بعد رفع الحظر عن قيادة النساء للسيارة في السعودية يوم الأحد 24 يونيو/حزيران 2018، قادت مصممة الأزياء السعودية إيمان جواهرجي مع صديقاتها سياراتهن إلى شاطئ البحر في جدة ثم استبدلنها بدراجات. وتلألأت العباءات الملوَّنة المطرَّزة والمصمَّمة على شكل بذلة من قطعة واحدة والتي ارتدينها، وسط بحر من العباءات السوداء الفضفاضة، لكن لم يوقفهن أحد. وسُمح للسعوديات بقيادة السيارة، للمرة الأولى منذ عشرات السنين، في إطار برنامج إصلاحات واسعة يقوده ولي العهد الشاب الأمير محمد بن سلمان. وتتمتع النساء بالمملكة بمزيد من الحريات في العمل والحياة الاجتماعية. ورحَّب حلفاء السعودية الغربيون برفع الحظر عن قيادة النساء للسيارة باعتباره دليلاً على اتجاه تقدُّمي جديد في المملكة المحافظة، لكن رفع الحظر صاحَبته حملة على المعارضين، وبينهم ناشطات شاركن في الاحتجاجات على الحظر. وما زالت النساء السعوديات خاضعات لنظام يجعل حصولهن على جوازات السفر ومغادرة البلاد إلى الخارج رهناً بموافقة الرجال أصحاب الولاية عليهن. وطالبت الناشطات مراراً بإنهاء هذا النظام. ومهّد الأمير محمد الطريق، على مدى عامين، للعديد من التغييرات الاجتماعية؛ منها عودة دُور السينما وحفلات الموسيقى، بتقليص نفوذ هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي كانت توقف النساء في الشارع إذا رأت أن ملابسهن غير مُحتشمة بما يكفي. وفي مثل هذه الأيام عند المغرب، تمارس النساء الرياضة على ممشى محازٍ للشاطئ مع انحسار الحرارة الشديدة.
وقالت إيمان جواهرجي (43 عاماً)، إن النساء « متشجعين أكتر، لاقيين إن الحكومة دعمتهم أكتر. تبغي تلعبي رياضة العبي، تلعبي بالدراجة روحي، تبغي تجري، سوي اللي تبغي بس خلينا نتغير من مجتمع كسول لمجتمع نشيط ». وفي 2007، شعرت إيمان بإحباط؛ لعدم وجود عباءات تسمح بالركض أو ركوب الدراجات؛ لذلك صممت واحدة لنفسها ثم بدأت في بيع هذه « العباءة الرياضية » لصديقاتها. وفي متجرها بجدة تعرض تصميمات للأنشطة المختلفة مثل عباءات للقيادة وأُخرى أقصر في الطول لتسمح باستخدام بدالات الدراجات. لكنَّ الأهم بالنسبة لإيمان جواهرجي، أنها لم تستخدم اللون الأَسود على الإطلاق والذي ظل عقوداً هو المعهود والمقبول في المجتمع المحافظ للمرأة السعودية. وقالت إن تصميماتها « للحُرية، للإقدام على الحياة، للمرونة للسهولة، للراحة ». وأضافت أن النساء يعشقن الألوان. وهي متفائلة بأن القواعد الاجتماعية الصارمة في السعودية ستُخفَّف أكثر. لكنها ما زالت مقتنعة بأن كثيراً من النساء سيواصلن ارتداء العباءة بشكل أو بآخر. فهي بالنسبة لهن مثل الساري الهندي، رمز لتراث ثقافي أكثر من كونه دينياً.