اليوم.. العالم يحتفل باليوم العالمي لـ «أحمر الشفاه»!
يحتفل العالم اليوم 29 يوليو، والنساء خصوصا، باليوم العالميّ لأحمر الشفاه، والذي يُسمّى بـ«الحُمرة»، وهو مادة تجميليّة تحتوي على صباغ وزيوت وشموع وغير ذلك.
ومع زيادة اهتمام حواء بأحمر الشفاه كوسيلة لإبراز جمالها وجاذبيتها، ظهرت عدة دعوات لتحديد يوم عالمى للروج، واستطاعت خبيرة التجميل العراقية هدى قطان إقناع المؤسسات الدولية باختيار يوم 29 يوليو من كل عام يوما عالميا للروج، وفقا للقائمة الرسمية للأيام العالمية، مما دعا بيوت الموضة إلى الاحتفال به بابتكار ألوان جديدة ومبتكرة لأحمر الشفاه لعام 2018.
يعود تاريخ اختراع واستخدام أحمر الشفاه إلى بلاد ما بين النهرين والتي تعرف باسم العراق اليوم منذ نحو 5000 عام حيث كانت النساء تطحن نوعاً من الأحجار الكريمة وتضعها على شفاهها وأحيانا حول العين لغرض التجميل. كما أن هذه العادة وجدت أيضاً لدى حضارة وادي السند في باكستان اليوم. كما أن المصريين القدماء قد خترعوا نوعا من أحمر الشفاه ذو اللون الأحمر المائل للبنفسجي وقد صنعوه من أعشاب البحر واليود والبرومين والذي كان نوعاً ساماً من احمر الشفاه ويؤدي لمضاعفات خطيرة على الجسم. في حين ان كليوبترا قد استخدمت احمر شفاه مصنوع من نوع من الخنافس يعطي صبغة حمراء داكنة بإضافة نمل ومادة مستخرجة من صدف إحدى الحيوانات البحرية.
حوالي العام 1000 ميلادية قام العالم العربي الأندلسي أبو القاسم الزهراوي باختراع أول أحمر شفاه صلب وقد وصفه في كتابه التصريف لمن عجز عن التأليف. خلال القرن السادس عشر ميلادي انتشر استخدام أحمر الشفاه في انجلترا خلال فترة حكم إليزابيث الأولى حيث كان أحمر الشفاه يصنع من شمع النحل وصباغ نباتي أحمر.
خلال الحرب العالمية الثانية بدأ انتشار استخدام أحمر الشفاه كمادة للتجميل لدى النساء بنتيجة التأثر بالأفلام السينمائية. عادة لا تقوم الفتاة بوضع احمر الشفاه حتى وصولها لسن معين كإشارة إلى بلوغها سن الرشد. ويكاد يقتصر استخدام احمر الشفاه على النساء حيث ان غير دارج الاستخدام لدى الرجال. رغم هذا يوجد نوع خاص من احمر الشفاه يستخدم للرجال خلال بعض العروض المسرحية على سبيل المثال.
وبالعودة لبداية استخدام أحمر الشفاه فى سبعينات القرن التاسع عشر، واجه هذا الاختراع العديد من العوائق حتى يحصل على هذه الشهرة الواسعة، ففى عام 1770 ظهر “الروج” فى فرنسا، فهو اختراع فرنسى الأصل، واجتمع البرلمان الأوروبى وقتها لمنع هذا النبت الشيطانى، باعتباره وسيلة دنيئة لإجبار الرجال على الزواج، وتم التعامل معه وقتها مثلما تعامل هذا المجتمع مع السحر، وأشاعوا أن أحمر الشفاه هو اختراع يحتوى على مكونات سامة تؤدى للموت.
فى عام 1884، ظهر أول قلم روج حقيقي فى فرنسا، وكان مصنوع من الزيت والشمع ومكسبات الألوان، وواجه عاصفة من الرفض من قبل المجتمعات الغربية، واعتبره علية القوم وقتها “عار”، وعلامة على سوء خلق من تستخدمه.
فى مطلع القرن العشرين، قامت “سارة بارنر” الممثلة المسرحية المعروفة آنذاك، بوضع أحمر الشفاه علناً، وصل الخبر للملكة “فيكتوريا” التى اعتربته أمراً مخزياً، وتدهور أخلاقى يجب التصدى له.
بعدها بسنوات لا بأس بها، رأى “وينستون تشرشل” رئيس وزراء المملكة المتحدة فى أربعينيات القرن الماضى، أن “الروج” وسيلة جيدة لرفع معنويات الرجال بعد الحرب العالمية الثانية، وكان الاختراع قد بلغ من الشهرة ما جعله مستخدماً بالنسبة للممثلات والمسارح منذ ثلاثينيات القرن الماضى، وبدأت صناعته فى التطور، وبعد أن بدأ الروج باللون الأسود فى القرن التاسع عشر، اعتلى اللون الأحمر الصارخ شفاه السيدات طوال عقود طويلة، ثم بدأت ألوان أخرى فى الظهور، حتى وصل الروج لكل الدرجات، وتحول إلي صناعة ضخمة قامت عليها شركات عملاقة تعرف اليوم بشركات التجميل الكبرى.