الإمارات تستكمل استعداداتها لرصد «خسوف القرن»
تشهد دولة الإمارات العربية المتحدة مساء اليوم ظاهرة أطول خسوف كلي للقمر، والذي يعد الخسوف الأطول في القرن الحادي والعشرين، حيث استعدت مختلف الجهات لرصد هذه الظاهرة وتوفير منصات مشاهدة مثالية لأفراد الجمهور.
وأعلنت وكالة الإمارات للفضاء، في الخصوص، رعايتها لمجموعة من فعاليات الرصد الفلكي، التي ينظمها عدد من المراكز الفلكية في الدولة، وذلك لرصد ظاهرة خسوف القمر الكلي التي سيشهدها العالم ليل اليوم وستكون الأطول في القرن الحالي.
وأوضحت الوكالة أنه يمكن للجمهور زيارة مراكز الرصد لمتابعة هذه الظاهرة الفلكية الفريدة، وهي مركز الفلك الدولي في أبوظبي ومجموعة دبي للفلك ومرصد الإمارات الفلكي المتحرك ومرصد السديم ومركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك، حيث يمكن لأفراد الجمهور رؤية الخسوف بوضوح، من خلال المرافق والتلسكوبات العالية الجودة التي تتميز بها هذه المراكز، خاصة وأن العالم العربي، وتحديداً المنطقة التي تقع في نطاقها دولة الإمارات، من أفضل مناطق العالم لمشاهدة الخسوف بشكل كامل.
09:15
ومن المتوقع أن يستمر الخسوف الكلي لمدة ساعة واحدة و42 دقيقة و57 ثانية، إذ سيبدأ القمر بدخول منطقة شبه الظل في الساعة 09:15 ليل اليوم الجمعة بتوقيت الإمارات وسيبدأ الخسوف الجزئي في الساعة 10:24 مساء في حين يحدث الخسوف الكلي في تمام الساعة 11:30 مساء وسيصل الخسوف إلى ذروته في الساعة 12:22 بعد منتصف الليل من صباح يوم السبت، فيما ينتهي الخسوف الكلي في الساعة 01:12 صباحاً ويتبعه انتهاء الخسوف الجزئي في الساعة 02:19 صباحاً وسيخرج القمر من منطقة شبه الظل وينتهي الخسوف بشكل كامل في الساعة 03:29.
وقال الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء: إن رعاية هذه الفعاليات تأتي في إطار أهداف الوكالة الاستراتيجية الرامية لرفع مستوى الوعي المجتمعي بالقطاع الفضائي وما تزخر به الدولة من مراكز فلكية متقدمة وقدرات عالمية المستوى في الرصد الفلكي بشكل خاص، حيث تعد هذه الظاهرة التي سيشهدها العالم فرصة مهمة لتسليط الضوء على ما يتمتع به القطاع الفضائي الوطني.
وأشار إلى أن جميع فعاليات الرصد الفلكي السابقة التي نظمتها الوكالة وشاركت في رعايتها لاقت إقبالاً واسعاً من مختلف الشرائح خاصة الشبابية منها وهو ما دعا الوكالة إلى رعاية هذه الفعاليات لرصد الظاهرة يوم الجمعة المقبلة، معتبراً أن لها دوراً كبيراً في إلهام الشباب على العمل في القطاع الفضائي بالمستقبل وهو ما سيتطلب منهم دراسة المواد العلمية ضمن مساراتهم الدراسية للحصول على المهارات المطلوبة للنجاح والتميز في علوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك.
من جانبه قال المهندس محمد شوكت عودة مدير مركز الفلك الدولي: إنه سيتم خلال هذا الرصد مشاهدة العديد من الكواكب، إذ إن هذه الفترة هي من أفضل الأوقات لمشاهدة العديد من كواكب المجموعة الشمسية، مشيراً إلى أن المركز سينظم فعالية بساحة المطاعم الواقعة في شارع الكورنيش مقابل مبنى أدنوك عند الساعة الثامنة مساء وتتضمن محاضرة حول ظاهرة الخسوف والكواكب التي يمكن رؤيتها ثم يتوجه الحضور إلى التلسكوبات لمشاهدة الخسوف والكواكب المختلفة.
تقابل
من جهته، قال المهندس نزار سلام رئيس فريق مرصد الإمارات الفلكي المتحرك: إن ما يميز هذه الليلة الفريدة تزامن حدث فلكي آخر لا يقل تميزاً عن خسوف القرن يتمثل في حدوث محاذاة بين الشمس والأرض والمريخ وهنا يكون المريخ في وضعية التقابل مع الشمس تتوسطهما الأرض، وتعد هذه أفضل وضعية تقابل مداري منذ مارس من العام 2003 لكوكب المريخ.
وأشار سلام إلى أن مرصد الإمارات الفلكي المتحرك ينظم فعالية لرصد هذا الحدث الفلكي الفريد باستخدام أحدث أجهزة الرصد الفلكية كما سيتم بث الحدث مباشرة من خلال شاشات العرض الخارجية، إضافة لتنصيب عدد من التلسكوبات الفلكية وإعطاء شروح مبسطة للجمهور، كما سيتاح للجمهور الصعود إلى مركبة المرصد المتحرك واستخدام المرصد المثبت بالمركبة لمشاهدة تفاصيل سطح القمر أثناء مراحل الخسوف المختلفة.