قطر قبل مونديال 2022..قِبلة البطولات والرياضة العالمية
حققت دولة قطر قفزة نوعية على الأصعدة كافة، وخاصة على مستوى الرياضة، حتى أصبحت الدوحة إحدى عواصم الرياضة العالمية عبر تنظيمها سلسلة من البطولات والمنافسات العالمية التي استضافتها ونجحت في تنظيمها.
واستضافت قطر العديد من الأحداث الرياضية، منها بطولة كأس العالم للشباب لكرة القدم عام 1995، بعد اعتذار نيجيريا عن استضافتها قبيل انطلاقها بزمن وجيز لم يتجاوز 21 يوماً وشارك في البطولة 16 منتخباً، ووصل عدد الجماهير التي شهدت البطولة أكثر من 455 ألفا (أي بمتوسط 14219 لكل مباراة) وتوّج المنتخب الأرجنتيني بلقب البطولة بعد فوزه في المباراة النهائية على نظيره البرازيلي.
واستضافت قطر النسخة الثالثة من دورة ألعاب غرب آسيا في شهر ديسمبر / كانون الأول عام 2005، وشارك في الدورة حوالي 1200 لاعب من 13 دولة، ودخلت قطر التاريخ الرياضي حينما أقيمت منافسات النسخة الخامسة عشرة لدورة الألعاب الآسيوية في العاصمة القطرية الدوحة في الفترة من 1-15 ديسمبر عام 2006، وكانت الدوحة أول مدينة عربية وثاني مدينة في منطقة غرب آسيا تستضيف هذه الدورة بعد العاصمة الإيرانية طهران التي استضافت دورة الألعاب الآسيوية عام 1974.
وشهدت الدورة منافسات في 46 تخصصاً رياضياً مختلفاً و39 فعالية رياضية، وكانت المرة الأولى التي تشارك فيها جميع الدول الأعضاء في المجلس الأولمبي الآسيوي في هذا الحدث. وقد حظيت البطولة بتغطية مكثفة من محطة “يوروسبورت برودكاست” مما أتاح، ولأول مرة، للمشاهدين الأوروبيين متابعة فعاليات ومنافسات أكبر حدث رياضي آسيوي كما كان حفل الافتتاح مبهرا وشهد العالم أجمع الافتتاح التاريخي وكان افتتاحًا رائعًا بكل المقاييس، واستمر أكثر من ثلاث ساعات ضاربًا أيضًا رقمًا قياسيًا.
ويحسب لقطر أنها استضافت بطولة العالم لألعاب القوى داخل الصالات 2010 من تاريخ 12 – 14 مارس/آذار في قبة أسباير الشهيرة، وقد وصفت هذه النسخة من البطولة بالحدث الاستثنائي في رياضة ألعاب القوى. بعدما أثبتت دولة قطر قدراتها التنظيمية المحترفة ورؤيتها الشاملة في تنظيم هذا الحدث الكبير.
وتواصل استضافة الأحداث المهمة في قطر لتحتضن الدوحة النسخة الثانية عشرة من دورة الألعاب العربية عام 2011 حين شهدت منافسات في 29 رياضة مختلفة من ضمنها منافساتٍ في رياضتين لذوي الاحتياجات الخاصة، و33 تخصصاً رياضياً، وأيضاً مُشاركة 21 دولة، و6000 رياضي وإداري، و4000 متطوع ومتطوعة. ساهمت إقامة دورة الألعاب العربية في الدوحة في ولادة أبطالٍ جدد وإلهام الملايين من جميع أنحاء العالم العربي ممن شاهدوا الحدث الرياضي والاقليمي مُتعدد الفعاليات.
وشهد حفل افتتاح الدورة مفاجآتٍ مختلفة منها استخدام شاشات عرض عالية التقنية للمرة الأولى في حفل افتتاح حدث رياضي، مما عكس قُدرات قطر الابتكارية والتنظيمية.
وجاءت بطولة كأس آسيا لكرة القدم عام 2011 التي جرت في قطر، وأقيمت مبارياتها في مجموعة من أروع المنشآت الرياضية وأمام دعم كبير من المشجعين من أنحاء القارة إذ جرت منافسات البطولة في 22 يوماً قدمت فيها المنتخبات المتبارية أداءً عالي المستوى في كرة القدم، كما شهدت المباريات أهدافاً رائعة ونتائج مُفاجئة.
وجاءت استضافة قطر للحدث القاري الكبير بعد فترة وجيزة من حصولها على حقوق استضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2022، في الثاني من ديسمبر/كانون الثاني عام 2010، وكانت فرصة فريدة جذبت فيها عيون العالم إلى استاد خليفة الدولي وإلى أربعة ملاعبٍ أخرى من أجل قياس مدى قدرة الدولة على استضافة مثل هذا الحدث العالمي الكبير، ولم تخيب قطر الآمال، وفي نهائيات بطولة كأس آسيا لكرة القدم 2011، حقق المنتخب الياباني فوزاً مستحقاً على نظيره الأسترالي ليرفع كأس البطولة في استاد خليفة الدولي.
