كاتيا السورية المتحولة جنسيا تجد ملاذا آمنا في برلين
ضمت مسيرة المثليين في برلين السبت الاف المشاركين من بينهم كاتيا وهي سورية متحولة جنسيا باتت تعتبر هذه المدينة الالمانية المعروفة بانفتاحها ملاذا آمنا لها.
وتقول كاتيا “هنا نحصل على دعم ومساندة” مشيرة الى انه كان من المستحيل عليها في بلدها سوريا الذي يشهد حربا، ان تتحدث عن وضعها او ان تتخذ اي اجراءات بشأنه.
لكن في برلين الوضع مختلف. فكاتيا تعيش الان حياتها على الملأ كامرأة بانتظار عملية جراحية تغير من خلالها جنسها.
وتوضح كاتيا الشهابي لوكالة فرانس برس “سأخضع لعملية جراحية بعد ستة أشهر إثر الانتهاء من العلاج الهرموني الذي اخضع له. وسأصبح عندها امرأة فعلية بشكل طبيعي أكثر من اي وقت مضى”.
وفي سوريا كانت كاتيا مضطرة الى عدم البوح بـ “سرها” الذي كان يعرفه المقربون منها جدا وبينهم شقيقها التوأم نور وهو مثلي جنسيا.
وعندما قرر الشقيقان التوأمان الفرار من سوريا العام 2015 مع والدهما “لم يكن أحد في العائلة يعلم فعلا بحقيقتنا. في ألمانيا قررنا ان نخرج الى العلن”.
وقد وصلا الى المانيا بعد رحلة شاقة مع مئات الاف الآخرين من سوريا والعراق وافغانستان وصلوا بغالبيتهم الى اليونان مرورا بتركيا واخذوا بعدها طريق البلقان باتجاه المانيا حيث فتحت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ابواب البلاد امام نحو مليون لاجئ العام 2015.
ويقول نور الذي يقيم في دريسدن في شرق المانيا “لقد كانت رحلة قاسية جدا استمرت ثلاثة أشهر”.
وسمحت السلطات الالمانية لكاتيا ونور ووالدهما بالبقاء على اراضيها ثلاث سنوات. وقد وصلت والدتهما الى ألمانيا هذه السنة الا ان السلطات لم تبت بوضعها بعد.
- ألمانيا ملاذ –
وتؤكد كاتيا ان برلين مختلفة تمام الاختلاف عن سوريا والمجتمع العربي عموما في الموقف من المثلية الجنسية.
وتوضح “في المجتمع ليس فقط في سوريا لكن في العالم العربي عموما النظرة الى المثليين والمتحولين جنسيا ليست بجيدة”.
وتضيف “لكن في المانيا نحصل على الدعم فثمة جمعيات تساعدنا ولا نشعر بانزعاج. لو قلنا شيئا عن وضعنا في سوريا لا اعرف ما كان ليحل بنا”.
ونظمت مسيرة المثليين المعروفة في برلين باسم “كريستوفر ستريت بارايد” هذه السنة تحت شعار “جسمي، هويتي، حياتي” الذي يبدو وكأنه وضع لكاتيا شخصيا.
وقبل يومين التقت كاتيا مجددا بامها. وهي كانت متوترة جدا قبل اللقاء.
وتوضح “كنت خائفة وكان لدي انطباع باني والدتي سترفضني. كنت ارتجف وكان قلبي ينبض بسرعة”.
وتتابع قائلة “لم تتكلم للحظة ثم بدا عليها الارتياح وقبلت وضعي الجديد. وقالت “الان لدي ابن وابنة وانا فخورة جدا”.
اما مع والدها الذي لم تره منذ بدء تحولها، فالوضع مختلف تاما.
وتؤكد “لم اره (منذ التحول) لأنه لن يتقبلني”.
اما بالنسبة لتمنياتها للمستقبل فتؤكد “اتمنى ان يتمكن الجميع مثلي ان يعيشوا كما يشاؤون وان يعود السلام الى بلدي”.(أ ف ب) .