أزمة صلاح والمحامي واتحاد الكرة المصري.. من المذنب الحقيقي؟
في ظل الأزمة المشتعلة بين نجم ليفربول الإنجليزي محمد صلاح والاتحاد المصري لكرة القدم، يمتلك اللاعب بشعبيته الجارفة في مصر مساحة كبيرة من تعاطف الجماهير، لكن هذا لم يمنع البعض من توجيه لوم “خفيف” لصلاح، وانتقادات “ثقيلة” لمحاميه ووكيل أعماله رامي عباس، وصلت إلى اتهامه بسكب الزيت على النار.
فخلال اليومين الماضيين، أعاد صلاح إحياء الأخطاء التي ارتكبها الاتحاد المصري لكرة القدم، قبل وأثناء مشاركة منتخب مصر في كأس العالم 2018 في روسيا، التي كانت الأولى منذ عام 1990 والثالثة في تاريخ “الفراعنة”، مما فجر موجة من التكذيب المتبادل والاتهامات بين أطراف الأزمة.
وبدأ التصعيد الأخير بتغريدة لصلاح يقول فيها إن الاتحاد “يتجاهل رسائله”، وهو الأمر الذي نفاه الاتحاد لاحقا قائلا إنه لم يتلقّ أي اتصالات أو رسائل من أي من لاعبي المنتخب المصري.
وتعود الأزمة إلى عدة أشهر، وتحديدا عندما قرر الاتحاد إلصاق صورة صلاح على الطائرة التي ستقل المنتخب إلى روسيا بجوار شعار شركة الاتصالات الراعية للفريق، بما يتعارض مع عقد رعاية بين اللاعب وشركة اتصالات أخرى، مما وضع هداف الدوري الإنجليزي وأفضل لاعبيه الموسم الماضي، وسط عاصفة “إعلانية” لا يد له فيها، وعرضه لغرامات مادية كبيرة.
وامتدت “خطايا” الاتحاد المصري لكرة إلى فترة مشاركة المنتخب في كأس العالم، حيث ظهر لاعبون، ومنهم صلاح، في صور تذكارية داخل غرفهم في الفندق مع بعض الجماهير، وفي هذا الصدد قال صلاح مؤخرا إنه في إحدى ليالي المونديال اضطر للنوم الساعة السادسة صباحا، مما سبب له عبئا بدنيا كبيرا، فضلا عن إخراجه وزملائه من حالة التركيز المطلوبة قبل المشاركة في مباريات تاريخية لكرة القدم المصرية.
كما توالت أخطاء الاتحاد مع مزاعم بشأن اختيار مدينة غروزني الشيشانية مقرا لإقامة بعثة المنتخب، رغم بعدها عن أماكن إقامة المباريات، ثم ما تلى ذلك بشأن ترتيب لقاءات بين صلاح والرئيس الشيشاني رمضان قديروف الذي منح لاعب ليفربول صفة “المواطن الفخري”، مما وضع صلاح في شبهة “استغلاله سياسيا” لتلميع صورة زعيم متهم بارتكاب انتهاكات حقوقية في الشيشان.
ولعل تراكم غلطات الاتحاد انعكست على أداء صلاح خلال لقاء منتخب مصر الأخير في المجموعة الأولى أمام السعودية، فرغم تسجيله هدفا لم يُبد صلاح الحماس المنتظر في مباراة مونديالية، حتى وإن كانت تحصيلا حاصلا.
لكن على الجانب الآخر، كشفت وسائل إعلام مصرية عن رسائل رامي عباس محامي صلاح للاتحاد المصري لكرة القدم، متهمة إياه باستخدام لهجة عدائية وصلت إلى حد “التهديد”، بما يسيء للمحامي وللاعب في آن معا.
فقد وصفت صحف مصرية مراسلات عباس، الكولومبي من أصل لبناني، إلى الاتحاد بـ”المتجاوزة” في لهجتها، فضلا عن محتواها من شروط اعتبرها اتحاد الكرة “مجحفة وتمييزية”، وطلبه تنفيذ هذه الشروط “أو استقالة الاتحاد”، في مطلب غير مألوف من لاعب أو محاميه تجاه اتحاد كرة وطني.
والعلاقة بين اتحاد الكرة المصري برئاسة هاني أبوريدة من جهة، وعباس من جهة أخرى، متدهورة منذ أشهر، على خلفية “أسلوب” وكيل اللاعبين الذي كان وراء انتقال صلاح من روما الإيطالي إلى ليفربول الإنجليزي في صيف عام 2017، في صفقة تعتبر الأهم في مسيرة صلاح أو من سواه من اللاعبين المصريين الذي خاضوا تجارب احتراف خارجية.
وكان أبوريدة نفسه وأعضاء آخرون من الاتحاد، طالبوا صلاح بمعاتبة محاميه بسبب لهجته الحادة مع الكيان المسؤول عن كرة القدم في مصر، إلا أن اللاعب تنصل من الأمر وطلب إبقاءه بعيدا عن المشاكل والأزمات.
كما أخذ البعض على صلاح إقدامه على إثارة الأزمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بتغريدته على “تويتر” والفيديو الذي ظهر خلاله يدافع عن نفسه وزملائه في منتخب مصر ضد أخطاء الاتحاد بعد نحو شهرين من انتهاء مشاركة “الفراعنة” في المونديال، لكن أنصار اللاعب يقولون إنه لجأ لهذا الأسلوب بعد أن استنفذ كل الطرق الرسمية والشرعية دون جدوى.
وذهب البعض أيضا إلى أن صلاح كان بإمكانه النأي بنفسه عن أزمة قديروف، برفض الدعوة التي وجهت له للحصول على المواطنة الشرفية، أو على أسوأ تقدير استشارة المقربين منه قبل قبولها، وعلى رأسهم وكيله عباس.