احذروا الكوليسترول في الصغر.. “قلبك في خطر”!
أثبت الطب والعلم سابقاً أن المستويات العالية من الكوليسترول الدهني منخفض الكثافة LDL-C، الذي يشتهر بـ “الكوليسترول الضار”، تؤدي إلى مشاكل خطيرة في القلب والأوعية الدموية بين كبار السن.
فعلى الرغم من أن تلك المعلومة ليست بالجديدة، إنما الجديد في هذا السياق، ما أتت به دراسة طبية جديدة نشرت على موقع “Healthline” ، تنصح الشباب، الذين يعانون من مستويات مرتفعة من LDL-C أن يبذلوا قصارى جهدهم لخفض مستويات الكوليسترول، حتى وإن كانوا يتمتعون بصحة جيدة.
وتؤكد الدراسة أن ما قد يبدو في السن الصغيرة مجرد مسألة صحية سهلة، ربما يؤدي إلى مشاكل كبيرة في وقت لاحق من الحياة.
وحددت الدراسة، التي نشرت نتائجها في الدورية الطبية Circulation، ما إذا كان يمكن تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية وأمراض القلب التاجية، عن طريق خفض مستويات الكوليسترول بين المرضى، قبل أن تؤدي إلى حدوث مضاعفات مستقبلا.
وشملت الدراسة فحص معدلات التقدم الصحي لأكثر من 36000 مشارك، ممن بلغوا سن 42 عاما في المتوسط، واستغرقت فترة 27 عاما.
مفاجأة غير سارة
إلا أن نتائج الدراسة كشفت عن مفاجأة غير سارة، حيث إن المشاركين، الذين لم يكن لديهم خطر الإصابة بمشاكل القلب والأوعية الدموية، ولكن يعانون من مستويات عالية من LDL-C، واجهوا احتمال الوفاة في سن مبكرة بنسبة 30% إلى 40٪ بسبب مشاكل في صحة القلب.
وفي هذا السياق، قال المؤلف الرئيسي للدراسة، دكتور شعيب عبد الله، أستاذ مساعد بجامعة تكساس، لموقع Healthline: إن نتائج الدراسة تؤكد أهمية القيام بتغييرات في نمط الحياة وبكل ما يلزم لخفض مستويات الكوليسترول في الجسم، سواء بين الشباب أو كبار السن.”
الكوليسترول يشبه السجائر!
ويوافقه هذا الرأي دكتور أندرو فريمان، مدير قسم الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، إذ صرح أيضا لموقع “Healthline” قائلاً: “يمكن تشبيه الكوليسترول الضار بالسجائر، لأنه من المحتمل ألا تؤذي سيجارة واحدة صحة الإنسان، ولكن تدخين الكثير من السجائر تراكميا، هو الذي يسبب الضرر والأذى”.
وأضاف: “هذا ما يحدث بالفعل فعندما يتعرض الإنسان لارتفاع مستويات الكوليسترول الضار لفترات زمنية أطول، يؤدي ذلك إلى ارتفاع نسب مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية”.
تفسير التداعيات الخطيرة والمفاجئة
إلى ذلك، أشار عبد الله إلى أن نتائج الدراسة ستساعد على تفسير لماذا بعض المسنين، الذين كانوا يتمتعون بصحة جيدة في شبابهم، يتعرضون أحيانا لمشكلات خطيرة في القلب والأوعية الدموية، مثل احتشاء عضلة القلب، أو أي حالة من حالات أمراض القلب المرتبطة بمرض الشريان التاجي المتقدم.
كما شدد الطبيب عبد الله على أن هناك نتيجة أخرى مهمة للدراسة تتمثل في أن أنواع الكوليسترول الأخرى، أو بعبارة أخرى، الكوليسترول غير الضار أو البروتين الدهني عالي الكثافة HDL-C، تؤدي أيضًا لزيادة مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية.
عندما يتعلق الأمر بتخفيض عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب، تبقى نفس النصيحة القديمة هي الأساس: ممارسة الرياضة وتناول الطعام المناسب صحيا.
نظام غذائي سليم
من جهته، قال فريمان إنه على الرغم من أن المرضى هم الأساس في الالتزام بأسلوب حياة ينقذهم من الأخطار بممارسة الرياضة وعدم تناول ما يضرهم، إلا أنه يجب أيضا على الأطباء إرشاد مرضاهم بشكل صحيح لما يجب الالتزام به والمحافظة على جودة صحتهم في مختلف مراحل العمر.
ونصح فريمان أطباء أمراض القلب، بالحرص على تدريب مناسب في مجال التوعية بالتغذية الصحية المناسبة، مستشهدا بنتائج دراسة علمية شارك في إجرائها العام الماضي، وكشفت عن أن 90% من أطباء القلب، الذين تم استطلاع آرائهم في إطار الدراسة، لم يتلقوا تدريبا كافيا في مجال التغذية الصحية.