إيطاليا تحذّر ماكرون: ليبيا لا تخصّك ولن نتركها لك
حذرت إيطاليا السلطات الفرنسية من مزيد التدخل في الشأن الداخلي الليبي ومحاولة توجيه العملية السياسية وفقا لمصالحها، في خطوة كشفت حقيقة الصراع بين باريس وروما على إدارة الأزمة الليبية وحجم الخلاف بينهما على مقاربات الحل في هذا البلد الذي يعيش فوضى وانقساما منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي عام 2011.
وفي هذا السياق، أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبه كونتي، في تصريح نقله التلفزيون الحكومي، مساء أمس الخميس، معارضته بوضوح للأجندة السياسية التي وضعها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مؤتمر باريس الذي جمع أطراف النزاع الليبي وأيّدت الأمم المتحدة نتائجها.
وكانت باريس جمعت أطراف الأزمة في ليبيا، شهر مايو/أيار الماضي، في مؤتمر تمّ الاتفاق خلاله على إجراء انتخابات في #ليبيا في 10 ديسمبر/كانون الأول المقبل، ووضع الأسس الدستورية للانتخابات، واعتماد القوانين الضرورية الخاصة بها، بحلول 16 سبتمبر/أيلول 2018.
لكن روما أبدت رفضها لهذه الخطوة، واعتبر كونتي أن تنظيمها “قد يصبح ضربة مرتدّة، وقد تفضي إلى تعاظم الفوضى”، مضيفاً: “أخبرت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال قمّة مجموعة السبع بكندا في يونيو/حزيران الماضي أن هدفنا ليس تنظيم انتخابات بليبيا في ديسمبر/كانون الأول المقبل كما يريد، ولكن استقرار البلاد”.
وهاجم كونتي سياسة الرئيس الفرنسي في ليبيا قائلاً: “ماكرون سيكون مخطئا فيما لو اعتقد أن ليبيا تخصّه، فليبيا ليست له ولا لنا، بل هي دولة مستقلّة لها علاقة مميّزة تاريخيا مع إيطاليا أيضا، ولن نتخلّى عنها أبدا”.
واتهم رئيس الوزراء الإيطالي ماكرون بمحاولته محاصرة المصالح الإيطالية في ليبيا لصالح بسط النفوذ الفرنسي على البلد الغني بثرواته النفطية رغم العلاقات الممتازة التي تربطهما، مضيفاً: “العلاقة مع ماكرون ممتازة وتتّسم بالصداقة، لكن الأخير يسعى للدفاع عن المصالح الفرنسية، بينما واجبي أن أحمي المصالح الإيطالية”.
وفي خطوة مماثلة لاجتماع باريس، كشف كونتي أن إيطاليا ستنظم في الخريف المقبل، مؤتمرا دوليا حول ليبيا، سيحضره خليفة حفتر قائد الجيش الليبي وجميع الأطراف المعنية بالأزمة الليبية، لا سيما الحكومات الأوروبية، وممثّلين عن الولايات المتحدة، وحكومات إفريقيا المرتبطة بالبحر المتوسط.