شاهد توأما عمانيا فصل بالسعودية..هذه قصتهما بعد 11 عاما
بعد مضي 11 سنة على فصل التوأم السيامي العماني “صفا ومروة”، قام والدهما “محمد ناصر حمد الجرداني” بنشر صورهما عبر حسابه في “تويتر”، حيث لاقت رواجاً واسعاً بين رواد التواصل الاجتماعي، وسط دعوات للملك عبدالله، الذي أمر حينها بإنقاذ حياة الطفلتين الملتصقين من الرأس.
ووسط شعور من الفرح والسعادة، التي تمازجت بالرضا والامتنان، قدم الجرداني شكره وتقديره للحكومة السعودية، على تكفلها بإجراء عملية فصل ابنتيه، وكتب خلال تغريدته: “هنا ملك الإنسانية هنا المملكة العربية السعودية”، مؤكداً على ما لقيه من رعاية واهتمام كبيرين في مدينة الملك عبد العزيز الطبية، ومن كافة أعضاء الفريق الطبي المتميز.
بداية القصة
وعن بداية قصة العملية، قال الجرداني: “قبل 11 عاما، رزقه الله بثلاثة توائم، وهم بنتان ملتصقتان في الرأس، مع طفل سليم وطبيعي اسمه “يحيى”، وكانت حالة نادرة، وتم البحث عن علاج ولم نجد أي مكان للعلاج، وبعد استشارة صديق سعودي، والذي زودنا بعنوان مستشفى الحرس الوطني في “مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني”، تم إرسال إيميل للدكتور عبد الله الربيعة، وقام حينها بالرد، وعرض الموضوع على الملك عبد الله بن عبد العزيز لدراسة إمكانية عمل العملية، والذي وجه باستضافتنا في المملكة وعلى نفقته، وتم الترتيب للسفر من عمان للرياض، وعمل الفحوصات اللازمة، التي كشفت أن عظمة الرأس تسمح بالفصل، مما أشعرنا بالاطمئنان ولله الحمد”.
وتابع الجرداني سرد القصة: “حينها كان عمر التوأم 4 أشهر، وقام الفريق الطبي بعمل خطة علاج لتوسعة جلد الرأس لتغطية منطقة الفصل، والتي استغرقت 9 أشهر للاهتمام بالجلد ولتجهيز العملية التي أجريت بعد 8 أشهر، وتم إجراء عملية الفصل والتي بدأت 7 صباحاً واستمرت 18 ساعة، وتكللت العملية بالنجاح، وحينها وصلتنا تهنئة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله رحمه الله، والفريق الطبي والدكتور عبد الله الربيعة، وبعد إقامة عام كامل في الرياض في ضيافة الملك – رحمه الله – عدنا لسلطنة عمان، تحت الرعاية الطبية إلى أن استقر الأمر وإجراء فحوصات كاملة.
وعن الحالة الصحية للتوأم قال: “إنهما بلغا من العمر 12 عاماً، وتدرسان في الصف السابع، وفي حالة صحية جيدة”.
مملكة الإنسانية
وأضاف: “قمت بنشر التغريدة التي انتشرت بسرعة كبيرة، بهدف الدعاء للملك عبد الله، رحمه الله، والاعتراف بالجميل والفضل، وكانت هناك دعوات وتعليقات طيبة، وأهم ما حققته أني جمعت ملايين الدعوات للملك عبد الله الذي كان يوصينا قائلا: “لا تنسوني من دعائكم”، وهذا واجب علينا تجاه ملك الإنسانية، رحمه الله.
وكما أكرمني خادم الحرمين بإجراء عملية قلب مفتوح لي، بعد عملية التوأم، وبعد الاطمئنان على صحة بناتي، وهذا كرم كبير منه – رحمه الله وأسكنه فسيح جناته – كما نشكر الملك سلمان وولي عهده الأمين، لاستكمال مسيرة الملك عبد الله في إجراء مثل هذه العمليات لكل من يحتاج هذه المهارة الطبية السعودية، لإجراء مثل هذه العمليات التي عرفت بأنها منجز طبي عالمي، وريادة السعودية في هذا التطور الطبي، والذي يحسب لها عالميا”.
وكان وقتها، المدير التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني ورئيس الفريق الطبي والجراحي المعالج للتوأم السيامي العماني “صفاء ومروة” الدكتور عبد الله الربيعة، قد أعلن قبل 11 عاما عن نجاح عملية فصل التوأم العماني، بعد جهد طبي استمر لمدة 18 ساعة، ومر بـ7 مراحل، قبل أن يتم الفصل، موضحاً أن حالة التوأم مستقرة وبدأت بالحركة الطبيعية بعد العملية بساعات، مما جعل الفريق الطبي يرفع أجهزته إلا أجهزة المساعدة، مشيراً إلى أنهم لم يواجهوا مشاكل غير متوقعة في العملية، وسارت بشكل ميسر، نافياً وجود أي نزيف أو التهابات أثناء العملية.