وفاة امرأة وطفل مهاجريَن تركهما خفر السواحل الليبي في قارب-
قال رجال إنقاذ إسبان، الثلاثاء، إن امرأة وطفلا توفيا في قارب بالبحر المتوسط قبل ساعات من وصول المساعدة إلى قاربهما المحطم وذلك بعد العثور على امرأة ثانية على قيد الحياة في حطام القارب الذي كان ينقل مهاجرين إلى أوروبا.
وتوجه قارب إنقاذ تديره منظمة “بروأكتيفا أوبن آرمز″ الإسبانية لمساعدة المهاجرين الثلاثة الذين تقطعت بهم السبل على مسافة نحو 80 ميلا بحريا من الساحل الليبي، لكنه وجد أن اثنين كانا قد لقيا حتفهما بالفعل.
وقالت المنظمة الخيرية إن الثلاثة كانوا بلا حيلة بعدما تركهما جنود خفر السواحل الليبي الذين غادروا المكان بعدما رفض الثلاثة الصعود إلى سفينة الدورية.
ورفض خفر السواحل الليبي تلك الرواية وقال إنه أنقذ 165 مهاجرا من القارب المحطم وانتشل جثة رضيع. لكنه لم يذكر تفسيرا لبقاء المهاجرين الثلاثة على متن حطام القارب.
وأضاف، في بيان، “ليس من ديننا وأخلاقياتنا وسلوكنا ترك حياة بشرية في عرض البحر ونحن أصلا ما خرجنا إلا لننقذها”.
وقال إن العديد من المهاجرين أصيبوا “بحروق وجروح وإصابات مختلفة نتيجة الشمس الحارقة وماء البحر وقلة الأكل والشرب” بعدما قضوا أكثر من 60 ساعة عالقين في البحر.
وانتشل رجال الإنقاذ المرأة من حطام القارب حيث كانت مستلقية بجوار جثتي المرأة الأخرى والطفل البالغ من العمر نحو أربعة أعوام. وغاص أحد رجال الإنقاذ في البحر وأمسك بها بينما كانت متشبثة ببقايا القارب.
كان خفر السواحل قد اعترض القارب وعلى متنه 158 شخصا ونقل معظمهم إلى الساحل حيث تلقوا المساعدة.
وذكرت “بروأكتيفا” أنه عندما اتضح أن المرأتين والصبي لا يريدون الصعود إلى سفينة خفر السواحل دمر الليبيون القارب وتركوا الثلاثة عالقين وسط الحطام.
وقال أوسكار كامبس، مؤسس المنظمة الخيرية، “أريد أن أندد … بخفر السواحل الليبي الذي لم يعرف كيف يدير وضعا طارئا بوصوله متأخرا يومين وليلتين، وتركه امرأتين وطفلا في بقايا قارب دمره هو بنفسه”.
وأضاف أن سفينة تجارية كانت تبحر في المنطقة تقاعست أيضا عن تقديم المساعدة لقارب المهاجرين.
وقال منتقدا إيطاليا “هذه هي التداعيات المباشرة لعدم السماح للمنظمات غير الحكومية التي تنقذ الأرواح في البحر المتوسط بالعمل هنا، هذه هي التداعيات”.
ويقود وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني، زعيم حزب الرابطة اليميني المتطرف، حملة لمنع سفن المهاجرين من دخول الموانئ الإيطالية. ويقول إن أي عمليات إنقاذ قبالة الساحل الليبي ينبغي أن يقوم بها خفر السواحل الليبي وحده.
وفي رد على ما يبدو على تعليقات كامبس، قال سالفيني على تويتر، “أكاذيب وإهانات من بعض المنظمات الأجنبية غير الحكومية تؤكد أننا على صواب: تقليص الرحلات والوصول يعني تقليص الوفيات وتقليص مكاسب من يضاربون على الهجرة غير القانونية”.
ولعبت إيطاليا دورا محوريا في تدريب خفر السواحل الليبي المتهم بانتهاكات منها إطلاق النار على عمال إغاثة يحاولون إنقاذ المهاجرين.