ايران تعلن استعدادها للانسحاب من سوريا ولكن…
تزايد قلق الإسرائيليين من انتصار قوات نظام الاسد على الجماعات المسلحة في الجنوب السوري الملاصق لحدودهم الشمالية.
ولا تاتي مخاوف اسرائيل من النظام نفسه بقدر ما تأتي من تواجد الحرس الثوري الايراني وحزب الله اللبناني في الاراضي السورية، واقترابها من الاراضي الاسرائيلية.
وكرر المسؤولون الاسرائيليون بشكل حازم ، انهم لن يتسامحوا مع اي تهديد لاراضيهم ياتي من سوريا، ولم يكتفوا بتدمير قواعد الحرس الثوري الايراني على الاراضي السورية، بل القوا بثقلهم على واشنطن وموسكو لمنع تقدم الحرس الثوري الايراني باتجاه حدود اسرائيل، بل حتى طالبوا بانسحاب ايراني من كامل الاراضي السورية.
وتفهمت روسيا المطالب الاسرائيلية، وحاولت طمانة تل ابيب بابعاد الايرانيين عن الحدود الاسرائيلية، فيما واشنطن التي تشهد توترا متصاعدا في علاقاتها مع طهران، فقد شددت الضغوط على النظام الحاكم فيها، لتتخلى ايران عن سياساتها المزعزعة للاستقرار في بلدان المنطقة.
وبفعل السياسة التوسعية للنظام الايراني التي تكلف البلاد مليارات الدولارات، اصيب الاقتصاد الايراني بركود بلغ حافة الازمة، ما دفع الى مظاهرات عمت مدن البلاد احتجاجا على تردي الوضع المعيشي للسكان، في وقت بدأت العقوبات الامريكية تفعل فعلها، وتزيد من تدهور الاوضاع داخل ايران، اذ رغم عمليات القمع الشديدة لا تكاد الاحتجاجات تتوقف في المدن الايرانية، ما يثير مخاوف رجال الدين من انتفاضة عارمة تطيح بنظام حكمهم.
وهذا قد يجبر النظام على تغيير سلوكه نظريا، للحد من الضغوط الامريكية، والتفرغ لمعركته الداخلية، وذلك بمحاولة ارضاء اسرائيل.
في هذا المنحى اعلن بهرام قاسمي الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية في مؤتمر صحفي، اليوم السبت 4 آب/ اغسطس: إن طهران يمكن أن تخفض أو تنهي وجودها “الاستشاري” في سوريا، في حال شعرت بالاستقرار “النسبي” وأنهت مهمة القضاء على الإرهاب.
وتتذرع إيران: ان وجودها في سوريا يقتصر على المستشارين، وانه بطلب من حكومة النظام السوري، ولكن الخسائر البشرية التي قدمها الايرانيون وحزب الله في سوريا، والمليارات التي صرفتها طهران على الحرب في سوريا، تقول غير ذلك.