طوارئ في تونس والمغرب بعد اتساع وباء الكوليرا بالجزائر
رفعت كل من تونس والمغرب من حالة التأهب القصوى، واتخذت الاحتياطات الوقائية اللازمة، تحسباً لانتقال وباء الكوليرا المعدي إلى أراضيهما، وذلك بعد تسجيل وفيات وإصابات في الجارة الجزائر.
واتسع نطاق وباء الكوليرا القاتل في الجزائر، السبت، بعد أن تم تسجيل حالة وفاة ثانية وإصابة 139 شخصا في 4 ولايات قريبة من الجزائر العاصمة، حسب أرقام وزارة الصحة، وسط مخاوف من عدم قدرة السلطات على حصر هذا الوباء ومن إمكانية انتقاله إلى دول الجوار.
ودفع هذا الوضع تونس التي يدخلها يوميا آلاف الجزائريين خاصة من المعابر الحدودية البرية، إلى البدء في اتخاذ إجراءات وتدابير وقائية، حيث حذّرت السلطات المواطنين من إمكانية انتقال وباء الكوليرا إلى تونس، عن طريق المياه والأغذية والمحيط، مشددة على اتباع إجراءات السلامة والنظافة والحماية.
وفي هذا السيّاق، أعلنت وزارة الصحة في بيان أنه “اعتبارا للمعطيات الوبائية الحديثة المتمثلة في ظهور حالات من الكوليرا ببعض المناطق بالجزائر خلال الفترة الأخيرة، وفي نطاق الوقاية من المخاطر الصحيّة المرتبطة بتدهور عوامل المحيط، بدأت مصالحها المختصة تكثيف أنشطتها الوقائية، خاصة تلك المتعلّقة بالمراقبة الصحيّة لمياه الشرب والأغذية والمياه المستعملة والمحيط عامة، بغرض الوقوف على مدى توفر السلامة الصحيّة”.
ودعت الوزارة كافة المواطنين إلى ضرورة الامتناع عن شرب المياه من مصادر غير مأمونة، وضرورة استعمال أوعية صحية ونظيفة لحفظ المياه وتطهيرها بماء “جافيل” في صورة التزود من نقاط مياه خاصة، وتطهير الخضر والأواني بمادة “جافيل” واعتماد السلوكيات السليمة خاصة في ما يتعلّق بتداول المياه والأغذية بالمنزل، وغسل الأيدي بالماء والصابون وتصريف الفضلات والمياه المستعملة المنزلية بطريقة صحية.
وكانت وزارة الصحة الجزائرية، كشفت عن أن مصدر وباء الكوليرا الذي ضرب البلاد، هو منبع مائي بري تأتي مياهه من الجبال، يقع في بلدة أحمر العين بولاية تيبازة، ويتزود منه السكان العابرين للمكان، قرب العاصمة الجزائرية.
وفي الإطار ذاته، واستجابة لنداء المواطنين، بدأت وزارة الصحة المغربية، السبت، في توجيه مذكرات إلى كافة المستشفيات العمومية تطالبهم فيها بالرفع من حالة الترقب واليقظة تحسبا لتسجيل أي حالات لوباء الكوليرا الخطيرة الذي بدأ في الانتشار بالجارة الجزائر.