قضية اعتداء مُضيف جوي على 5 ركاب دُفنت في مهدها… بتحويل المجني عليهم إلى جناة
ليس هناك أصعب من تحويل المجني عليه إلى جانٍ، وإيهامه بأنه هو المتهم!
والأصعب أن يحصل هذا الأمر برعاية من قياديين في «الداخلية»، ومن أجل عيني زميلهم القيادي الكبير الذي تبين أنه والد المعتدي… ولا عزاء للقانون والعدالة!
والعدالة التي تم تغييبها عمداً تتمثل في أن خمسة ركاب بنغلاديشيين على طائرة تابعة لإحدى شركات الطيران أعربوا عن رغبتهم في تقديم قضية ضد مضيف جوي على الطائرة، مفيدين بأنه اعتدى عليهم سباً وضرباً أثناء تحليق الطائرة، فإذا بالقضية تُدفَن في مهدها، بعد تهديد المجني عليهم وإيهامهم بأنهم جناة… والسبب – صدق أو لا تصدق – أن المضيف الجاني هو ابن مدلل لقيادي كبير في وزارة الداخلية… أما عن سمعة الكويت وأمنها وعدالتها، فيبدو أن هناك كثيرين لا يكترثون بأمرها بما فيه الكفاية!
والقضية التي أُقصيت قبل أن تُسجَّل، تتعلق باعتداء المُضيف على 5 ركاب بنغلاديشيين (يحمل بعضهم الجنسية الإيطالية)، وإصرار المعتدى عليهم على تقديم بلاغ ضد المتهم… وفور علم أحد القياديين في الأمن العام بأن المضيف ابن قيادي كبير في «الداخلية»، سارع بإبلاغه بالواقعة وبرغبة الركاب الخمسة في تسجيل بلاغ اعتداء بحق ابنه، لتبدأ ماكينة الضغوط الضخمة في التحرك… ولم تلبث القضية وقتاً قصيراً حتى دُفنت في أرضها بعيwداً عن دفتر الأحوال، بعدما مارس عدد من الأمنيين التهديد على مقدمي البلاغ الخمسة بأنهم يمكن تعرضهم للسجن، وذلك بإيهامهم أنهم اعتدوا على موظف عام!
ووفقاً لمصدر أمني «أن الطائرة التي كانت تقوم برحلتها بين روما والكويت ودكا، شهدت شجاراً وتبادل ضرب بين المضيف والركاب الخمسة جسّدهما المقطع الذي تداولته مواقع الإنترنت أخيراً، والذي التقطه أحد الركاب لتوثيق الفوضى التي عمّت أرجاء الطائرة من جراء النزاع»!
المصدر أكمل: «ما كادت الطائرة تحطّ على أرض مطار الكويت الدولي، حتى أُحيل الطرفان إلى مخفر جليب الشيوخ، حيث قال المُضيف الجوي إن حركة الركاب كانت مزعجة، بينما رد أحد الركاب بأن المُضيف تجرّأ عليه ونزع هاتفه من يده عنوة، فاشتد النقاش والتلاسن بينهما وتطوّر الأمر إلى تبادل اللكمات والسباب، في حين أفاد الركاب الخمسة بأن المضيف اعتدى عليهم بالضرب، وأصروا على تقديم شكوى بحقه».
ومضى المصدر يقول: «إن رجال مخفر جليب الشيوخ اكتشفوا أن المُضيف ابن قيادي كبير في وزارة الداخلية، فقام أحد قياديي الأمن العام بالاتصال على القيادي الأب، لتبدأ الضغوط الأمنية على البنغلاديشيين، عن طريق رجال مخفر جليب الشيوخ الذين أوقعوا الركاب الخمسة في دائرة التهديد والتخويف بأنهم سيتعرضون للسجن، وأوهموهم بأنهم إذا لم يتنازلوا فسيواجهون قضية اعتداء على موظف عام أثناء تأدية عمله، ومن ثم سيُزَج بهم وراء القضبان».
وزاد المصدر «أن الركاب الخمسة – تحت ضغط التخويف والتهديد – لم يجدوا مهرباً أمامهم سوى تقديم التنازل، إيثاراً للسلامة، لتنتهي القضية قبل أن تبدأ»!
وفي ظل واقعة من هذا الطراز، هل يجوز السؤال عما فعلته شركة الطيران المعنية حيال المضيف؟ وأين دور حماية الطائرات إذا لم يكونوا موجودين أثناء اندلاع المشاجرة؟ ولماذا انتهت القضية على هذا النحو؟
ويبقى السؤال الأهم: هل من مصلحة سمعة الكويت وجهازها الأمني أن يتعرضا للتشويه من جراء حالات فردية زاعقة كهذه الواقعة؟ أم أن الكويت وسمعتها صارتا غير جديرتين بالاهتمام في نظر كثيرين؟!