ولم يقف الأمر على كرة القدم فحسب، بل استضافت البلاد العربية النسخة الثانية عشرة من بطولة كأس العالم للسباحة (فينا) 2014 واعتبرت حينه الأفضل في تاريخ هذه البطولة، وقد شهدت البطولة تحطيم أرقام قياسية عالمية وتسجيل أرقام جديدة في منافسات الـ (25 مترا) فاقت التوقعات مُقارنةً بالنسخ السابقة، كما شهدت البطولة مشاركة كبيرة من السباحين والدول لم تحدث من قبل، ويضاف إلى أنها المرة الأولى على الإطلاق التي تُقام فيها هذه البطولة في منطقة الشرق الأوسط، وقد ساهمت بشكل كبير في تسليط الضوء على أهمية منافسات السباحة العالمية، وإلهام المزيد من السباحين للمشاركة في مثل هذه البطولات، وبناء قاعدة جماهيرية جديدة، ودعم تطور ونمو السباحة عالمياً.
كما استضافت الدوحة النسخة الرابعة والعشرين من بطولة العالم لكرة اليد للرجال 2015 في الفترة من 15 يناير/كانون الثاني إلى 1 فبراير/شباط. بمشاركة 24 منتخباً إذ فاز المنتخب الفرنسي بلقب البطولة للمرة الخامسة في تاريخه، وحلت قطر – البلد المستضيف في المركز الثاني، لكي تصبح أول دولة غير أوروبية تتأهل للمباراة النهائية في تاريخ البطولة.
وحظي الحدث بإقبال كثيف من الجماهير، وتألق نجوم عالم الغناء في حفل الافتتاح من ضمنهم النجمة كايلي مينوغ وفاريل ويليامز وغوين ستيفاني، حيث أنشدوا أغنية البطولة “عيشها” التي استقطبت أكثر من 6 ملايين مشاهدة على قناة يوتيوب، الأمر الذي ساعد قطر في الترويج للرياضة بين مشاهدين جدد وفي أسواق جديدة، والمساهمة في تطوير كرة اليد على المستوى العالمي.
وتفوقت الدوحة في استضافة منافسات بطولة العالم للملاكمة، التي تعتبر الحدث الأبرز في أجندة الاتحاد الدولي للملاكمة، وقد أقيمت في الفترة من 5-18 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2015 وللمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط.
وتنافس فيها نخبةٌ من أكثر من 200 من أقوى الملاكمين العالميين في البطولة ضمِن 23 منهم التأهل لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2016 في ريو دي جانيرو. باستضافتها لهذا الحدث، ساهمت الدوحة في ترويج رياضة الملاكمة بطريقة مُبتكرة لشريحة جماهيرية جديدة، ووضعت معايير جديدة للتميز في استضافة البطولات العالمية، مما زاد في تعزيز دور ومكانة وشهرة الاتحاد الدولي للملاكمة من خلال هذا الحدث.
واستضافت الدوحة بطولة العالم لألعاب القوى لذوى الإعاقة 2015 في الفترة من 22 إلى 31 أكتوبر/تشرين الأول في ملعب سحيم بن حمد في نادي قطر الرياضي كما استضافت بطولة الدراجات الهوائية في أكتوبر 2016 والتي تعد أول بطولة عالمية في هذه الرياضة تقام في منطقة الشرق الأوسط، وشهد الحدث الذي أُقيم على مدار تسعة أيامٍ 12 سباقاً في فئة النخبة من الرجال والسيدات، وفئة الرجال تحت سن 23، وفئة الناشئين من الجنسين.
وتنافس المتسابقون في ثلاثة أنواعٍ مختلفة من السباقات، هي السباق على الطرق، السباق ضد الساعة (فردي)، والسباق ضد الساعة (فرق)، كما تُوج العديد من أبطال العالم في كل فئة. وحظيت البطولة العالمية الشهيرة بتغطية إعلامية من أكثر من 500 جهة إعلامية من حول العالم، وبمشاهدة جماهيرية عالمية مباشرة لأكثر من 300 مليون مشاهد. واستقبلت البطولة حوالي ألف متنافس من 75 دولة، وأكثر من 5700 مشاركة من الاتحادات الوطنية والوفود الرياضية، والمسؤولين الفنيين، والصحافيين.
وستكون بطولة العالم لألعاب القوى العام المقبل 2019 أهم الأحداث التي ستقام في قطر قبل كأس العالم لكرة القدم 2022، بعدما حقق ملف الدوحة فوزاً كاسحاً على ملفاتٍ كبرى كملف يوجين الأميركية، وبرشلونة، إذ مُنحت العاصمة القطرية حقوق استضافه بطولة العالم لألعاب القوى بعدما نجحت باستضافة منافسات الدوري الماسي لألعاب القوى، بالإضافة إلى استضافتها بطولة العالم لألعاب القوى داخل الصالات 2010.
وستُنظم منافسات بطولة العالم لألعاب القوى داخل استاد خليفة الدولي الذي يشهد حالياً عملية تجديد شاملة ليصبح الملعب الأمثل لاستضافة هذا الحدث الكبير. ويشهد الملعب العريق إدخال مجموعة من التطورات التقنية منها تركيب شاشة طولها 100 متر ستخلق ثورة في عرض المشاهد.
كما فازت قطر بحق استضافة بطولة العالم للألعاب المائية 2023 في يناير/كانون الثاني عام 2016، لتكون المرة الأولى على الإطلاق التي تُقام فيها هذه البطولة المرموقة في تاريخ منطقة الشرق الأوسط.