الذكرى الرابعة لإبادة الإيزيديين بالعراق.. فما مصيرهم؟
أربعة أعوام مرت على حادثة إبادة الإيزيديين على يد “داعش”، ولا يزال مصير الآلاف من المختطفين والمغيبين مجهولاً، إلا أن العودة إلى الديار أضحت حلماً للكثير من الأسر الناجية.
رئيس الجمهورية فؤاد معصوم وخلال المؤتمر السنوي للذكرى الرابعة لإبادة الإيزيديين الذي أقيم، الخميس، في بغداد وحضرته “العربية.نت”، تحدث عن المساعي الحكومية لرعاية الأسر الإيزيدية، وتأهيل مناطقهم من أجل تمكينهم من العودة إلى ديارهم.
وبيّن معصوم أن الحكومة العراقية قامت بتشكيل فريق متخصص لتنفيذ قرار المجلس الأمن الدولي المرقم 2379 القاضي بمحاسبة أعضاء “داعش” عن انتهاكاتهم بحق الإنسانية، مشيراً إلى أن عمل الفريق يكون رصد وجمع وحفظ الأدلة عن جرائم “داعش”، والتي ترتقي بمستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
وكان “داعش” قد قام في الثالث من أغسطس /آب 2014 بحملة إبادة بحقّ المكون الإيزيدي، في قضاء سنجار، التابع لمحافظة نينوى، بقتل أكثر من 3 آلاف إيزيدي، في 63 مقبرة جماعية منتشرة بأطراف محافظة نينوى.
فريد إسماعيل، أحد الناجين من المقابر الجماعية تحدث عن كيفية هروبه من المقبرة، قائلاً إنه بعد هجوم “داعش” على قريتهم، قتل جميع أفراد أسرته البالغ عددهم 47 شخصاً وتم دفنهم في حفرة في أحد أطراف القرية.
وبيّن إسماعيل أنه تمكّن من الهروب ليلاً من المقبرة بعد استعادته لوعيه، إذ كان قد أصيب بثلاث طلقات، وتوجه إلى أقرب منزل بالقرب من المقبرة، ليكون شاهداً حياً على تلك الجريمة.
وتابع إسماعيل أن الحكومة في بغداد لم تعط الكثير من الاهتمام لمشاريع إعمار وإعادة توطين الإيزيديين وتمكين الاستقرار في سنجار، مبيناً أن ذلك يعود لسبب خلافها مع حكومة إقليم كردستان.
وفي هذا السياق، قال الباحث والمختص في شؤون الجماعات الإسلامية هشام الهاشمي: إن في الثالث من أغسطس/آب 2014، قام “أبو جرناس رضوان الحمدوني” والي نينوى لدى تنظيم “داعش” بزج أكثر من 350 شخصاً في تنظيم “داعش” من السكان المحليين، مما جعل تلك القرى والعشائر متهمين بشكل كامل بالتحالف مع تنظيم “داعش”، والتقارير تؤكد أن أقل من %1-2 هم من اشترك في تلك المجزرة.
وبين أن “داعش” نجح بتوريط بعضٍ من أبناء تلك القرى في إبادة الإيزيديين، على رغم من مشاركة الآلاف منهم في معارك التحرير، لكن أصبحت مجزرة سنجار عارا لا تغسله حتى دماء التضحية والتحرير.
ورغم تحرير سنجار على يد القوات العراقية والتحالف الدولي عام 2015، فلا يزال الإيزيديون يخشون من تجدد الهجمات، كما أن الكثير من الإيزيديين غير قادرين على تحديد مستقبلهم الأمني أو الاقتصادي أو السياسي، مع استمرار التناقضات السياسية والقومية والدينية في العراق.