الإمارات

مقاهي الكتب.. وجبة معرفية دسمة في رحاب دبي

تتمتع القهوة بحضور لافت في الأدب والشعر العربي، فهي «مفتاح النهار» كما وصفها الراحل محمود درويش يوماً، ولأن القهوة لا تشرب على عجل، فهي تشبه الكتاب أيضاً، حيث لا يقرأ على عجل، يحتاج إلى نفس طويل، من أجل استيعابه والاستمتاع به، وكثر هم الذين يتطلعون إلى افتتاح صباحاتهم بتناول فنجان قهوتهم المفضلة، مع «وجبة معرفية دسمة»، تلك التي يجدونها بين أروقة عدد من مقاهي الكتب في دبي، والتي استطاعت أن تقدم مزيجاً خاصاً يجمع بين رائحة القهوة ورائحة الكتب، عبر ما توفره بين أروقتها من كتب تنطق بلغات عدة، وتغطي مجالات واسعة، بدءاً من الهندسة وليس انتهاءً بالروايات.

مقاهي الكتب تتوزع في أرجاء «دانة الدنيا» التي نجحت في تأسيس مكانة لها على الخريطة الثقافية العالمية عبر ما تقدمه من مبادرات ثقافية دسمة، لتأتي مقاهي الكتب لتزيد من هذه الجرعة، عبر ما توفره لروادها الذين يقصدونها من كل حدب وصوب.

مكتبة غنية بعناوين متعددة، يمكن لزوار «داون تاون كافيه» الاختيار من بينها، لتوسيع معرفتهم، خلال تناولهم لقهوتهم المفضلة في المقهى الواقع في منطقة الكرامة، والذي يوفر لرواده أجواء هادئة، تساعدهم على إنجاز أكبر قدر ممكن من الصفحات والاستمتاع بالقراءة، في حين يتيح المقهى لرواده إمكانية استعارة الكتب وردها إليه بعد الانتهاء منها، في محاولة من إدارته لإبقاء العلاقة دائمة بين رواد المقهى والكتاب، كما تستقبل إدارته أيضاً تبرعات الكتب، من أولئك الذين لا يجدون مساحة في منازلهم لتخزينها، ويفضلون مشاركة الآخرين المعرفة، كما يوفر المقهى أيضاً لعشاق الكتب الإلكترونية إمكانية البقاء على اتصال دائم مع الشبكة العنكبوتية، من خلال تقنية «الواي فاي».

ديكورات

وفي الوقت الذي يبحث فيه عشاق القهوة عن أجود الحبوب التي تصنع منها القهوة، يمكنهم أيضاً الاستمتاع بقائمة الكتب التي يوفرها لهم مقهى «سبيل ذا بين» (Spill the Bean) الذي تتوزع فروعه في معظم أرجاء دبي، بدءاً من شارع جميرا، وليس انتهاءً بالمدينة المستدامة بدبي، حيث يمتاز المقهى بديكوراته البسيطة التي تبعث الهدوء في النفس، وتمكن عشاق الكتاب من مواصلة القراءة في أجواء هادئة، مستوحاة من الطابع الأوروبي.

الأمر كذلك ينسحب على «كافيه كُتّاب»، الذي يتخذ من أب تاون مردف موقعاً له، حيث تحول المقهى إلى منصة تفاعلية تجمع المثقفين والقراء تحت سقف واحد، ويمتاز «كافيه كُتّاب» بشهرته كونه أحد مقاهي الكتب التي تحظى بإقبال واسع في دبي، سواء للقراءة والعمل، حيث توفر إدارة المقهى مكتبة كبيرة تضم كتباً بالعربية وبلغات أخرى، تتناول موضوعات مختلفة بدءاً من الخيال وليس انتهاء بالفلسفة والأدب، والروايات، كما يقدم المقهى كتباً خاصة للأطفال والكبار على حد سواء، كما يمتاز هذا المقهى باستضافته للعديد من ورش العمل التفاعلية والمحاضرات التي تناقش موضوعات تتعلق بالثقافة والأدب، كما يعد وجهة للعديد من الكُتَّاب الذين يتطلعون إلى إطلاق كتبهم وسط أجواء ثقافية هادئة.

استعارة

في إحدى زوايا شارع الوصل، يقع بوك منشن كافيه، الذي يمتاز بأجوائه المشجعة على القراءة، حيث يوفر المقهى مكتبة خاصة غنية بالكتب والروايات الناطقة بلغات عدة، كما يوفر أيضاً كتباً خاصة بالأطفال، وإمكانية استعارة الكتب وردِّها، علماً أن إدارة المقهى تولي أهمية عالية للكتاب، حيث تعمل دائماً على توصية رواد المقهى بضرورة المحافظة على الكتب ومظهرها الخارجي، وعدم الاعتداء عليها سواء بالكتابة أو التمزيق، وذلك بهدف إتاحة المجال للجميع للاستفادة من الكتب.

الاستمتاع بالأعمال الفنية الكبيرة لا يعد الميزة الوحيدة التي يقدمها مركز فن جميل في منطقة الجداف ووترفرونت، حيث يفتح المجال أمام رواده للاستفادة بما تفيض به مكتبته المتخصصة بالفنون من معلومات، في الوقت الذي يستمتعون فيه بتناول القهوة على مشارف المركز المطل على الخور، في حين تقوم إدارة مركز فن جميل، شهرياً، بتنظيم عدد من الجلسات التي تجمع عشاق القراءة، من أجل مناقشة مجموعة من الكتب المقترحة، وذلك تحت إشراف أحد الكُتَّاب المعروفين على مستوى المنطقة العربية.

أدب وخيال

موضوعات مختلفة تتشكل منها مكتبة مقهى «أيه 4 سبيس» الواقع في حي السركال، معظمها يمتد إلى الأدب والخيال والتاريخ، وكذلك الهندسة والتشكيل، حيث يتيح المقهى إمكانية الاطلاع على مختلف المعارف الإنسانية، ورغم ما يتميز به من أجواء هادئة فإن أروقة المقهى لا تكاد تهدأ، حيث يقبل عليه عشاق الكتب في معظم أوقات اليوم، لا سيما أوقات الذروة، طمعاً في الحصول على وجبة معرفية، إلى جانب الاستمتاع بقهوتهم المفضلة، المقهى الذي يمتاز بتصميمه العصري يتيح أمام رواده إمكانية التبرع بما لا يحتاجون إليه من الكتب، وذلك بهدف إتاحة المجال أمام الجميع للاستفادة منها.

الترويج لثقافة القراءة لا يزال أحد أبرز أهداف مقهى سيركل كافيه دبي، الواقع في منطقة الخليج التجاري، حيث نبتت هذه الفكرة في رأس سيدتين إماراتيتين تعشقان القراءة ومرافقة الكتب، ولذلك قامتا بتصميم المقهى الذي يتوزع في العديد من مناطق دبي، بطريقة تراعي متطلبات القراء وعشاق الكتب، حيث عملتا على توفير مكتبة متنوعة، ناطقة باللغة العربية واللغات الأخرى، من أجل إرضاء أذواق رواد المقهى من مختلف جنسيات العالم.

المصدر
البيان
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى