قرار سعودي بمنع الطلاب السوريين واليمنيين من الدراسة في المدارس السعودية الحكومية
من محمد رشاد عُبيد: أصدرت وزارة التعليم السعودية وثيقة رسميّة عن الإدارة العامة لمديرية التعليم في محافظة جدة، حصلت «القدس العربي» على نسخة منها، وجهت الإدارة من خلالها «مديرات المدارس» بعدم قبول الطالبات «السوريات واليمنيات القادمات مع أولياء أمورهنّ بهوية زائر، أو تأشيرات حكومية، وإجبارهن على التعليم على نفقة أولياء أمورهنّ الخاصة، في المدارس الخاصة والأجنبية العالمية»، شريطة أن تكون تلك الهويات سارية المفعول وغير منتهية الصلاحية .
وأثارت قضية رفض تسجيل طالبتين يمنيتين، وهما «جنى ـ ثالث أساسي ، وجواهر ـ رابع من المستوى ذاته» ، في إحدى المدراس السعودية العامة في مدينة جدة الساحلية، موجه غضبٍ وسخطٍ عارمة من قبل الآف اليمنيين والعرب، الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، وذلك بعدما نشر سائق سيارة أجرة يمني يدعى هشام الأهدل، صورة لطفلتيه وهو عائد بهما من المدرسة بعد تنفيذها قرار حظر الدراسة عليهما، في حسابه على فيسبوك في أول ايّام الدراسة الأسبوع الماضي، كاتبا بجانبها منشورا بعنوان «كسرتني دموع بناتي»، فيما تظهر في الصورة ابنته جنى وهي غارقه في دموعها ، بعد ان حرمت من الدراسة في أول أيامها في جدة، وهي في سيارة والدها مرتدية هي وشقيقتها الزِّي المدرسي السعودي.
وما هي إلا ساعات حتى تحولت قضية جنى وجواهر إلى قضية رأي عام يتداولها النشطاء اليمنيون والعرب على مواقع التواصل الاجتماعي تويتر وفيسبوك، وشارك آلاف النشطاء في هاشتاغ تحت عنوان #استثناء- اليمنيين – في المدارس – السعودية .
وغردت فتاة وناشطة يمنية تدعى سارة العريقي على تويتر بالقول « أقل أمر استثنوا أطفال اليمن في المدارس، تعرفون معنى أن يتم إخراج طفل من المدرسة؟ أن يشعر أن لا حق له في العلم، لمن نتوسل؟ لمن نرفع أصواتنا؟….حسبنا الله ونعم الوكيل».
فيما غرد آخر بالقول «إن السعودية تقصف اليمن بالصواريخ بينما تحرم أطفاله في أراضيها من التعليم، وتخالف بذلك اتفاقية الطائف عام 2001 التي تنص على مساواة اليمنيين بنظرائهم السعوديين».
وأحدثت القصة ضجة إعلامية واسعة تناقلتها وسائل أعلام عربية ومواقع صحافية إلكترونية مختلفة، مما اضطر الحكومة السعودية ووزارة التعليم للتراجع عن التعميم ذاته بعد يومين فقط من بداية الدراسة وسريان التوجيه الحكومي، وتعديل التعميم على الطلاب المستجدين فقط، أي من يلتحقون بعامهم الأول في المدرسة.
وعلق والد الطفلتين السائق هشام الأهدل، الذي يتحدر من محافظة الحديدة اليمنية، على تراجع وزارة التعليم السعودية عن قرار التعميم ذاته، واقتصاره على الطلاب الجدد، أنه يشعر بالرضى النسبي بعد عودة ابنتيه للدراسة، إلا أن التعميم ذاته ما زال يحرم ابنه محمدا البالغ من العمر 7 أعوام من الالتحاق بالصف الأول في المدرسة، بسبب حمله لهوية زائر منتهية الصلاحية منذ ما يزيد عن عام، ولظروف والده المالية لم يتمكن من تسجيله في المدارس الخاصة الباهظة التكاليف في بلد مثل السعودية.
وتضيق السلطات السعودية على اليمنيين، وتفرض قيودا صارمة على تجديد هوية زائر، التي منحتها لقرابة 500 ألف يمني في العام الماضي، مما دفع الآف اليمنيين، أي ما نسبته 5.07 من سكان السعودية لمغادرة أراضي المملكة بعد الرسوم الإضافية المنهكة التي اقرتها.