مسنة مصرية متهمة بقضية مخدرات أطلقت سراحها السعودية
وصلت المسنة المصرية سعدية عبد السلام العاصي، التي أطلقت سراحها السلطات السعودية، عقب ثبوت براءتها من قضية المخدرات، إلى القاهرة، مساء الأربعاء.
ووطئت أقدام المسنة أرض مطار القاهرة في تمام الساعة السابعة بتوقيت مصر، حيث كان في انتظارها العشرات من أقاربها وأبناء قريتها “درين” التابعة لمركز نبروه بالدقهلية شمال مصر، حيث استقبلوها بالزغاريد والأغاني والاحتفالات حتى خروجها من محيط المطار، قبل توجهها لمدينة الإنتاج الإعلامي لإجراء مقابلات إعلامية مع بعض الفضائيات المصرية.
وبدا على المسنة المصرية الإرهاق والتعب بسبب مشقة وعناء السفر، رافضة الحديث عما حدث لها، مكتفية بالقول لـ”العربية.نت” إنها تلقت معاملة طيبة وإنسانية من المسؤولين السعوديين الذين تعاطفوا معها ومع قضيتها، وتعاملوا معها كأم وسيدة مسنة، يصعب بل لا يمكن التصديق بأن تختتم حياتها بالتورط في جريمة مثل هذه.
وقال أشرف قباني، زوج ابنة السيدة سعدية لـ”العربية.نت”، إن المسؤولين السعوديين قدموا لوالدة زوجته كل يد العون، وعاملوها بكل إنسانية رغم التهمة الموجهة لها، وقدموا لها كل أوجه الرعاية اللازمة لظروفها الصحية، مضيفا أن الأسرة عانت كثيرا خلال 4 شهور كاملة منذ القبض عليها في مطار ينبع وحتى لحظة إعلان السلطات السعودية براءتها.
وذكر قباني أن والدة زوجته قضت 40 يوما في السجن منذ لحظة القبض عليها وحتى تقدم السلطات المصرية بالأدلة التي تثبت براءتها من تهمة حمل وترويج المخدرات، وعقب ذلك قضت 45 يوما أخرى في أحد الفنادق على حساب السفارة المصرية لحين الحصول على حكم قضائي بالبراءة، وأنهت السفارة اليوم الأربعاء إجراءات إعادتها لمصر، موجها الشكر للسفير المصري في السعودية وكل طاقم السفارة، والقنصل المصري على ما قدموه للسيدة سعدية.
وقال إن أحفاد السيدة المسنة كانوا يحصلون على المراكز الأولى في دراستهم، لكنهم وبسبب أزمة جدتهم، حصلوا على مراكز متأخرة هذا العام، مبررا ذلك بانشغال الجميع بالظروف الصعبة التي مرت بها الأسرة بسبب احتجاز السيدة سعدية.
وكانت القنصلية العامة المصرية في جدة قد تمكنت من إنهاء قضية المواطنة سعدية عبد السلام، التي دسّ لها متهمون المخدرات في حقيبتها خلال رحلتها لأداء العمرة.
وقالت القنصلية المصرية في بيان لها إنها قامت بإنهاء كافة الإجراءات القانونية المتعلقة بقضية سعدية عبد السلام، متوجهة بالشكر إلى كافة الجهات الرسمية في السعودية ومصر، خاصة أجهزة النيابة العامة في البلدين، التي تعاونت لإظهار الحقيقة وإنهاء القضية.
يشار إلى أن السلطات السعودية قررت الإفراج عن المصرية سعدية، البالغة من العمر 72 عاما، بعد أن دس لها متهمون مخدرات خلال سفرها لتأدية العمرة على نفقة أحد الأشخاص.
وصرح القنصل العام المصري في جدة بأن القنصلية المصرية نجحت في الإفراج عن المواطنة بالتنسيق مع النيابة العامة ووزارة الخارجية السعوديتين، بعد قيام القنصلية بتسليم أصول تحقيقات النيابة المصرية في القضية للجانب السعودي والتي أثبتت براءة المسنة.
وذكرت السيدة أن أحد الأشخاص تبرع لها لأداء العمرة، وطلب منها أن تصطحب معها حقيبة لتوصيلها لأحد الأشخاص سيكون في انتظارها لدى وصولها السعودية، وفور وصولها تم القبض عليها بعد اكتشاف وجود مخدرات بتلك الحقيبة.
ومن جانبها، تمكنت وزارة الداخلية المصرية من القبض على الجاني الحقيقي، وأفادت أنه يعمل جزارا ويقيم بنفس القرية، وقام بتسفير السيدة المسنة لأداء العمرة، ووضع حقيبة بداخلها أقراص مخدرة ضمن متعلقاتها.
وأضافت الوزارة أن مديرية أمن الدقهلية قامت باستهداف المتهم، وتمكنت من تحديد محل هروبه بمنطقة الأهرام بالجيزة، وعلى الفور تم اتخاذ الإجراءات وضبطه بشقة بشارع العشرين دائرة قسم الأهرام، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة.
وأعلنت الوزارة القبض على متهم آخر في الواقعة، حيث تمكنت من ضبط “مصطفى. ع”، 39 سنة، عاطل ومقيم بمدينة نبروه، وتبين اشتراكه مع المتهم الرئيسي في الجريمة.