هل تأثرت السياحة في قطر بالحصار؟
في خطوة تظهر عدم تأثر قطاع السياحة في قطر بالحصار المفروض عليها أظهرت بيانات رسمية ارتفاع عدد السياح الأجانب الذين زاروا البلاد خلال يونيو/حزيران الماضي بنسبة 24.7% مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي الذي شهد بداية الأزمة الخليجية.
وجاء في بيانات وزارة التخطيط والإحصاء القطرية أن عدد الزوار “السياحة الأجنبية” سجل نحو 116 ألفا و38 زائرا في يونيو/حزيران الماضي، وكان عدد زوار قطر سجل 93 ألفا في الشهر نفسه عام 2017.
الزيادة في عدد السياح تأتي في إطار خطط دولة قطر التي ترمي إلى الوصول لجذب 5.6 ملايين زائر إليها سنويا بحلول 2023 وذلك بهدف زيادة المساهمة المباشرة للسياحة في الناتج المحلي الإجمالي لقطر من 5.4 مليارات دولار في 2016، إلى 11.3 مليار دولار بحلول 2023.
وقالت مديرة إدارة الاتصال والتسويق بالهيئة العامة للسياحة بقطر السيدة جواهر الخزاعي إن الدولة وضعت تطوير قطاع السياحة ضمن القطاعات ذات الأولوية ضمن سعيها لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة التي تستهدفها رؤية قطر الوطنية 2030، وأضافت أن الدولة اتخذت عدة خطوات لتطوير قطاع السياحة، من أهمها إطلاق الاستراتيجية الوطنية لقطاع السياحة في عام 2014.
تطوير القطاع
وأشارت الخزاعي، في حديث للجزيرة نت، إلى الخطوات التي اتخذتها الدولة في الفترة الماضية من أجل دعم قطاع السياحة، مثل تعاون كافة مؤسسات الدولة في تعزيز جهود الهيئة التطويرية، كإعفاء مواطني أكثر من 80 دولة من تأشيرة الدخول المسبقة، وتطوير آلية دخول خاصة للزوار على متن البواخر السياحية البحرية، وكذلك مشروعات لتطوير ميناء الدوحة وتوسعته ليصبح مرفأ دائما للبواخر السياحية، وتطوير تجارب سياحية جديدة.
وأضافت أن الهيئة العامة للسياحة تركز في المرحلة الحالية على تعزيز تجربة السائح وتنويع المنتجات والعروض السياحية، كما تستهدف تنويع الأسواق المصدرة للسياحة والتوجه لجذب اهتمام السياح حول العالم لزيارة قطر عبر زيادة عدد المكاتب التمثيلية المنتشرة في أهم الأسواق المصدرة للسياح، والتي وصلت حاليا إلى 11 مكتبا تمثيليا حول العالم، بالإضافة إلى إطلاق حملات دعاية وترويج عالمية.
قطر ترحب بالعالم
وأوضحت أن الهيئة العامة للسياحة أطلقت العام الماضي حملة “قطر ترحب بالعالم” وكان لها صدى عالمي كبير، لافتة إلى أن الهيئة تعكف حاليا على الإعداد لحملة جديدة ستنطلق قبل نهاية 2018 تستهدف الترويج للسياحة في البلاد.
وخلصت الخزاعي إلى أنه رغم الظروف الاستثنائية التي مر بها قطاع السياحة منذ الحصار المفروض على الدولة فإن الهيئة العامة للسياحة القطرية نجحت في تحقيق معدلات نمو هامة على مستوى الزوار القادمين من أسواق غير خليجية، مما انعكس إيجابيا على معدلات الإنفاق السياحي والإشغال الفندقي، بالإضافة إلى تشجيع المستثمرين المحليين على تطوير منتجات جديدة تناسب اهتمامات الزوار من تلك الأسواق.
قطر شاركت في بورصة برلين بجناح لهيئة السياحة والخطوط القطرية وذلك ضمن الجهود الرامية لتعزيز السياحة بالبلاد (الجزيرة)
أما الخبير الاقتصادي القطري عبد الله الخاطر فأكد أن قطر قادرة على الوصول إلى الرقم المستهدف، سواء من حيث عدد السياح أو مساهمة قطاع السياحة في الدخل المحلي الاجمالي، مشددا على أن النظرة المتفائلة في قطاع السياحة يدعمها التطور الملحوظ الذي تشهده الدولة في كافة المجالات.
واستدل الخاطر في حديث للجزيرة نت على أن وصول عدد زوار قطر إلى 5.6 ملايين زائر في 2023 تدعمه عدة عناصر؛ أهمها استضافة دولة قطر لكأس العالم 2022 وما سيحققه من دعاية سياحية لدولة قطر على مستوى العالم، بالإضافة إلى أن السياحة القطرية ستكون أمام استحقاق استضافة أكثر من مليون شخص خلال فترة كأس العالم.
وأوضح الخاطر أن مفهوم السياحة التقليدية تغير عما كان في الماضي، فحاليا يرغب السائح في زيارة المناطق الجديدة والمدن التي تتمتع ببنية تحتية وتكنولوجية عالية، بالإضافة إلى سياحة التسوق وسياحة الترفيه، وهو ما تسعى مؤسسات دولة قطر حاليا لتدعيمه.
وعدد الخاطر النجاحات التي حققتها قطر في مجال الجذب السياحي، كوصول الخطوط الجوية القطرية إلى مصاف أهم خطوط الطيران العالمية، والمرتبة التي وصلها إليها مطار حمد الدولي والميناء الجديد في الدوحة، بالإضافة إلى استحداث قوانين إلغاء التأشيرات لعدد من الدول، واحتضان قطر للعديد من الأنشطة الرياضية العالمية وسياحة المؤتمرات.