هذه أضرار رقائق البطاطا الحارة على صحة الأطفال
نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريرا سلطت فيه الضوء على ضرر رقائق البطاطا “الشيبس” وخاصة الحارة على صحة الإنسان وتحديدا الجهاز الهضمي.
وأشار التقرير الذي ترجمته “عربي21” إلى أن مراهقة من مدينة ممفيس- ولاية تينيسي الأمريكية، أزيلت مرارتها مؤخرا، وقد ألقي اللوم في ذلك على شغفها برقائق الشيبس الحارة.
وتناولت رينيه كريغيد، البالغة من العمر 17 عاما، حوالي أربعة أكياس من عدة أنواع من الشيبس الحار كل أسبوع، إلى أن أُدخلت المستشفى لعلاج آلام في المعدة. وبحسب ما ورد، فقد أخبرها طبيبها بأن عادتها في تناول الوجبات الخفيفة هي السبب في فقدها للمرارة.
وقال كاري كانفيندير، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي، في تصريح لموقع “ويرج” الأمريكي: “إن كريغيد ليست الضحية الوحيدة لرقائق الشيبس الحارة، فنحن نرى الكثير من حالات التهاب المعدة والأشياء المرتبطة بالقرحة عند المراهقين بسبب الوجبات الخفيفة الحارة”.
وأضاف أنه “من المحتمل أن نرى حوالي 100 طفل في الشهر بسهولة، وعلى الرغم من أن رقائق الشيبس الحارة ليست وحدها مسؤولة عن مشاكل المعدة التي نشاهدها، لكنها بالتأكيد ساهمت على الأرجح في ذلك”.
من جهتها، قالت أخصائية طب الأطفال سلوان ابراهيم: “رقائق الشيبس بشكل عام هي سعرات حرارية فارغة، ناهيك عن الإضافات الكيميائية والمواد الحافظة المضافة إليها”.
ونصحت سلوان في حديث لـ”عربي21″ بضرورة أن “يتناول الأطفال وجبات غذائية متوازنة مليئة بالألياف، وليس الشيبس فهو عبارة عن سعرات فارغة تأخذ مكان الأغذية اللازمة، أو يزيد عليها ما يسبب السمنة”.
وأضافت: “بالنسبة للتوابل فهي تقسم لنوعين (حارة وعطرية)، أما العطرية مثل الزنجبيل والقرفة فلا بأس بذلك لو تناولها الطفل ابتداء من عمر الستة أشهر، أما التوابل الحارة، فالحرارة ليست مذاقا إنما محفزات للألم”.
وأشارت سلون إلى أنها اختلفت الآراء حول ضرر رقائق الشيبس والمكسرات الحارة، إلا أنه لا مشكلة من تناولها بكميات قليلة بين الحين والآخر.
ورأت أن المشكلة يمكن أن تكمن في تناول الكميات الكبيرة، فهي قد تؤدي إلى إتلاف خلايا التذوق، ويمكن أن تسبب مضاعفات صحية في الجهاز الهضمي (خاصة لأصحاب القولون العصبي)، أو أن تزيد في مشاكل قرحة المعدة (ليست سبب القرحة ولكنها تزيدها).
وأجابت سلوان على سؤال “هل نبعد الأطفال عن التوابل الحارة؟” بالقول: “في بعض المجتمعات يتم تناول كميات كبيرة جدا من التوابل الحارة من عمر صغير، مثل الهند ودول أمريكا اللاتينية، ولم تثبت أي آثار سيئة ناتجة عن ذلك، سوى السابق ذكره”.
وختمت حديثها قائلة: “الخلاصة أن رقائق الشيبس بشكل عام، ولا خصوصية للحار منها، يفضل الابتعاد عنها، أما البدائل فيمكن استخدام الرقائق المشوية أو المكسرات قليلة الملح، والفواكه بكافة أشكالها”.
بدوره، قال استشاري التغذية العلاجية محمد عبد السلام: “بشكل عام يعتبر الشيبس من أسوأ التسالي وخصوصا المنكهة منها، وذلك بسبب وجود كميات كبيرة من الزيت فيها، واحتوائها على سعرات عالية جدا وألوان صناعية ومواد حافظة، وهذا كله ضار بصحة الطفل”.
وأضاف عبد السلام في حديث لـ”عربي21″ أن “تعرض رقائق الشيبس لظروف تخزينية غير جيدة أحيانا، يتسبب في تلفها ما يؤدي إلى زيادة في ضررها على الأطفال”، لافتا إلى أن “تناول الشيبس يعمل على زيادة الوزن في كثير من الأحيان، ويسبب ضعفا عاما في أحيان أخرى”.
وأردف: “على سبيل المثال حين يأكل الطفل تسالي قبل الوجبة الرئيسية، فإن ذلك يؤدي إلى رفضه تناولها في موعدها، وبالتالي فإنه تنشأ عنده مشاكل صحية أهمها الضعف العام و الأنيميا (فقر الدم)”.
وبخصوص تناول التسالي (ومنها رقائق الشيبس والمكسرات الحارة) وآثارها، أجاب عبد السلام بالقول: “ضرر الفلفل الحار أو التسالي التي تحتوي عليه يكون فقط على القولون ويسبب مشاكل في الإخراج”.
وأوضح أنه في حال كان الطفل مصابا بالإمساك، المزمن بشكل خاص، وتناول تسالي حارة، فإن فرص الإصابة بالبواسير ومشاكل القولون تصبح عالية جدا، ويفضل عدم إعطاؤه إياها لمن هم أقل من سنتين، وبعد ذلك يمكن التدرج في إعطاء كميات صغيرة منها.
وأكمل عبد السلام قائلا: “لكن هناك بالطبع فوائد للفلفل الحار، منها أنه فاتح للشهية ويساعد على زيادة إفراز اللعاب ومن ثم تنظيم حركة الهضم، ويساعد على ضبط ضغط الدم وتقوية الشرايين، إضافة إلى أن له خصائص تكاد تكون طبية نوعا ما مثل أنه طارد للديدان ومسكن للألم”.
ونصح عبد السلام بأن يحرص الأبوان على إطعام أطفالهم “تسالي” بديلة عن “الشيبس والسناك الحار”، مثل: المكسرات بأنواعها، والفواكه المفرومة بالخلاط مع قليل من الحليب، ومثلجات الفواكه التي يتم تحضيرها في المنزل، و”الترمس” المنقوع والحمص المسلوق.