دليل عجيب يقود إلى القاتل المغتصب بعد 30 عاما من جريمته
على مدى ثلاثة عقود شكّل اختطاف واغتصاب وقتل طفلة في الثامنة من عمرها لغزًا أحبط المحققين بولاية إنديانا الأميركية، منذ وقوع الجريمة الغامضة لمقتل تينسلي في إبريل 1988.
وما زاد الطين بلة أن القاتل ترك رسائل ساخرة على باب حظيرة قريبًا من حيث وجدت الجثة، يهدد فيها بأنه سوف يقوم بارتكاب جريمة أخرى، بعد أن اعترف بجريمته السابقة.
ولم تكن هذه الرسائل سوى عمل ساخر عقّد من الأمر، لقضية ظلت باردة لا حرارة بشأن فكّ عقدتها.
كشف الحقيقة
ولكن بفضل التقدم في علم الأنساب وتكنولوجيا الحمض النووي، فقد تم إلقاء القبض على القاتل المشتبه به الذي اعترف بالجريمة وذلك يوم الأحد، بعد أكثر من 30 سنة وهو أمر لا يكاد يصدق.
وقد تم توجيه الاتهام بشكل أولي إلى جون دي ميلر البالغ من العمر 59 عامًا، وذلك بتهم القتل والتحرش بالأطفال والحبس لضحية أقل من 14 عامًا، وفقًا لموقع محكمة مقاطعة ألن.
وهذا يعني أنه كان وقتها في الـ 29 من عمره يوم ارتكب جريمته بحق الطفلة.
وفي جلسة يوم الاثنين لم تمنح المحكمة القاتل المشتبه به أية كفالة، وقد استأنفت المحاكمات إلى تاريخ 19 يوليو.
وأدى عمل الشرطة على استخدام الحمض النووي المأخوذ من مسرح القتل والرسائل المؤلمة والساخرة، وإدخال كل ذلك في قاعدة بيانات الأنساب إلى كشف الحقيقة.
وقاد ذلك المحققين إلى القاتل ميلر وشقيقه وفقًا لسبب خطير محتمل، بعد أن تم تحليل العينات لميلر والقمامة في مسرح الجريمة ورسائل التهكم، ومن ثم فقد اعترف ميلر بكل ما وقع.
كيف حُلّ اللغز؟
في سبتمبر 2006 طلب قائد شرطة فورت واين، روست يورك، من الجمهور، تقديم أية معلومات مفيدة حول جريمة قتل الطفلة تينسلي في إبريل 1988.
كانت ثمة بعض المعلومات غير أن التطور الأساسي حدث في القضية وحلت بفضل تقدم تقنيات علم الأنساب، الأمر الذي ساعد في فك لغز العديد من الجرائم في السنوات الأخيرة.
فمع نمو شركات علم الأنساب، حيث يدخل الناس ملفاتهم الخاصة من الحمض النووي، فقد سمح ذلك للمحققين بتضييق دائرة المشتبه بهم إلى عدد أقل.
الجريمة والرسائل
في يوم الجمعة بأحد أيام شهر إبريل عام 1988 تم اختطاف نيسان تينسلي أثناء سيرها في حيها السكني في فورت واين، إنديانا، ثم اغتصبت وقتلت.
وقد عثر على جثة الضحية بعد ثلاثة أيام على بعد نحو 20 ميلاً في منطقة ريفية، حسب ما أفاد مكتب التحقيقات الفيدرالي.
وأطلقت الشرطة بحثًا لكنها لم تتمكن من العثور على مشتبه به، لكن بعد مرور عامين، ظهرت رسالة مكتوبة بالقلم الرصاص أو قلم تلوين على باب حظيرة ليست بعيدة عن مكان العثور على الجثة.
وقد كتب في الرسالة عام 1990: “لقد قتلتها وسوف أقتل مرة أخرى”.
لغز التهديدات
ومن ثم بعد 14 سنة في 2004 تم العثور على المزيد من الأدلة، حيث وجدت رسائل عبارة عن مذكرات ساخرة في حي فورت واين، بما في ذلك عند الدراجات الهوائية التي تستخدمها بنات الحي الصغيرات.
وكتب في تلك الرسائل “مرحبًا عزيزتي الحلوة أنا الشخص نفسه الذي قتل تينسلي وسوف تكونين ضحيتي القادمة”.
وخلال عام 2004 فقد ترك القاتل أربع رسائل في الحي.
وقال مكتب التحقيقات الاتحادي إن هذه الأوراق المزعجة عثر عليها داخل عبوات مع الواقيات المستخدمة أو صور لجسم القاتل.
وقد تم تحديد الحمض النووي لصاحب تلك الواقيات الذكرية ليظهر أنها متسقة مع المعلومات التي جمعت من الملابس الداخلية للطفلة الضحية.
لكن بعد ذلك لم يظهر القاتل بأي رسائل جديدة ولم يرتكب جرمًا على ما يبدو.
الحل والاعتراف
في عام 2009 دخل مكتب التحقيقات الفيدرالي في القضية، وقال إنه ممكن حلها بشكل كبير، غير أنه لم يحصل أي تطور فيها.
واستمر الوضع هكذا إلى مايو 2018 حيث تم القبض على القاتل بعد تحليل وإجراء اختبارات الحمض النووي الجيني مجددًا، عبر الاستعانة بشركة مختصة في ذلك مقرها في فرجينيا.
ويقول الباحثون إنه تم استخدام قاعدة بيانات علم الأنساب المجانية لتعقب المشتبه به بعد عملية التحليل لكافة المعطيات لآثاره ومتعلقات الضحية الطفلة.
وأدت الاختبارات إلى تضييق قائمة المشبوهين لتشمل فقط ميلر وشقيقه وذلك بتاريخ 2 يوليو، وبعد فحص نفايات ميلر وجدت ثلاثة واقيات ذكرية تطابقت مع أدلة الحمض النووي للمشتبه به المتوفرة سلفًا.
وبمجرد عقد هذا التطابق، فقد تقدمت السلطات من مقر إقامة ميلر في غرابيل، إنديانا، والغريب أنه بمجرد أن سئل عن سبب اعتقاده بأن الشرطة تريد التحدث معه، رد قائلًا: “نيسان تينسلي”.
ومن ثم في المقابلة التي أجرتها معه الشرطة فقد اعترف بجريمته في عام 1988 أنه اغتصب وخنق الطفلة حتى الموت، كما اعترف بأنه مارس الجنس مع جسد المتوفاة ثم ألقى بجثتها في مكان بعيد.