صورة لطفلتين يمنيتين مُنعتا من مواصلة الدراسة في السعودية تثير السخط
تفاعل روّاد الشبكات الاجتماعية مع صورة تظهر فيها طفلتان يمنيتان والدموع والحزن يظهران على وجهيهما، بعد أن رفضت مَدرسة سعودية السماح لهما بدخول الفصل الدراسي لمواصلة التعليم الذي بدأتاه قبل عامين في الصرح العلمي نفسه. وتواصل موقع «عربي بوست» مع مصدر مقرب من والد الطفلتين، الذي شرح ما وقع مع الطفلتين اللتين انتشرت صورتهما بينما كانتا عائدتين بسيارة والديهما بزي مدرسي وردي ووجوه حزينة. ويقول المصدر إن هشام الأهدل، والد الطفلتين، مقيم في السعودية بشكل رسمي منذ 12 عاماً ويعمل سائقاً خاصاً، وإن ابنتيه تدرسان في جدة منذ عامين بمدرسة حكومية ولا يساعده دخله في تعليمهما بمَدرسة خاصة. وقال إن سبب رفض المدرسة دخولهما لأنهما يحملان «هوية زائر» منتهية ترفض الحكومة تجديدها. وأضاف أن ابنته الكبرى «رجاء» تدرس في الصف الرابع والصغرى «جنى» بالصف الثالث، في حين أن لديه طفلاً لا يدرس، ويُفترض أن يكون بالصف الثاني، لكنه في المنزل بسبب التعقيدات. ورفض ذكر اسم المَدرسة، فالوضع في اليمن صعب جداً بسبب الحروب وغلاء الأسعار والارتفاع المهول في الدولار، في إشارة منه إلى إمكانية تسبب نشر أي مادة صحافية حول الموضوع في ترحيله من البلد. وقال المصدر إن طفلتَي هشام لسن الوحيدتين، وإن الكثير والكثير من أطفال اليمنيين الذين يحملون إقامة زائر تم منعهم من دخول المدارس.
وفي منتصف مارس/آذار 2015، أعلنت السعودية انطلاق «عاصفة الحزم» ضد الحوثيين المدعومين من إيران الذين سيطروا على الدولة والعاصمة صنعاء بقوة السلاح. واشتدت الحرب التي شنها التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات ضد الحوثيين، وكذلك الحرب الداخلية التي يخوضها الحوثيون ضد الرافضين لهم في الداخل؛ ما دفع ملايين اليمنيين للنزوح إلى المناطق الآمنة أو لدول أخرى. ووفّرت الرياض طريقة لدخول اليمنيين إلى أراضيها وفق أوراق سمّتها «هوية زائر»، لكنها ترفض تجديدها الآن، ما سبَّب معاناة لآلاف اليمنيين.
ويقيم الرئيس اليمني منذ بداية الحرب في السعودية، إلا أنه يزور بلاده بين الفينة والأخرى وكذلك وزراء حكومته.
ولم تتمكن الحكومة اليمنية من فرض الأمن في المناطق التي تحررت من الحوثيين، ولا يمر أسبوع في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن إلا وتشهد المدينة حوادث اغتيالات وتقطعات تُتَّهم فيها الإمارات أو القيادات العسكرية والأمنية المحسوبة عليها. وفي المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون يعيش الناس تحت رقابة أمنية شديدة. ومن ينتقد الحوثيين سيواجه السجن وربما التعذيب والقتل. ولا زال عشرات الصحفيين والناشطين والعاملين في المجال السياسي معتقلين في سجونهم منذ سنوات.