أقسى قصة في مونديال روسيا.. ونهايتها مذهلة!
لمؤازرة منتخبهم المفضل المكسيك، توجه إلى روسيا التي تحتضن فعاليات مونديال 2018، آلاف المشجعين وكان من بينهم مشجع، يستحيل أن تمر قصته على أي شخص، من دون أن تؤثر فيه.
حلم الأسرة
بدأ المحامي المكسيكي جيلبيرتو مارتينيس مع أسرته الصغيرة، الزوجة فيرونيكا، والطفلان دييغو (8 سنوات)، وميا (5 سنوات)، بدأ على قدم وساق بالتحضير لشد الرحال إلى روسيا، لمتابعة مباريات العرس الكروي العالمي.
وكان حلم الأسرة هو متابعة، جنبا إلى جنب، الحفل الكروي الكبير. فيرونيكا، أرجنتينية الجنسية، وانتقلت للعيش في المكسيك قبل 17 عاما، والتقت هناك بفارس أحلامها وحياتها (جيلبيرتو)، الذي كان ولا يزال من عشاق كرة القدم.
مونديال روسيا هو البطولة السادسة لجيلبيرتو، وكان همه الأكبر هو أن يعرف بهذا الحدث الكروي العالمي نجله دييغو، الذي يتخذ الأرجنتيني ليونيل ميسي قدوة له، على الرغم من كون الطفل الصغير يلعب في مركز حراسة المرمى، ويخطط لأن يصبح لاعبا محترفا.
التراجيديا المأساوية
في الـ28 من أبريل الماضي، انكسر الحلم. سافرت فيرونيكا برفقة طفليها إلى فلوريدا الأمريكية، لزيارة شقيقها، وتعرضت هناك لحادث سير مأساوي، بعدما اصطدمت شاحنة صغيرة تسير بسرعة فائقة بسيارتهم. زوجة وأبناء جيلبيرتو الذي بقي في المكسيك لالتزامات الشغل، قتلوا على الفور بعد الحادث.
تنفيذ المخطط
لا يمكن تخيل كيف تمكن جيلبيرتو من التعامل مع هذه الفاجعة، وكان لطبيبه النفساني دور كبير في تجاوز هذه المحنة، فمن بين الأمور التي نصح بها هذا الأخير جيلبيرتو، هو السفر إلى روسيا، وتحقيق الحلم، الذي كان يراود الرباعي (أسرة جيلبيرتو).
وقال جيلبيرتو في مقابلة مع مجلة “كلارين”: “لقد كان القرار الصائب، والآن فهمت ذلك. كان من الأمور الفظيعة هو الاتصال بشركة الطيران والفنادق، وأطلب منهم تغيير الأسماء في التذاكر. رافقني أصدقائي إلى روسيا، وارتدوا أقمصة، مكتوب عليها أسماء زوجتي وأطفالي في ذكرى لهم”.
ولتنفيذ بدقة المخطط الذي تم وضعه منذ فترة طويلة، سافر جيلبيرتو من موسكو إلى سان بطرسبورغ بالقطار، وليس بالطائرة، لأن هذا بالضبط ما أرادته زوجته الراحلة فيرونيكا. وبما أن ابنه الراحل دييغو الذي كان يعشق ميسي، كان يحلم أيضا في مشاهدة البرازيلي نيمار، قام جيلبيرتو بكل شيء للحصول على تذكرة مباراة البرازيل وكوستاريكا، ونجح في ذلك.
رسالة أوتشوا
وكان هناك سبب واحد آخر دفعه للسفر إلى روسيا، جيلبيرتو له معرفة جيدة بوكيل أعمال حارس مرمى المنتخب المكسيكي، غييرمو أوتشوا. قبل سنوات أرسل الحارس الشهير مقطع فيديو لتهنئة دييغو بمناسبة عيد ميلاده. أوتشوا كان من الأوائل الذين تلقوا خبر المأساة التراجيدية. وعندما كان جيلبيرتو في طريقه إلى الجنازة تلقى رسالة من أوتشوا جاء فيها: “سيكون ابنك الملاك الذي سيساعدني على التحليق”. وأدرك جيلبيرتو حينها أنه كان يجب عليه الحضور إلى روسيا، وأعطى أوتشوا القفازات الخاصة بنجله.
فوز المكسيك
لم ينس جيلبيرتو أن يأخذ معه صورة زوجته، وطفليه وأقمصة بأسمائهم، إضافة إلى بطاقات هوية المشجع الخاص بكل واحد منهم، ولكن عندما حط الرحال في موسكو، انتابه الأسى، فقد ضاعت أمتعته في إحدى النقاط التي عبر منها وهو في طريقه إلى روسيا. ولحسن حظه، في اليوم التالي (الأحد)، تم العثور على حقيبته، وبعد ساعات قليلة، وصل جيلبيرتو إلى مدرجات ملعب لوجنيكي في العاصمة موسكو، وتابع مواجهة المكسيك وبطلة العالم ألمانيا، وكان يضع على رقبته 4 بطاقات هوية المشجعين، بطاقته والبطاقات الخاصة بزوجته وطفليه.. لقد حقق حلمهم.
بعد فوز المكسيكيين، بعث أوتشوا رسالة جديدة لجيلبيرتو جاء فيها: “هذا كله من أجل أسرتك”.