كشف جديد يوسع آفاق البحث عن علاج مرض ألزهايمر
يسعى العلماء جاهدين للوصول لعلاج لمرض ألزهايمر، الذي يصل بالمصاب فيه بمراحله المتأخرة إلى حد فقدان الذاكرة تماما.
وفي هذا الإطار، اكتشف العلماء أنفاقا خفية تربط الجمجمة البشرية بالدماغ، ما يؤدي إلى بث روح الأمل في أن هذا الكشف يمكن أن يساعد في أبحاث السكتة الدماغية والزهايمر، وذلك بحسب ما نشرت صحيفة “ديلي تلغراف”.
وقال الخبر الذي ترجمته “عربي21″، إن الباحثين يعتقدون بأن “الأنفاق” توفر قناة سريعة للخلايا المناعية، لتصل إلى الدماغ من نخاع العظام في الجمجمة.
وذكر الخبر أنه في السابق كان يعتقد أن الخلايا المناعية التي تشكلت في النخاع العظمي للأطراف كانت تنقل إلى الدماغ بواسطة الدم.
لكن الدراسة تشير إلى أن الجسد لديه طريقة أسرع للشفاء، ما قد يفتح الباب لفهم أفضل للأمراض العصبية التنكسية مثل ألزهايمر.
وقالت الدكتورة “فرانسيسكا بوسيتي”، مديرة البرامج في المعهد الوطني للأمراض العصبية والسكتة الدماغية في بريطانيا: “كنا نظن دائمًا أن الخلايا المناعية من ذراعينا وساقينا قد انتقلت عبر الدم إلى أنسجة الدماغ التالفة”.
وتابعت: “إلا أن نتائج هذه الدراسة تشير إلى أن الخلايا المناعية قد تأخذ بدلا من ذلك طريقا مختصرا للوصول بسرعة إلى مناطق الالتهاب”.
وأوضحت أن “الالتهاب يلعب دورا حاسما في العديد من الاضطرابات الدماغية، ومن الممكن أن تكون ألأنفاق المكتشفة حديثًا مهمة في عدد من الحالات، وأن اكتشافها هذا يفتح العديد من طرق البحث الجديدة حول عدد من الأمراض أهمها ألزهايمر”.
ولفتت الصحيفة إلى أنه تم التوصل لهذا الاكتشاف بعد حقن الصبغة الملونة في نخاع الفئران المصابة بإصابات في الدماغ، ومشاهدة كيفية وصول الخلايا المناعية إلى الإصابة.
ووجد الباحثون أن الخلايا المناعية ظهرت لأول مرة بأنها قادمة من الجمجمة.
من جهته، قال “ماتياس ناهريندورف” أستاذ الأشعة في كلية طب هارفارد: “بدأنا فحص الجمجمة بعناية فائقة، وكنا ننظر إليها من جميع الزوايا، محاولين معرفة كيفية وصول الخلايا المناعية إلى الدماغ”.
وتابع: “ولكننا بشكل غير متوقع، اكتشفنا أنفاقا صغيرة تربط النخاع مباشرة مع البطانة الخارجية للدماغ”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الفريق نظر في فحوصات جمجمة بشرية لأشخاص خضعوا لجراحة في الدماغ، ووجدوا أن الأنفاق ذاتها موجودة لديهم أيضا، وكانت الأنفاق في الجمجمة البشرية أكبر بخمسة أضعاف بالمقارنة مع تلك الموجودة في الفئران.
وأضاف “نهريندورف”: “الآن نريد أن نتحقق من أهمية هذه القنوات -التي لاحظناها أيضًا في أقسام الجمجمة التي تم إزالتها من المرضى- لأمراض الجهاز العصبي المركزي الالتهابي، بما في ذلك السكتة الدماغية الحادة، وارتفاع ضغط الدم، وحتى الحالات المزمنة مثل مرض ألزهايمر”.
وخلص بالقول: “بما أن العديد من اضطرابات الدماغ لها مكونات مثيرة للالتهاب، سيكون من الرائع معرفة كيفية مساهمة الأنفاق في تلك الأمراض”.
وختم “نهريندورف” حديثه بالقول: “هناك فكرة أخرى، وهي أن الأنفاق يمكن أن تكون بمثابة طريق لتوصيل الدواء، ما يسمح بنقل المسكنات إلى نخاع الجمجمة”.