من حيث الإيرادات ونسب المشاهدات.
لكن، في العقود الماضية، عرفت بعض الأفلام الأخرى منحى مغايراً تماماً، إذ منعت من العرض في قاعات السينما وعلى شاشات التلفزيون، ما تسبب في خسائر مادية كبيرة لشركات الإنتاج السينمائية.
تختلف أسباب منع عرض هذه الأفلام بين السياسي والعقائدي والأخلاقي، فتصدر أجهزة الرقابة الثقافية، أحياناً، أوامرها بمنع عرض فيلم ما لما يحتويه من مشاهد منافية للأخلاق، فيما تتدخل الحكومات، أحياناً أخرى، لتعقب أفلام تحمل رسائل سياسية وتمنع عرضها للعموم إذا كانت تمسّ بالأمن القومي أو السلم الاجتماعي، في حين يعترض رجال الدين على بث أفلام أخرى “زيّفت” حقائق عقائدية، بحسب وجهة نظرهم، وتسببت في تشويه صورة ديانة أو رسالة دينية، فتصدر فتاوى بتحريم مشاهدتها أو بثّها أو بيعها.
ولعشاق الفن السابع، هنا 5 أفلام ممنوعة من العرض على مدار السنين الماضية التي شهدت جدلاً واسعاً في المجال الفني والنقّاد والجمهور بين مؤيد ومعارض، لتطرقها لمواضيع محظورة أو لتسببها في أزمات سياسية:
أفلام ممنوعة من العرض:
عرض فيلم A Clockwork Orange عام 1971 في بريطانيا، من دون أي منع أو حذف لمشاهد معينة، ولقي انتشاراً واسعا حينها، رغم أنّه يتناول شخصية مريض نفسي مهووس بالجرائم وأعمال الوحشية والعنف.
لكن سرعان ما انتشرت جرائم مشابهة للفيلم في بريطانيا وفي الولايات المتحدة الأميركية، وانتشرت عمليات القتل على طريقة بطل الفيلم الذي كان يؤدي الأغاني خلال عمليات القتل، فخُفض تصنيف الفيلم وإدراجه في الأفلام الممنوعة من العرض لأكثر من 30 سنة.
وهو من أشهر الأفلام الممنوعة ففي 2004، أنتج المخرج والممثل الأميركي الشهير ميل غيبسون فيلماً سينمائيا يروي فيه الساعات الأخيرة من حياة السيّد المسيح وآلامه التي تحمّلها في سبيل نشر رسالته النبيلة للبشرية جمعاء، انطلاقاً من بداية محاكمته وجلده إلى عملية صلبه وتعذيبه.
الفيلم لاقى سخطاً كبيراً من اليهود في كل أنحاء العالم، حتى قبل عرضه بأشهر بسبب ما قيل إنّه معاد للسامية ويعتمد على قراءات تاريخية غير صحيحة، لكن غيبسون واصل تمويل الفيلم على نفقته الخاصة بعد رفض شركات الإنتاج المساهمة في التمويل، وحذف مشاهد معينة من النسخة الانكليزية وبعض اللغات الأخرى.
أصدرت منظمة “المواطنون المتحدون” في الولايات المتحدة الأميركية، عام 2008، فيلم “هيلاري”، عن المرشحة الرئاسية هيلاري كلينتون. تناول الفيلم قصة حياتها من خلال عدد من المقابلات التلفزيونية واللقاءات الصحافية التي قامت بها خلال فترة رئاسة زوجها بيل كلينتون، والفترة التي كانت فيها سيناتورة في مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية نيويورك.
هذا الفيلم واحد من أفلام ممنوعة حيث تم إدراجه ضمن الأفلام الممنوعة من العرض من قبل لجنة الانتخابات الاتحادية “فيك” بسبب تمويل إنتاجه من بعض الشركات الخاصة وخضوعه لقيود تمويل الحملات الرئاسية المنافسة. لكن، عام 2010، قضت إحدى المحاكم الأميركية بالسماح ببث الفيلم استناداً إلى مبدأ الحق في حرية التعبير.
الفيلم الوثائقي “فهرنهايت 9/11” للمخرج الأميركي مايكل مور، يهاجم الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن، بسبب فشله الذريع في تجنب حادثة سقوط برجي التجارة العالمي بنيويورك، في 11 سبتمبر/ أيلول عام 2001، إضافة إلى تناول طبيعة العلاقة والمصالح المتبادلة بين عائلتي بوش في أميركا وبن لادن في السعودية.
خرق الفيلم حالة التوحد التي كان عليها الشعب الأميركي بعد الحادثة وضد الإرهاب، وفتح الباب أمام انتقادات واسعة للإدارة الأميركية. الفيلم منع من العرض في قاعات السينما الأميركية وعلى شاشات التلفزيون لما تمّ اعتباره آنذاك تهديداً للأمن القومي الأميركي وتشجيعاً على الإرهاب.
يعتبر فيلم “برسيبوليس” الإيراني من الأفلام الممنوعة من العرض في أغلب الدول العربية. يسرد الفيلم، في شكل رسوم متحركة، تاريخ إيران الحديث بعد اندلاع الثورة الإيرانية وتفرد رجال الدين بالحكم، ثمّ الحرب العراقية ـ الإيرانية.
كاد الفيلم أن يكون ممتعاً ومقبولاً لولا بعض المشاهد التي تناولت الجانب العقائدي وعلاقة الإنسان بربّه في شكل كاريكاتوري اعتبره رجال الدين والجمهور العريض أنه يمسّ العقائد والديانات فحظر في أغلب الدول العربية والإسلامية.
يقال أن كل ممنوع مرغوب ولا شك أن منع هذه الأفلام وإدراجها ضمن خانة افلام ممنوعة جعلها تنتشر بشكل أقوى وتحظى بفضول المشاهد للتعرف على سبب المنع. من جهة أخرى تجدر الإشارة إلى أن منع هذه الأفلام لم يحد من انتشارها حيث ساهم وجود الانترنت وسهولة الوصول إليها في مختلف المواقع إلى وصول المشاهدين بسهولة ويسر حيث يستغرب العديد إطلاق مصطلح المنع أو إدراج الأفلام السابقة ضمن خانة أفلام ممنوعة مع قدرتك كمشاهد للوصول إليها بعملية بحث بسيطة على الانترنت.