طبيبان مصريان في بريطانيا يحتجزان امرأة ويعرضان بيع كليتها
في حادثة نادراً ما نسمع عنها في بريطانيا، كشفت صحيفة “ذا تايمز” يوم الثلاثاء أنّ طبيبين مصريين مقيمين في شمال العاصمة البريطانية، وهما زوج وزوجة، حجزا مربية أطفالهما في غرفة نوم مدة يومين من دون طعام، ثم طلبا منها بيع كليتها، بحسب شهادة الأخيرة أمام محكمة العمل قبل يومين.
وذكرت أسماء حمدان (37 عاماً) التي مثلت أمام محكمة العمل في مقاطعة واتفورد أنها عوملت كخادمة من قبل صفاء إسماعيل، طبيبة الأمراض النسائية، وزوجها حسين المغربي، وهو استشاري في جراحة الأعصاب. وتشير إلى أن الزوجين جلباها إلى بريطانيا في عام 2011 قادمين من وطنهما مصر، ثم صادرا جواز سفرها وهددا ببيعها.
وأوضحت للمحكمة أن الطبيبين المقيمين في موسويل هيل شمال لندن، دفعا لها 400 جنيه إسترليني على مدى خمسة أشهر. في حين تشير إلى أنها وُعدت بتلقي 200 جنيه إسترليني في الشهر، مع إقامة في منزل الزوجين المكون من ثلاثة طوابق.
وأشارت إلى أن الطبيبين أوقفا راتبها بعد شهرين، وأنّ حمدان التي تعمل على إعالة أسرتها في مصر المكونة من 12 فرداً، أجبرت على تسليمهما بطاقتها المصرفية.
وزعمت حمدان، التي فرّت بعد خمسة أشهر من منزل مخدوميها، أنها عندما اشتكت في أغسطس/آب 2017 من ظروف عملها، غضبت الزوجة وصاحت في وجهها. ودفعتها إلى الطابق العلوي قبل أن تقفل عليها في غرفة النوم، وهدّدتها أنّها لن تخرج من الغرفة إلا بعد أن تعتذر لها، على حد قولها.
وروت حمدان: “بقيت في غرفتي مدة يومين ولم يحضر أحد لي أي طعام أو ماء، كنت خائفة للغاية من مغادرة الغرفة لأنني كنت أخشى من الدكتورة صفاء. لكني استطعت شرب الماء من الحنفية في الحمام”.
وزعمت حمدان، أن الزوجة كانت المسؤولة عن معاملتها السيئة، كما أخبرتها أنها باعت الفتيات اللواتي عملن لديها ولم يعجبهنّ الأمر.
وقالت حمدان إن الزوجة سألتها إذا كانت ترغب في بيع كليتها، وقالت: “أخبرتني الدكتورة صفاء أنها كانت تتحدث إلى مدير البنك عن مرضها لأنها تعاني من مشكلة في الكلى. وقالت لي إن بعض الناس يبيعون الكلى لشخص آخر يحتاج إلى واحدة”.
وادّعت حمدان أمام المحكمة أن الدكتورة صفاء أخبرتها، أنها تستطيع بيع كليتها مقابل 25.000 جنيه إسترليني، فردت عليها “أنا لا يمكن أن أفعل هذا”.
في المقابل، نفى الطبيبان جميع الادعاءات، وقالا للمحكمة إن حمدان كانت تتمتع بإمكانية الوصول الكامل إلى الطعام ومرافق المعيشة، وإنها أخذت معاشها كاملاً قبل رحيلها من دون أي تفسير.
وتعود ملابسات القضية إلى عام 2013 بعد أن رفعت حمدان دعوى ضد الطبيبين اللذين واجها محاكمة جنائية عام 2013 بتهمة احتجاز حمدان بما وصف بالعبودية، بيد أنّ اثنين من هيئة المحلفين لم يوافقا على الحكم عليهما وتمت تبرئتهما في يناير/كانون الثاني 2014، حسب ما أوردت صحيفة “ذا تايمز”.
ولا تزال حمدان تتهمهما بالتمييز العنصري، وعدم دفع الأجور، وعدم السماح لها بأخذ إجازتها أو دفع بدل مادي مقابلها. وتم تأجيل المحكمة للحكم في وقت لاحق.